ad a b
ad ad ad

«بروباجندا داعش».. استراتيجيات التنظيم لتضخيم وجوده

السبت 20/أكتوبر/2018 - 06:48 م
داعش
داعش
أحمد لملوم
طباعة

يشتهر تنظيم داعش الإرهابي بأمرين، أولهما وحشية جرائمه، والثاني يتمثل في الترويج لها، ويرى بعض المتخصصين أن النشاط الإعلامي للتنظيم يعد مُؤشرًا يمكن من خلاله قياس مدى نشاط التنظيم على الأرض.


وفي الذكرى الأولى لخسارة داعش مدينة الرقة السورية (حررتها قوات سورية الديمقراطية في أكتوبر 2017)، نشرت خدمة المراقبة لهيئة الإذاعة البريطانية، تقريرًا عن الأداء الإعلامي للتنظيم بعد خسارته آخر كبرى المدن التي سيطر عليها منذ تأسيسه.

«بروباجندا داعش»..
ضربة إعلامية

تسببت خسارة مدينة الرقة أكتوبر 2017 في ضربة قوية لنشاط داعش الإعلامي، وفي يوم 23 نوفمبر 2017 توقف التنظيم لمدة 25 ساعة متواصلة عن نشر أخباره على حساباته عبر تطبيق «تيليجرام»، وقال تشارلي وينتر، الباحث في المركز الدولي للتطرف والعنف السياسي، حينها، على صفحته الشخصية بموقع تويتر: إن «هذا الصمت غير مسبوق، فقد تباطأت وتيرة الإنتاج الإعلامي للتنظيم بشكل ملحوظ جدًّا خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، لكن لم يحصل أن توقف عن النشر بشكل كامل خلال 24 ساعة».  


ووصل مجموع المواد التي نشرها التنظيم عبر منصاته الإعلامية في نوفمبر 2017 إلى 307 مواد، تتضمن بيانات تبني الهجمات، وصور ومقاطع فيديو، وفي ديسمبر أنتج 326 مادة، وهو ما يعكس الضرر الشديد الذي تلقته الآلة الإعلامية لداعش بعد خسارة الرقة، إذ كان متوسط الإنتاج في 2017 حتى شهر سبتمبر نحو 950 مادة شهريًّا.


بيد أن التنظيم أظهر علامات تعافي تدريجي في نشاطه الدعائي بحلول شهر يناير 2018، سواء من ناحية الكم، أو جودة المواد الترويجية، وكان متوسط عدد المنشورات على منصاته الإعلامية بداية من شهر يناير حتى سبتمبر هذا العام، يصل نحو 610 مواد شهريًّا، لينخفض بنحو 66% مقارنة مع نفس الفترة عام 2017.


للمزيد.. هجمات أوروبا الإلكترونية وتأثيرها على منصات «داعش» الدعائية


«بروباجندا داعش»..
التأقلم مع الواقع

مع بداية تعافي الآلة الإعلامية لداعش، طرأت اختلافات مهمة في سمات المحتوى الذي ينتجه، إثر الخسارة في المعارك على الأرض، فلم يعد التنظيم ينتج مقاطع الفيديو والصور، التي تروج لـ«الحياة الجيدة تحت حكمه»، فيما يزعم أنها «أرض الخلافة»، التي كانت تتضمن محتوى عن الأطفال الذين يبدؤون فصولهم الدراسية الجديدة في مدارس التنظيم، والأسواق العارمة بالمنتجات الطازجة، وجولات شرطة داعش الدينية والمعروف باسم «الحسبة» في الشوارع.


واستبدلت هذه الصور ومقاطع الفيديو، بمثيلتها عن هجمات ومعارك غير محددة، في محاولة لإثبات قدرة التنظيم على صد الهجوم، غير أن هذه الهجمات والمعارك هي ذاتها تغيرت، فقد انتهت الأيام التي كان يعلن فيها التنظيم سيطرته على مناطق شاسعة ومدن كاملة، وأصبحت هجماته محدودة وغير فعالة.


وفشل «داعش» في إصدار مجلة «رومية» الصادرة باللغة الإنجليزية، إضافة إلى 10 لغات أخرى، وكانت تمثل جانبًا رئيسيًّا في النشاط الإعلامي للتنظيم، وتوقفت تمامًا في أكتوبر 2017، وأصبح بلا متحدثين رسميين بلغات غير العربية، وهذا تطور كبير لتنظيم يسعى في الوصول لجمهور عالمي، ورغم ذلك فإنه حافظ على إصدار صحيفة «النبأ» الأسبوعية، الصادرة باللغة العربية.


وخسر «داعش» أيضًا محطة «البيان» الإذاعية الخاصة به، التي كانت تبث من مدينة الموصل العراقية والرقة السورية، كما كانت عنصرًا مهمًا في عملية الترويج للتنظيم بأنه دولة ذات مؤسسات إعلامية.


وحاول التنظيم التقليل من أثر عدم التمكن من بث الإذاعة، بإصدار نشرة إخبارية صوتية على قنواته على تطبيق تيليجرام، وفي الشهور الأخيرة حاول داعش تطوير وتحسين المحتوى الإعلامي له على التطبيق، الذي يُستخدم للمراسلة المشفرة.


للمزيد.. «داعش» يدعو أنصاره لشنِّ هجمات على أوروبا وأمريكا


ومنذ شهر أبريل الماضي، وضع داعش ترجمات باللغة الإنجليزية للمحتوى العربي الذي ينشره عبر قناته على التيليجرام، اسمها «وكالة الناشر الإنجليزية للأخبار»، إضافة إلى نشر ترجمات فرنسية عبر قناة لمركز إعلامي تابع له على التيليجرام يسمى «النور»، في محاولة للوصول إلى جمهور أكبر.


وأنتج داعش منذ شهر أغسطس، إصدارًا مرئيًّا (فيديوجراف)، وصوتي، ومكتوب، لسلسلة جديدة تصدر بشكل أسبوعي، أطلق عليها اسم «حصاد الجنود»، وخصصها لنشر إحصائيات عن الهجمات التي ينفذها، مصحوبة بتوقيت ومكان التنفيذ ونوعية الهجوم والأهداف.


ويوضح إصدار مثل هذا المحتوى، مدى رغبة التنظيم في تضخيم وجوده، فبسبب النكسات العسكرية التي مني بها التنظيم، من المحتمل أن يستمر في الاستثمار بكثافة في جهوده الإعلامية، لتضخيم وجوده المتضائل على الأرض، وإبقاء مقاتليه وأنصاره في صفه، ومناشدة المجندين الجدد.

الكلمات المفتاحية

"