ad a b
ad ad ad

سيناريوهات اختفاء رئيس الإنتربول بالصين

السبت 06/أكتوبر/2018 - 11:38 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

سيناريوهات كثيرة تدور حول اختفاء رئيس الإنتربول (المنظمة الأمنية الأكبر في العالم)، لعل أبرزها هو احتجاز منغ هونغ وي، للتحقيق معه في قضايا فساد.


وتواجه الصين اتهامات بإخفاء المسؤول الدولي قسرًا، وأن مكافحة الفساد التي تنتهجها بكين لا تلتفت إلى تلك المناصب، بحسب مصادر صينية.


 منغ هونغ وي
منغ هونغ وي
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، إنه «عندما انتخب منغ هونغ وي -مسؤول كبير في نظام الأمن العام الصيني- رئيسًا للإنتربول في عام 2016، ابتهج القادة في بكين، وقد أدى هذا إلى احترام نظام العدالة الجنائية التعسفي والغامض في الصين».

«لا يعرف أحد حتى الآن أين يوجد السيد منغ، أو لماذا اختفى فجأة، رغم أنه يقود منظمة لقوات الشرطة العالمية» بحسب الصحيفة.

وأكدت زوجة رئيس الإنتربول، أنه لم يختفِ في باريس –مقر الإنتربول– وأنها فقدت الاتصال به، بعد رحلته إلى الصين.

وتقول التايمز: «إذا كان الأمر كذلك، فإن اختفاءه المفاجئ والغامض يهدد بتشويه صورة الصين؛ ما يدل على أن حتى أبرز مسؤول في منظمة دولية للشرطة معرض للخطر».

ونقلت صحيفة الجارديان، البريطانية، عن مصادر بالشرطة الفرنسية ومسؤولي العدالة، أن زوجة منغ -التي تعيش معه وأطفالها في ليون جنوب شرق فرنسا؛ حيث تقيم المنظمة العالمية للتعاون الشرطي- أبلغت عن فقده يوم الجمعة 5 أكتوبر.

وقال الإنتربول إنه على علم بالتقارير، لكنه «أمر يخص السلطات المعنية في فرنسا والصين»، مضيفًا أن الإدارة اليومية للمنظمة تقع على عاتق أمينها العام، يورجن ستوك، بدلًا من الرئيس الذي يرأس لجنتها التنفيذية.

وكانت آخر مرة شوهدت فيها منغ مغادرةً إلى الصين من مقر الإنتربول في 29 سبتمبر الماضي، حسبما ذكر مصدر قضائي قريب من التحقيق لوكالة فرانس برس، وأضاف المصدر: «لم يختفِ في فرنسا».
من هو منغ؟
وكان منغ (64 عامًا) يشغل في السابق منصب نائب وزير الأمن العام الصيني، وهو موقف يقول منتقدون إنه منحه السيطرة على الشرطة السرية للبلاد؛ كما شغل من قبل منصب مدير خفر السواحل ونائب رئيس إدارة المحيطات في الولاية الصينية، وفقًا للجارديان البريطانية.

ويعد منغ، أول صيني يتم انتخابه للإنتربول، الذي يربط بين وكالات إنفاذ القانون في 192 دولة عضو، في نوفمبر 2016، ليحل محل ضابط الشرطة الفرنسي ميراي باليسترازي، وكان من المقرر أن يعمل حتى عام 2020.
منغ هونغ وي
منغ هونغ وي
لماذا تحتجز الصين منغ؟
وقال دينج يوين، وهو محرر سابق لمجلة الحزب الشيوعي، لـ«نيويورك تايمز»: إنه إذا اختفى منغ هونغ وي في الصين، فإن السبب الأكثر ترجيحًا هو بالطبع إجراء تحقيق في مكافحة الفساد.

وأضاف أنه على الصعيد الدولي، هو رئيس الإنتربول، لكن في نظر السلطات الصينية هو في المقام الأول صيني، ولن يفكروا كثيرًا في منصبه الدولي.. هذا هو الوضع الطبيعي الجديد.

وكانت السلطات الصينية قد بعثت بالفعل رسالة مؤكدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن البروز الدولي ليس درعًا لحماية المواطنين الصينيين.

وبحسب التايمز، فمنذ أصبح شي جين بينغ رئيسًا للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، أثبت أنه لا أحد، مهما كان مرتفعًا، محصنًا من المساءلة، كما أنشأت الصين هذا العام وكالة للتحقيق في مكافحة الفساد تتمتع بصلاحيات واسعة لاحتجاز المسؤولين المشتبه في ارتكابهم مخالفات سرية.
نور بكري
نور بكري
ليس الأول
ولا يعد رئيس الإنتربول، أول المشاهير الذين يتم اختفاؤهم في الصين، فقبل أسابيع تحدثت وسائل الإعلام عن اختفاء فنانة صينية تُدعى فان بينغينغ، لمدة 4 أشهر، بحسب تحقيقات مع الضرائب.

في عام 2013، تم التحقيق مع لي دونغ شنغ ، وهو نائب آخر لوزير الأمن العام بتهمة الفساد، وحُكم عليه فيما بعد بالسجن لمدة 15 عامًا بتهمة تلقي رشاوى.

وفي الشهر الماضي، أعلنت وكالة مكافحة الفساد في الصين أنها تحقق مع نور بكري، وهو أحد كبار المسؤولين الصينيين القلائل من الأقلية العرقية الأوغورية، وهو حاكم سابق لمنطقة شينجيانغ في شمال غرب الصين، وكان آخرها مديرًا لإدارة الطاقة الوطنية.

وأعربت منظمات حقوقية، مثل منظمة العفو الدولية عن قلقها الشديد بشأن تعيين منغ في ذلك الوقت.

كما امتنعت الدول الغربية عن توقيع معاهدات تسليم مع الصين بسبب مخاوف جماعات حقوق الإنسان من سوء معاملة المشتبه بهم جنائيًّا، وقالت: إن الصين قد تكون مترددة في تقديم أدلة على جرائم المشتبه بهم.

وفي عام 2014، أصدرت الصين «إشعارًا أحمر» للإنتربول -وهو أقرب ما يكون إلى مذكرة توقيف دولية- إلى أكثر من 100 شخص يشتبه في أنهم مطلوبون للفساد في البلاد والذين فروا من البلاد، وقد أعيد العديد منهم منذ ذلك الحين.
"