«البرهانية».. طريقة سودانية تتحدى الحظر بالظهور في مصر
يبدو
أن الحظر الذي تواجهه الطريقة «البرهانيَّة» ذات الأصول السودانيَّة، في مصر منذ 43
عامًا، لم يمنع تردد أبنائها على القاهرة، إذ كشف، «حمد النيل ود الصائم»، أحد
المشاركين في وفود سودانيَّة، قَدِمَت إلى القاهرة، على مدار الأسبوعين الماضيين
للمشاركة في مولدي السيد البدوي، المختتمة لياليه الخميس الماضي، وإبراهيم الدسوقي
المقام منذ الجمعة بمدينة دسوق، أقصى الشمال المصري، عن وجود ممثلين عن الطريقة
البرهانية ضمن الوفود، للمشاركة في المولد.
وأضاف
«ود الصائم» لـ«المرجع» أن البرهانية لا تجد أي أزمة في القدوم إلى القاهرة،
مشيرًا إلى أن خط سيرهم بدأ من مسجد الحسين بقلب العاصمة المصرية، إلى طنطا؛
حيث السيد البدوي، فدسوق للمشاركة في مولد إبراهيم الدسوقي.
ويمثل مولد «الدسوقي» تحديدًا خصوصية للطريقة البرهانية،
إذ تنحدر الطريقة المنسوبة للصوفي السوداني محمد عثمان عبده البرهاني، من
المدرسة الدسوقيَّة، إلا أنها لاقت حظرًا في مصر بفعل حكم قضائي وتقرير من الأزهر أُقِرَّا
في عام 1975، بانحراف منهج الطريقة وابتعادها عن الشريعة الإسلامية.
وبدأ دخول الطريقة البرهانية عقب نكسة 1967، إذ شهد
المجتمع المصري آنذاك مزاجًا دينيًّا خاصًا، برره محاولات الهرب من الصدمة السياسية،
وفي هذه الأثناء وجدت طرق صوفية فرصة للصعود، من بينها، كانت البرهانية التي قدم
شيخها «البرهاني» إلى القاهرة وجذب حوله في وقت قصير متصوفة مصريين وأفرادًا من خارج
التصوف.
وسريعًا بدأ الأزهر في التململ من منهج «البرهاني»،
والكتابات التي أقام عليها شيخها طريقته وهي كتابي: «بطائن الأسرار»، و«تبرئة
الذمة في نصح الأمة»، عاقدًا لجنة توصلت إلى أن هذين الكتابين تضمنا أحاديث
وروايات عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يتم ذكرها في مصادر أخرى.
وعلى خلفية هذا الموقف، طُولب أبناء البرهاني في مصر
بترك طريقتهم والانخراط في طرق صوفية عاملة تحت مظلة الطريقة الأم «الدسوقية».
للمزيد: «الدسوقية المصرية».. رحلة العودة من انحراف «البرهانية»
وفي حديث عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وشيخ الطريقة
البرهاميَّة الدسوقيَّة، إحدى أبرز الطرق الدسوقيَّة في مصر)، محمد علي عاشور،
لـ«المرجع» حول وجودٍ ما لـ«البرهانية» في مصر، سواء عبر وفودٍ تأتي من السودان، من
فترة لأخرى أو أفكارٍ يحملها صوفيون في مصر، نفى أي وجود لأبناء محمد على برهان.
وقال: إن التخوف من نشر الطريقة أفكارها في مصر غير
معقول، في ظل دورات أقامتها البرهامية الدسوقية للقادمين عليها من طريقة
«البرهاني»، في السبعينيات عندما عبّروا عن رغبتهم في الالتحاق بالبرهامية، متابعًا
أن طريقته واعية لخطورة تسلل أفكار «البرهاني» إليها، وعليه تفوت أي فرصة لنشر
أفكار البرهانية بين أبنائها.
للمزيد:
رغم انتشارها في الصعيد.. شيخ «البرهامية»: لا وجود لـ«البرهانية» في مصر
في المقابل من هذا الكلام، كان رأي أحد موظفي المجلس الأعلى للطرق الصوفية، والمنتمي للطريقة «البرهامية الدسوقية»، إذ نفى كل ما جاء به شيخه من حيث رفض أفكار «البرهاني»، وذهب الموظف الذي طلب عدم ذكر اسمه، للدفاع عن الشيخ السوداني، قائلًا: إن أفكاره لم تُفهم جيدًا ونُسبت له أقوالٌ لم يذكرها، بحسب حديثه لـ«المرجع».
وأكد وجود حضور للطريقة البرهانية في مصر، رغم حظرها،
مشيرًا إلى أن هذا الوجود يكون عبر وفود تأتي من السودان لحضور احتفالات في مصر.





