ad a b
ad ad ad

رغم تكرار الهجوم.. السويداء السورية وحيدة في مواجهة «داعش»

الخميس 02/أغسطس/2018 - 02:11 م
مدينة السويداء السورية
مدينة السويداء السورية
ليث الزعبي
طباعة
شنَّ تنظيم «داعش»، أمس الأربعاء، هجومًا على مطار «خلخلة» العسكري جنوبي سوريا؛ ما أسفر عن مقتل نحو 45 عنصرًا وضابطًا من الجيش السوري، حسبما قالت وكالة «أعماق» (إحدى الأذرع الإعلامية لداعش).

وفي الوقت الذي تبنّى مقاتلو «ولاية الشام» التابعة لـ«داعش» العملية، أعلنت «أعماق» أن التنظيم دمّر طائرتين حربيتين، و6 طائرات مسيّرة، خلال هجومه على أحد أهم مطارات سوريا.
رغم تكرار الهجوم..
ومن جانبه، نفى موقع «دمشق الآن» المقرّب من النظام السوري، ما يزعمه «داعش» بتدمير طائرات في مطار «خلخلة» العسكري، مؤكدًا أن ما حدث هو انفجار خزان وقود بعدما شّن «داعش» هجومًا على المطار، ولكن الموقع أكّد وقوع قتلى من الجيش السوري.

وقتل «داعش» أكثر من 200 شخص من أبناء الطائفة الدرزيّة في السويداء، بما بات يعرف بأحداث «الأربعاء الدامي»، وأسر التنظيم عشرات النساء والأطفال، وهدّد بقتلهم في حال لم يتم إطلاق سراح أسرى التنظيم لدى النظام السوري، أي أنّ التنظيم يُطالب الفصائل الدرزيّة بطلبات «تعجيزيّة»، فالفصائل لا تستطيع إطلاق سراح من لا تعتقلهم.
رغم تكرار الهجوم..
مفاوضات الدروز والدواعش
وجرت المفاوضات البارحة بين «داعش» وفصائل درزيّة ووجهاء محليّين، دون أي تدخل من الجيش السوري والحكومة السورية، أو أي حضور لأي ممثل رسمي، (رغم زيارة 3 وزراء لتقديم التعزية لأهالي القتلى).

ويرى محلّلون أن سبب ذلك هو «طرد» أبناء المحافظة الدرزيّة محافظ السويداء وقائد الشرطة، بعدما اتهموهم بتركهم في مواجهة «داعش»، وإثر ذلك فشلت «مفاوضات الأسرى» بين الدروز وداعش، ولا يزال مصير الأسيرات مجهولًا حتى الآن.
رغم تكرار الهجوم..
وخرجت جموع من الأهالي بمظاهرات، أمام مبنى البلدية في السويداء، رافعين لافتات تندّد بعمليات نقل الجيش السوري للدواعش، كما تضامن المعتصمون مع ضحايا مجزرة «الأربعاء الدامي»، مطالبين بالتفاوض لإطلاق سراح المخطوفين لدى «داعش»، وهتف المتظاهرون «سوريا حرة حرة.. وداعش يطلع برا»، مؤكدين وحدة دم الشعب السوري ونبذ الطائفيّة.

وأثارت الهجمات تساؤلات عديدة عن سبب نقل الجيش السوري مقاتلي «داعش» لمحافظة السويداء تحديدًا، فالسويداء تضم ميليشيات محليّة تأبى تسليم سلاحها للجيش السوري، ويرفض حوالي 50 ألف شاب من أبنائها «الدروز» الخدمة العسكريّة الإلزاميّة في الجيش السوري، وترفض الميليشيات المحليّة مشاركة الجيش السوري بأي معركة خارج المحافظة.

وكذلك صدر بيان من طائفة «عقل الدروز» الموحّدين «يحرّم» التعامل مع ضباط الجيش السوري ممن يمارسون «التعفيش» (وهي ظاهرة بالحرب السورية تعني عمليات سرقة يقوم بها عناصر من الجيش السوري والميليشيات الرديفة للمناطق التي يستولي عليها).
رغم تكرار الهجوم..
وفي هذا الصدد، حمّلت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان لها، نظام الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية الكاملة عن الهجمات، ويقول البيان: إن ما جرى بالسويداء «كارثة صادمة»، وأن «داعش لا يزال موجودًا، ولديه القدرة على العمل بشكل سري، فضلًا عن الاستفادة من الحسابات السياسية للعودة مجددًا للعمليات الدموية».

وعلى صعيد متصل، قال المعارض الدرزي السوري «يحيى العريضي»: إن «هناك من لم يقتلك علنًا، خشية من اكتشاف ادعائه بأنه يحميك؛ ولكنه الآن يقول لك في وضح النهار بأنه وداعش واحد»، متهمًا النظام السوري الذي يدعي حماية الأقليّات، بأنه وداعش سواء.
رغم تكرار الهجوم..
فيما حمّل الزعيم الدرزي اللبناني «وليد جنبلاط»، النظام السوري مسؤولية المجازر التي حدثت، مطالبًا روسيا بحماية أبناء طائفته.

وفي المقابل، كذّب «بشار الجعفري» مندوب سوريا لدى الأمم المتحدّة، خلال مؤتمر رسمي له منذ أيام، كل الروايات التي تحدّثت عن نقل النظام السوري مقاتلي داعش من الحجر الأسود بدمشق وحوض اليرموك بدرعا.

وأكد أن من هاجم السويداء، قادمون من منطقة «التنف» القريبة من الحدود السورية العراقية، والواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية.
"