«حي المغار».. بؤرة الإرهاب وموقع سقوط «هشام عشماوي»
على ساحل البحر المتوسط، وعلى بُعد حوالي 4 ساعات من مدينة السلوم، الواقعة
على الحدود المصرية، ألقت قوات الجيش الليبي القبض على الإرهابي هشام عشماوي، في حي
المغار التابع لمدينة درنة الليبية.
ولعل الطبيعة الجغرافية لـ«حي المغار»، جعلته حصنًا للإرهابيين في ليبيا،
وملاذًا آمنًا لهم يهربون إليه من مطاردات قوات الجيش الليبي.
وخلال الأشهر الماضية، دارت اشتباكات بين قوات الجيش الليبي وعناصر من مجلس شورى درنة، وهم خلايا نائمة في منطقة المغار وسط المدينة، وهذه المنطقة تتميز بجغرافيا صعبة ذات شوارع ضيقة يصعب معها دخول المدرعات والدبابات.
وبحسب تصريحات لقوات الجيش الوطني الليبي،
فإنه تمت محاصرة الإرهابيين في حي المغار، حيث اتجه نحو 50 إرهابيًّا من بينهم أجانب،
للتحصن بحي المغار مع عدد من عناصر داعش.
وحي المغار، لديه جزء من الطبيعة الجبلية
لمدينة درنة، وكان أهله قديمًا يسكنون فيما يعرف بـ«كهوف المغاير» (ومن هنا جاءت تسميته
بـ«المغار»)، ويبنون بيوتهم من الحجارة والطين، ثم تطور ذلك إلى بيوت من الزنك، حتى
أصبح منطقة آهلة بالسكان.
وبمقارنة موقع حي المغار، الذي كان يختبئ
فيه «عشماوي»، بمناطق العمليات التي خطط لها الإرهابي؛ فإنها كانت محطة انطلاق مناسبة
جدًا لقربها الكبير من الحدود المصرية.
ومن أبرز العمليات الإرهابية التي شارك
فيها «عشماوي»: مذبحة كمين الفرافرة، التي وقعت في 19 يوليو 2014، وهي العملية التي
استشهد فيها 22 مجندًا مصريًّا، وبحسب بيانات «جوجل ماب»؛ فإن الفرافرة تبعد عن حي المغار
نحو 15 ساعة و48 دقيقة.
وفي أكتوبر من عام 2017، استشهد 14 ضابطًا
ومجندًا، وأصيب 8 آخرون، أثناء اشتباكات بين قوات الأمن المصرية وإرهابيين بمنطقة الكيلو
135، بطريق «الواحات البحرية - الجيزة»، فيما
عرف وقتها بـ«حادث الواحات الإرهابي»، وهو الذي رجحت المصادر انتماء المنفذين له لكتيبة
الإرهابي هشام العشماوي.
ويبعد حي المغار، عن منطقة الواحات البحرية
نحو 14 ساعة، فيما تبعد المنطقة عن طريق الواحات الجيزة نحو 12 ساعة.
كما شارك «عشماوي»، في التدريب والتخطيط لـ«مذبحة العريش الثالثة»، التي وقعت في فبراير 2015، واستهدفت «الكتيبة 101»، واستشهد بها
29 عنصرًا من القوات المسلحة المصرية.
وشارك «عشماوي»، أيضًا في حادث اغتيال
المستشار هشام بركات، النائب العام المصري الراحل، وكذلك في محاولة اغتيال وزير الداخلية
السابق، اللواء محمد إبراهيم.
وداخل أزقة حي المغار، كانت تجري خلال
الفترة الماضية، المواجهة الأخيرة بين الإرهابيين والجيش الليبي، والتي انتهت بإعلان
ليبيا الانتهاء من تحرير درنة.
ويعد حي المغار، النقطة التي أعلن منها
الجيش الليبي، تحرير مدينة درنة، حيث أكد اللواء سالم الرفادي، قائد غرفة عمليات عمر
المختار في الجيش الليبي، في تصريحات في يونيو الماضي، أن القوات المسلحة اقتحمت آخر
معاقل تنظيم القاعدة في مدينة درنة شمال شرقي البلاد (حي المغار)، وأن المدينة باتت
على عتبة التحرير بعد نحو 5 سنوات من سيطرة الإرهابيين عليها.
وكانت مدينة درنة أهم معقل للجماعات المتشددة
التي كانت تتبع تنظيم القاعدة الإرهابي في عهد الرئيس السابق العقيد معمر القذافي.





