«ضربٌ من الخبل».. قيادات الإخوان يتمسكون بعودة مرسي.. وشبابها يتراجعون
الجمعة 31/أغسطس/2018 - 04:53 م
محمد مرسي
حور سامح
لا تعترف جماعة الإخوان (أسسها حسن البنّا في مصر 1928) بإرادة الشعب المصري، سوى تلك التي جاءت بمحمد مرسي، المنتمي للجماعة رئيسًا لمصر، عبر انتخابات رئاسية جرت منتصف العام 2012، أما الإرادة الشعبية التي أزاحت الحكم الإخواني بثورة 30 يونيو 2013 فكأن لم تكن -بحسب الجماعة- إذ يتبنى القيادات خطابًا واحدًا منذ انتخابات الرئاسة التي أجريت عام 2013، وبموجبها اُختير الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسًا لفترة أولى، لتتبعها الفترة الثانية.
رغم طرح الجماعة -متمثلة في المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان «يوسف ندا»، ونائب المرشد العام للجماعة «إبراهيم منير»-عددًا كبيرًا من المبادرات، فإن «السيسي» انحاز للشعب الرافض للمصالحة مع تلك الجماعة.
للمزيد.. رفض المصالحة يقضي على «الإخوان»
وأكد الرئيس «أنه لا مصالحة بين الدولة وجماعة إرهابية»، مضيفًا: «اللي عايز يعيش وسطنا بمنتهى السلام والأمان ويكف الأذى عننا هو مصري زينا، إنما هيحاول يرفع السلاح علينا، الجيش والشرطة قادرين على التصدي لكل ده رغم التضحيات».
مراحل جس النبض
بعد 5 سنوات من
عزل «مرسي» من الرئاسة، إلا أن الجماعة ما زالت تُنادي بعودة الرئيس
الإخواني إلى الحكم، وفي مطلع مارس الماضي، قال طلعت فهمي، المتحدث
الإعلامي للإخوان، في حوارٍ مع أحد الصحف التابعة للإخوان في تركيا: إن
الجماعة تحترم إرادة الشعب التي عبر عنها في انتخابات ديمقراطية أسفرت عن
انتخاب أول رئيس مدني منتخب هو «محمد مرسي»، مضيفًا: أن «السبيل الوحيد
لإنقاذ مصر هو عودة مرسي».
وفى محاولة لجس النبض عام 2016، -بعد فشل
الجماعة في نشر الفوضى من خلال عمليات العنف-، سرّب شباب الإخوان مبادرة
سرية أطلقها «محمود عزت» القائم بأعمال مرشد الجماعة حاليًّا، يعلن فيها
استعداده للاعتراف بالنظام المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي،
والاعتذار للشعب عن أقطاب الجماعة، واعتزال الإخوان العمل السياسي والدعوي
والاجتماعي لمدة 10 سنوات، في مقابل التوقف عن ملاحقة الجماعة أمنيًّا،
والإفراج عن قياداتها.
لم ينفِ «عزت» هذه المبادرة بعد تسريبها،
كذلك لم يسع لتأكيدها، بسبب هجوم قيادات الإخوان الرافضين لتلك المبادرة
عليه، ما خلق طرفين داخل الجماعة، الأول وهو الشباب الذي يرى أنه لا بد من
التخلي عن عودة مرسى والاكتفاء بعودة الشباب المسجون فقط، والطرف الثاني
وهم القيادات الذين لايزال فكرهم متسمًا بالجمود حتى في طرح المبادرات
والتمسك بالآراء، ما جعل عددًا كبيرًا من الشباب ناقمًا على الإخوان
وقيادتهم.
في
عام 2017، طرح عدد من شباب الإخوان، مبادرة لإنقاذ شباب الجماعة، وابتعدوا
فيها عن المطالبة بعودة مرسي، ليقوم قيادات الجماعة بالهجوم على المبادرة،
ما دفع الشباب لعدم طرحها والتراجع عما قدموه.
سامح عيد
الجماعة تفقد السيطرة
على
صعيد متصل، قال سامح عيد، الباحث المتخصص فى شؤون الحركات الإرهابية: إن
الفترة الأخيرة شهدت نوعًا من المراجعات داخل السجون، وأدت إلى تقليص أعداد
المنتمين للجماعة داخل السجون، وجعلت عددًا من الشباب يكفرون بفكر الإخوان»،
مشيرًا إلى أن عدد شباب الإخوان خارج السجون أيضًا قد تقلص.
وأوضح
«عيد»، في تصريح لـ«المرجع»، أن الجماعة لن تنتهي، ولكنها ستتقلص وتتقوقع
على ذاتها، وستركن لحالة من الركود، لافتًا إلى أن الجماعة فقدت جزءًا كبيرًا من الكتلة الصلبة، ولم يعد لها سيطرة على التنظيم الدولي كالسابق.
في
السياق ذاته، قال أحمد ربيع غزالي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن
المطالب بعودة «مرسي» تعد ضربًا من الخبل الذي أصاب قيادات الجماعة،
فالجماعة لابد أن تتخلى عن فكرة عودة مرسى.
وأوضح في تصريح
لـ«المرجع»، أنه من الصعب أن تتصالح الدولة مع كيان سياسي متهم بالإرهاب في
عدد من الدول العربية مثل الإخوان، مؤكدًا أن قرارات قيادات الجماعة لاتزال جامدة، وبعيدة عن أرض الواقع.
وتابع: «لو كان المتحدث الرسمي
يسعى لإنقاذ جماعته، فلابد أن يطرح حلولًا منطقية، وليست حلولًا واهية لم تتغير
منذ خمس سنوات، ولكن الجماعة تُحاول أن تثبت أمام العالم أنها تسعى
للمصالحة، في حين أنها لم تطرح حلولًا مقبولة من الأساس».





