خطاب «السادات» الأخير.. وثيقة تفضح زيف «الإخوان» أمام العالم
مؤخرًا، أعلن الكونجرس الأمريكي منح الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات ميداليته الذهبية؛ اعترافًا بإنجازاته التاريخية، وإسهاماته لإحلال السلام بالشرق الأوسط –كما ورد ببيان سفارة مصر بواشنطن في 23 أغسطس 2018م ؛ تزامنًا مع مرور مائة عام على ميلاد الرئيس الراحل، وأربعين عامًا على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل– وهو جدير بهذا وأكثر.
لكن المفارقة تكمن في التردد الأمريكي بشأن تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي ؛ إذ إن الدوائر الأمريكية التي تُكرّم السادات اليوم، تعيش قصة شبيهة مع جماعة الإخوان التي حرَّضت ضده، وأسهمت في اغتياله.
ويأتي تكريم الكونجرس للرئيس الراحل أنور السادات مُستَحقًا؛ كونه أحد الرموز التي تركت بصمتها في أهم وأخطر أحداث التاريخ المعاصر، وبمثابة الإدانة من جهة أخرى لتصورات وأوهام مشتركة انتقلت من المشهد المصري إلى الأمريكي، والعكس دون الوقوف على الدروس والمحددات الرئيسية عند التعامل مع تيار الإسلام الحركي والسياسي وفي مقدمته جماعة الإخوان.
الخلل الأمني والسياسي
في سبيل احتياجه للإخوان كسند سياسي -أو هكذا تصور في البداية- اتجه الرئيس السادات للتحالف مع القوى اليمينية، وعلى رأسها الإخوان ، وهو ما تسبَّب في خلل رهيب بين الملف الأمني والمسار السياسي؛ فتجاهُل التقارير الأمنية التي حذرت من التسامح مع مصنفين «خطر جدًّا» ، أحدث فجوة بين المسار السياسي والملف الأمني، في الوقت الذي يحتاج كلاهما للآخر تنسيقًا وتكاملًا، لأن الواقع السياسي لا يخدمه أعداؤه وخصومه من تنظيمات تتوغل فيه لهَدْمِه من الداخل.
حدث ذلك، على الرغم من أنه كان هناك في الحالتين – المصرية والأمريكية- وعي بمنهج الإخوان المتطرف وممارساتهم العنيفة وأيديولوجيتهم الرجعية، علاوةً على الإلمام بطبيعة أهدافهم؛ فقد كتب «السادات» نفسه وهو الذي كان أحد أعضاء ثورة يوليو 1952 البارزين، أن الجماعة لها أهداف واضحة؛ وهي «إسقاطنا والاستيلاء على السلطة في مصر» ، فيمَا عكست الوثائق التي رفعت عنها الاستخبارات الأمريكية السرية مؤخرًا تحت عنوان «بناء قواعد الدعم»، والتي تعود لعام 1986، إدراكًا لطبيعة أيديولوجية جماعة الإخوان وخططها ومناهجها وتحالفاتها وغاياتها.
وكما حذَّر كُتاب وباحثون مصريون مبكرًا من طبيعة خطط جماعة الإخوان التي تلعب على المتناقضات، وتمنح للتطرف ومعتنقي الأفكار المتشددة والخلايا المسلحة مساحات للتمدد، وفي الوقت الذي تُروِّج لكونها البديل والضامن لاحتواء هذا التيار، فإن وثائق الاستخبارات الأمريكية تُشير إلى رصد لهذا النهج عندما ألمحت إلى أن من ينتمون للإخوان موزعون على أربع وعشرين جماعة متطرفة، وهي الجماعات الجهادية الموجودة على الساحة في ذلك الوقت، وهو توصيف دقيق لتكتيك عمل الجماعة الرئيسي منذ بداية نشأتها إلى اليوم، سواء في الحالة المصرية أو غيرها.
تعتمد جماعة الإخوان على خطة صرف طاقات الدولة المستهدفة لجهود الحدِّ من خطر التنظيمات المسلحة، وتعلن بلا مواربة تبنيها لاستراتيجية المواجهة الشاملة، وتخوض حرب إسقاط النظام ومؤسساته وأجهزته لإقامة حكومة دينية بحسب تصوراتها السلفية الجهادية، فيمَا تبدو جماعة الإخوان في الظاهر منفصلة عن هذا السياق، بمشروع مرحلي يتمدد ببطء ودأب في مجالات التعليم والثقافة والسياسة والاقتصاد.
تبين من نتائج الأحداث التي كانت الجماعة طرفًا فيها طوال العقود الماضية في الساحة المصرية والعربية والدولية، عمق الروابط التي تجمعها بباقي فصائل الإسلام السياسي ، بشكل يصح معه التأكيد على وصف كون أعضاء الإخوان موزعين على جماعات شتى، وأنها تعول على تبادل الأدوار، بحيث يُسهم التيار الجهادي المسلح في إضعاف الدولة بما يبرر طرح البديل الإخواني الذي تباشر هي بناءه على مهل.
تجاوزت واشنطن التحذيرات من خطورة الجماعة، ومن أهدافها الساعية للسيطرة على العالم كله في مراحل لاحقة تحت عنوان «أستاذية العالم»، وعن منهج «سيد قطب» (منظر الجماعة)، الذي ورد ذكره في وثائق الاستخبارات المركزية الأمريكية «بناء قواعد الدعم» ، الداعي لإفناء الحضارة الغربية بغرض إقامة دولة الإسلام العالمية، كما تجاوز الرئيس المصري الراحل أنور السادات عن منهج الجماعة المتطرف وأساليبها السرية التي يعلمها أكثر من غيره، نتيجة خبرته الممتدة بالجماعة حتى قبل مرحلة حكم عبدالناصر، والذي دفع لهذا التهاون في الحالتين هو توهم وجود مصالح تزعم جماعة الإخوان أو أشخاص من خارجها أنها قادرة على تحقيقها.
ينسف هذا التصور من أساسه أسلوب تعامل «الإخوان» مع الواقع السياسي المصري، إذ ثبت أنها تناور بخدعة الترويج لنفسها كشريك سياسي وطني، في الوقت الذي تجهز للسيطرة بطريقتها على المدى المنظور على السلطة من خلال التعاون مع شركاء آخرين داخل التيار التكفيري.
وثبت أن ظهور وتطور الجماعات التكفيرية المسلحة، بدأ مع رسوخ قدم المظلة الكبرى لهم وهي جماعة الإخوان، وأن جميع قيادات تلك الجماعات هم خريجو تنظيم الإخوان فكرًا وأهدافًا ، وظلت هناك صلات قوية تربط بين قيادات الإخوان ونظرائهم في الجماعات الأخرى حتى بعد الاستقلال ظاهريًّا، فعصام العريان القيادي الإخواني، ظل على اتصال وثيق بطارق الزمر، القيادي في الجماعة الإسلامية.
ومن ثم، كانت تلك الجماعات بمثابة رأس حربة للإخوان ضد النظام؛ ففي سنة 1978م هاجمت الجماعات الإسلامية بإشراف كامل من «الإخوان»، عبر مؤتمرات موسعة ونشرات، نظام الحكم، على تباطئه في تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، وعلى سياسته السلمية إزاء إسرائيل، معلنة تأييدها للثورة الإيرانية.
ثم بدأت الجماعات خلال 1976 - 1980م، تنسيق أعمالها على المستوى العام، وأقامت اتحادًا أعلى أطلقت عليه اسم «الجماعة الإسلامية» وضمت إليه لجانًا فنية قامت بتوجيه النشاط على المستوى القُطري العام، وكان أصحاب المناصب في هذا الاتحاد، مثل عصام الدين العريان، أمين الصندوق، من بين كبار المتحدثين في الاجتماعات المناهضة للأقباط التي عقدتها الجماعات، التي روجوا فيها لمزاعم عما وصفوها بمؤامرة الزعامة القبطية الرامية للسيطرة على مصر، وطرد السكان المسلمين منها، وتبنت مجلة «الدعوة» التي تُصدرها جماعة الإخوان هذا الاتجاه.
وتوحدت المجموعات الإسلاموية في الجامعات تحت زعامة الإخوان، وتبنت مجلة «الدعوة» الناطقة باسم الإخوان نشر أخبار الجماعات وتشجيع نشاطاتها، ونتج من ذلك تكوين شكل تنظيمي عام سُمِّي «المؤتمر الإسلامي الدائم للدعوة الإسلامية»، وتم اختيار عمر التلمساني (المرشد الثالث لجماعة الإخوان)، رئيسًا له.
وتدرج مستوى النشاط المشترك بين الإخوان وحلفائهم التكفيريين بداية من نشر أفكار الجماعات المتشددة والأحادية التي تصبُّ في تقييد الحريات الفردية، وبعض المظاهر الشكلية، كاللحية والحجاب، تحت عنوان «نشر الدعوة الإسلامية»، إلى تغيير «المُنكر» في أروقة الجامعات والمدن الجامعية، وهذا المنكر وفق تصور الجماعات هو اختلاط الطلبة والطالبات بقاعات المحاضرات، وقد ارتضى رؤساء الجامعات قرارات الجماعة الإسلامية -بتوجيهات من قيادات المحافظات-، فتم فصل الطلبة عن الطالبات في قاعات المحاضرات، وتم حظر الاختلاط حتى في الأماكن العامة بالجامعات، وصولًا لمستوى القضاء على حضور التيارات الفكرية والسياسية الأخرى على الساحة من ناصريين ويساريين رغبًا ورهبًا.
ومع تعاظم نفوذ الجماعات تقدمت الخطى نحو المزيد من التغلغل والهيمنة على الواقع الاجتماعي والمشهد الثقافي، فأقيمت المعسكرات الإسلامية في العطلات الموسمية التي يحاضر فيها دعاة من خارج الجامعة، وصار شائعًا السماح بحظر الحفلات الغنائية والموسيقية ومنع عرض الأفلام السينمائية والأعمال المسرحية.
ويتكرر السيناريو المصري في الولايات المتحدة والغرب، فالدولة التي تثق بجماعة الإخوان وتمنحها حرية الحركة والنشاط؛ لتكون داعمة لها في وجه خصومها السياسيين، تكتشف في مراحل متأخرة ما صنعته الجماعة لتوطيد وترسيخ نفوذها الديني عبر البحث عن شركاء وحلفاء داخل تيار الإسلام السياسي، للاستعانة بجهودهم وأنشطتهم لمناكفة الدولة، ومناوأة النظام، ومناهضة سياساته بغرض إرباكه وإسقاطه، علاوة على جهود الهيمنة على الفضاء التعليمي والثقافي والاجتماعي.
وتكررت لذلك ذات النتائج؛ فالعنف الذي انفجر من بوابة الإخوان في المشهد المصري مع بدايات يوليو عام 1977م، مع اغتيال محمد حسين الذهبي، وزير الأوقاف الأسبق بالحكومة المصرية، ثم اغتيال الرئيس السادات نفسه في أكتوبر 81م، والذي استمر إلى اليوم، هو وليد نفس القناعة الخاطئة التي فجرت العنف بعد التقارب الغربي مع الإخوان في الشرق الأوسط وفي العالم كله.
رسائل السادات للكونجرس
أعلن الرئيس المصري أنور السادات من منصة البرلمان قبيل اغتياله على يد مجموعة واقعة تحت تأثير الفكر الإخواني، ومنبثقة عن التنظيم الأم في أكتوبر عام 81م، أنه نادم على تسامحه مع جماعة الإخوان، وإفساحه المجال لها لعودة أنشطتها بعد حظرها طوال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
واعترف «السادات» بخطئه الكبير قبل اغتياله مباشرة، وكأنه يترك خلاصة تجربته، وما انتهى إليه من قناعات ليبني عليها مَن بعده، ومَن يرغب في الإحاطة الشاملة بهذا الدرس التاريخي، وهو هنا يعطي نموذجًا للسياسي ورجل الدولة، الذي لا يمنعه منصبه ومكانته من الاعتراف العلني باجتهاد سياسي سابق ثبت فشله وكارثيته.
وكما لو كان السادات أيضًا ينبه السياسيين الأمريكيين إلى أن رجل الدولة الحريص على مصلحة وطنه العليا يختلف عن قائد التنظيم والميليشيا الذي لو اعترف بخطأ ارتكبه لسقطت هيبته، وثار أتباعه ضده، وحدثت الانشقاقات في جماعته، أما رجل الدولة فيؤخر حظوظ نفسه، ويعترف بأخطائه التي إذا تمادى فيها لأضرت بالمصالح العامة وبسلامة البلاد.
ولذلك، فالجماعات المتطرفة في العالم لاتزال تستوحي أفكار التكفير من منهج الإخوان، وتمارس دور الداعم العسكري لمشروعها الذي يترقب الصعود عندما تسنح الظروف، بينما لاتزال بعض الأنظمة تنخدع بالخطاب الإخواني المغلف بالمظلومية، وادعاء السلمية، ومزاعم احترام قيم المدنية والتنوع.
«أنا كنتُ غلطان»
قال الرئيس الراحل أنور السادات صاحب العقل السياسي المتقد بالذكاء، بأسلوبه المعبر «أنا كنت غلطان»- (لقد كنت مخطئًا)، معترفًا بخطئه، في الوقت الذي كان يقرأ خلاله على أعضاء البرلمان مقتطفات من مجلة «الدعوة» التي سمح هو نفسه بأن تُصدرها الجماعة لتكون متنفسًا لأعضائها للتعبير عن آرائهم الدينية، ناقلًا هجومًا بصفحات المجلة، على سياساته وعلى ثورة يوليو 1952م، ومسيرة حكم ضباط الجيش، وتحريضًا صريحًا من مرشد الجماعة على الثورة والتمرد.
وهنا درس حيوي للسياسيين حتى لا ينخدعوا بتقارير جهات داخل الدولة ودراسات مراكز بحثية وتقارير صحف قد تكون لها أهدافها ومصالحها الخاصة المرتبطة بجماعات راديكالية وبدول تمولها، والسير وراء خيالات تلك الأطراف البعيدة عن الواقع والمحرفة للحقائق، والذي يضر بأمن البلاد واستقرارها.
وذكر السادات أنه طلب كل المستندات والأوراق والملفات المتعلقة بمن يقف وراء الاضطرابات في البلاد، وعكف على قراءتها لمدة عشرة أيام ، وأراد هنا أن يقول وهو يحلل ما فيها ويربط تفاصيلها ووقائعها ويحذر من خطورتها، وعلى ضوء ذلك يخرج بقراراته، إنه لا مفر من أن يطلع رجل الدولة وصانع القرار بنفسه وعبر مستشارين ثقات على حقائق ما يجري، وحقيقة التوجهات والتحالفات والأيديولوجيات والأهداف من مصادرها الأصلية.
وأوضح السادات محددات التعامل مع الإخوان في هذا الخطاب الأخير أوائل سبتمبر 1981م، إذ أعلن أن جماعة الإخوان التي كان هو نفسه سبب خروج قادتها وأعضائها من السجون، وعودتهم من المنفى وإعادتهم إلى وظائفهم، وصرف رواتبهم بأثر رجعي، هي مَن تقف وراء محاولات الانقلاب التي تعرَّض لها نظام حكمه، علاوة على دورها الخطير المهدد للأمن القومي في إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط.
وعزا «السادات» تصاعد نفوذ التنظيمات المتطرفة، لإطلاقه سراح الإخوان، وشرح كيف أن الجماعات المتطرفة والمسلحة ليست سوى ذراع قتالية لجماعة الإخوان ، وهي مَن تقوم بدور المنفذ الفعلي -الخفي- وأنه لا فرق بين جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات التكفيرية.
وكشف «السادات» أن الإخوان هم مَن غرسوا بذرة فكرة الحاكمية والسلطة الكافرة والمجتمع الجاهلي والعنف ومبدأ السمع والطاعة في وجدان وقناعات تلك الجماعات، وتسببوا في تمرد الأبناء والبنات على آبائهم نتيجة الاستقطاب والتجنيد، مطالبًا بتشريعات خاصة لمواجهة ظاهرة تغرير التنظيمات ببنات الأسر، والتي يتضح في النهاية أنها لم تكن لنُصرة قضايا دينية إنما لإشباع رغبات وأهواء قادة الجماعات وأمرائها.
كان الدرس الأهم عندما شرع «السادات» في البدء بثورة التطهير وتصحيح المسار، بدءًا بالإخوان وانتهاءً بالجماعات الرديفة لها؛ معلنًا أنه سيتعامل بلا رحمة، لكن كان التحالف الأيديولوجي الإخواني الجهادي السلفي بجانب الدعاة وخطباء المساجد والجمعيات المشهرة وبعض الأحزاب التي تحالفت مع الجماعة، قد سبقه، فقام بتكفيره على منابر المساجد في خطب الجمعة والمؤتمرات، زاعمين أنه «قد كشف عن وجهه الحقيقي كعدو للإسلام وكعميل حقيقي للغرب وإسرائيل».
وهكذا يتحول الحليف الذي مدَّ يَده للجماعة وأنقذها من أزمتها، وفتح لها مجالات النشاط المختلفة في الدعوة والثقافة والجامعات وغيرها، إلى كافر عدو للدين مهدور الدم، عندما يكتشف الخدعة ويزول عنه أثر الوهم المدمر، ويحاول إبطال مفعوله على أرض الواقع.
الخلاصة
يُعد خطاب الرئيس المصري الراحل أنور السادات في 5 سبتمبر 1981م، قبيل اغتياله في يوم 6 أكتوبر من نفس العام، بمثابة الوثيقة التاريخية التي ينبغي على السياسيين الغربيين دراستها، والوقوف على أبعادها ومراميها، حتى لا يصير تكريم السادات الذي يستحقه عن جدارة، شكليًّا ومفرغًا من المضمون، وشبيهًا بما صنعته جماعة الإخوان عندما نظمت احتفالًا بانتصارات حرب أكتوبر أثناء حكم المعزول محمد مرسي في حضور قتلة الرئيس السادات، البطل الأول لتلك الحرب.
يتضمن الخطاب نصائح مهمة لصناع القرار العرب والغربيين بشأن أسلوب التعاطي مع جماعة الإخوان؛ ويصلح أن تبث فقرات منه في الكونجرس الأمريكي بمناسبة هذا التكريم، في ظلِّ تردد المشرعين الأمريكيين في إصدار تشريع بحظر الجماعة وتصنيفها إرهابية، فهو يشدد على أن الثقة بالجماعة وبرموزها بمثابة وَهْمٍ مدمر، كونهم يفعلون الشيء ونقيضه، ويجيدون التلون والخداع ويحترفون الكذب والتقية، وساق أمثلة حية على براعة الجماعة وقادتها في استغلال المؤسسات والأحزاب القائمة، ومنابر المساجد والجمعيات الدينية المشهرة، وجعلها جميعًا كمنظومة واحدة تديرها الجماعة لخدمة أهدافها السياسية على حساب وحدة واستقرار المجتمع.
وينسف «السادات» خرافة توظيف الجماعة، التي ثبت أنها تظهر نفسها كما لو كانت قد رضيت بالقيام بالمهمة المرسومة لها، وهو ما سيسحبه الأمريكيون تلقائيًّا لتطبيقه على واقعهم ، الأمر الذي يعطيها مساحة من الوقت في المشهد السياسي، ويمنحها الأدوات الضامنة لتغطية توغلها البطيء داخل هيكل الدولة ومؤسساتها وجامعاتها، حتى يصل نفوذها لمستوى أن تتملقها القوى السياسية والأحزاب القائمة طمعًا في الاستفادة من القاعدة الجماهيرية للجماعة، خاصة داخل الأوساط الجامعية.
[1] «الشيوخ الأمريكي»
يقر بالإجماع مشروع قانون لتكريم الرئيس الراحل أنور السادات - الهيئة العامة
للاستعلامات - 24 أغسطس 2018.
[2] دعاء إمام -
الكونجرس يحابي الإخوان ويمنحهم مهلة عامًا آخر – المرجع - 18 أغسطس 2018م
[3] عبدالعظيم رمضان -
جماعات التكفير في مصر.. الأصول التاريخية والفكرية - الهيئة المصرية العامة
للكتاب 1995م - صفحة 202.
[4] هالة مصطفى - الدولة
والحركات الإسلامية.. المعارضة بين المهادنة والمواجهة في عهدي السادات ومبارك -
مركز المحروسة 1995- صفحة 209.
[5] عوديد جرانوت، جاك ريننج
- يوم قتل السادات.. أسرار قصة الاغتيال كاملة من وجهة النظر الإسرائيلية - صفحة
33.
[6] عمرو عبدالسميع -
الإسلاميون.. حوارات حول المستقبل - مكتبة التراث الإسلامي- 1992، صفحة 58.
[7] علي الدين هلال وآخرون -
تجربة الديمقراطية في مصر 1970 - 1981م ط2 - القاهرة المركز العربي للبحث والنشر
1982، صفحة 36.
[8] كرم
جبر- السادات..المباحث والإخوان - حوارات مع اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن
الدولة الأسبق - صفحة 19.
[9] المصدر نفسه، صفحة
45.
[10] خالد عكاشة -
الإخوان وانكشافات جديدة تحطم الأساطير- صحيفة الوطن- 23 أغسطس 2018م.
[11] سينثيا فرحات -
الإخوان المسلمون ينبوع العنف - ميدل إيست فورم - 1 مارس 2017.
[12] وثيقة استخباراتية
تكشف حيل الإخوان لبث أفكارهم المسمومة - الخليج الإماراتية - 12 أغسطس 2018م.
[13] ثروت الخرباوي - سر
المعبد - نهضة مصر للنشر- صفحة 220.
[14] حسن بكر - العنف السياسي
في مصر.. أسيوط بؤرة التوتر، الأسباب والدوافع (1977 - 1993م) - كتاب المحروسة ط1
1996م- صفحة 52.
[15] حسن بكر - العنف السياسي
في مصر.. أسيوط بؤرة التوتر، الأسباب والدوافع (1977 - 1993م) - كتاب المحروسة ط1
1996م - صفحة 47.
[16] عبدالعظيم رمضان -
جماعات التكفير في مصر.. الأصول التاريخية والفكرية - الهيئة المصرية العامة
للكتاب 1995م - صفحة 2018.
[17] منتصر الزيات - الجماعة
الإسلامية في مصر.. مراجعة أم تراجع؟- منتصر الزيات - الجزيرة نت- 21 أكتوبر 2003م
[18] خطاب الرئيس
السادات المطول أمام أعضاء مجلسي الشعب والشورى في 5 سبتمبر 1981م.
[19] عبدالعظيم رمضان -
جماعات التكفير في مصر.. الأصول التاريخية والفكرية - الهيئة المصرية العامة
للكتاب 1995م - صفحة 220- 221.
[20] محمد الجزار - التحليل
السياسي للشماتة الإخوانية – روزاليوسف - 19 أكتوبر 2013م.
[21] لماذا انهارت استراتيجية التوظيف المتبادل بين واشنطن والإخوان؟ - المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية - 22 أغسطس 2013م.





