«الحصافية».. طريقة أوحت لحسن البنا بفكرة تأسيس «الإخوان»
الثلاثاء 07/أغسطس/2018 - 04:39 م
حسن البنا
آية عز
«فاجتذبتني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل وروحانيتها الفياضة، وسماحة هؤلاء الذاكرين من شيوخ فضلاء وشباب صالحين، وتواضعهم لهؤلاء الصبية الصغار الذين اقتحموا عليهم مجلسهم ليشاركوهم ذكر الله تبارك وتعالى، فواظبتُ عليها هي الأخرى».. عبارات من «مذكرات الدعوة والداعية» وصفت شغف كاتبها حسن البنا -مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية- بالطريقة الحصافية التي انضم إليها، وهو في الرابعة عشر من عمره.
وعليه، فيمكن فهم ما جاء على لسان البنا في مذكراته بأن النواة الأولى للإخوان كانت صوفية؛ إذ قال في كتابه، إنه منذ أن سمع صوت الحضرة الحصافية في أحد المساجد بدمنهور انجذب إليها، واستطاع أن يتعرف على شبابها، وكوَّن معهم علاقات صداقة كبيرة، كان من بينهم الشيخ شلبي الرجال والشيخ محمد أبوشوشة والشيخ سيد عثمان، والشباب محمد أفندي الدمياطي، وصاوي أفندي الصاوي، وعبدالمتعال أفندي سنكل، وأغلب هؤلاء أصبحوا أعضاء بارزين في جماعة الإخوان لاحقًا.
ويقول البنا أيضًا في كتابه عن الطريقة الحصافية بعد صداقته بهؤلاء الشباب والشيوخ: «منذ ذلك الحين أخذ اسم الشيخ الحصافي يتردد على الأذن، فيكون له أَجَل وقع في أعماق القلب، وأخذ الشوق والحنين إلى رؤية الشيخ والجلوس إليه والأخذ عنه يتجدد حينًا بعد حين، وأخذت أواظب على أورادها».
ووفقًا لما كتبه البنا عن الطريقة الحصافية، فإنه تعلق بها تعلقًا كبيرًا؛ لدرجة أنه أَسَّسَ هو وأحمد أفندي «جمعية الحصافية الخيرية»، وكان أفندي سكرتيرًا لها.
وكان البنا يواظب على حضور الحضرة الحصافية كل ليلة في مسجد «التوبة» بدمنهور، وذكر ذلك في نفس كتابه السالف الذكر، صفحة 28.
ويتابع البنا في كتابه حكايته مع الحصافية ولياليه بين مريديها، فيقول: «كنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور، فكنا أحيانًا نزور دسوق فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة؛ حيث نصل نحو الساعة الثامنة صباحًا فنقطع المسافة في 3 ساعات وهي نحو 20 كيلومترًا، ونزور ونصلي الجمعة ونستريح بعد الغداء ونصلي العصر ثم نعود إلى دمنهور، ونكون حينها وصلنا على صلاة المغرب».
تاريخ الحصافية
أسست الطريقة الحصافية على يد الشيخ حسنين الحصافي الذي ولد عام 1848، في بلدة كفر الحصافة مركز شبين القناطر بالقليوبية.
وتتلمذ الحصافي على يد كبار علماء الأزهر الشريف من جيل الشيخ حسن المرصفي، والشيخ محمد عليش مفتي الديار المصرية وقتها، والشيخ محمد الفاسي.
كما اشتهر بنبوغه بين أقرانه في تحصيل العلوم الشرعية والعقلية، وذلك مع همته الروحية التي كان يتمتع بها، فقد ألزم نفسه بقراءة ربع القرآن الكريم كل يوم، ومداومة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ألف مرة في اليوم، مع حرصه الدائم على أن يمزج العلم بالعمل اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.





