ad a b
ad ad ad

جدل كندي حول تورط «داعش» في حادث تورنتو

الخميس 26/يوليو/2018 - 03:37 م
حادث تورنتو
حادث تورنتو
نهلة عبدالمنعم
طباعة
جدل كندي حول تورط
أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي، الأربعاء 25 يوليو 2018، عن تبنيه لحادث إطلاق النار الذي وقع مطلع الأسبوع الحالي بالحي اليوناني في مدينة تورنتو الكندية، وذلك من خلال منشور أصدرته وكالة «أعماق» الإعلامية التابعة للتنظيم على موقع التواصل «telegram».

وادعى «داعش» أن منفذ الهجوم، يُدعى «فيصل حسين»، هو أحد عناصره، وقام بجريمته استجابة لدعوات استهداف مواطني دول التحالف، أي الدول التي تحارب التنظيم المتطرف في سوريا والعراق.

ووسط ادعاءات «داعش» بتنفيذ أحد مريديه للعملية الإرهابية، تستنكر السلطات الكندية الأمر تمامًا، مشيرة إلى أن منفذ الحادث شخص مختل، لديه مشاكل نفسية ولا يمتلك صلة بأي جماعة إرهابية، كما أصدرت بيانًا رسميًّا أوردت فيه أن الحادث لا يشكل خطرًا على الأمن القومي للدولة.
جدل كندي حول تورط
علاوة على ذلك، انتقدت الحكومة التغطيات الصحفية المتعلقة بالحادث، والتي عالجته على أنه هجوم إرهابي، في حين أن الشرطة قد ذكرت سابقًا «أن البالغ من العمر 29 عامًا، والذي تتجاذبه الادعاءات، قد انتحر بعد تنفيذ العملية»، في إشارة على اختلاله، وعدم تبعيته للجماعة المتشددة التي تعتمد على العمليات الانتحارية وليس الانتحار المطلق.

كما أشارت التقارير الأمنية للدولة إلى أن إعلان «داعش» عن تبنيه الحادث لم يتضمن أدلة قوية، فالتنظيم لم يقدم فيديو عن الحادث أو حتى للمنفذ، وهو يعلن ولاءه لـ«داعش»، ما يشكك في رواية التنظيم حول ضلوعه بالعملية التي أسفرت عن مقتل بنت تبلغ من العمر 10 سنوات، وفتاة أخرى عمرها 18 عامًا، فضلا عن عشرات المصابين.

وذكرت الصحافة الكندية أن أهل «فيصل» زعموا أن ابنهم يعاني من الاكتئاب الذهاني، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن الشرطة كانت على علم بشخصيته؛ حيث يمتلك تاريخًا سابقًا في العمليات الإجرامية، كما أن سجل تصفحه للإنترنت يحتوي على دلالات حول تعاطفه المريض مع «داعش» والأفكار الراديكالية.
جدل كندي حول تورط
وفيما يتعلق باستراتيجية «داعش» حول ماهية التبني للعمليات الإرهابية الأخيرة وتواتر الإنكار الحكومي، يقول سعيد صادق، دكتور علم السياسة بالجامعة الأمريكية، إن تنظيم «داعش» يستغل الهجمات العنيفة للتسويق لنفسه، فالجماعات الإرهابية، خاصة «داعش»، تعتمد على الإعلان لحشد أنصار من المرضى والمختلين، بالإضافة إلى محاولته البحث عن دعم مادي.

ويشير صادق، في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى تصديقه لرواية الحكومة الكندية، مرجحًا أن المنفذ قد يكون مختلا بالفعل، ولكنه تأثر بدعاية «داعش» دون وجود أوامر واضحة له من التنظيم.

ولفت إلى أن تبني التنظيم للعملية الإرهابية هدفه واضح، فهو يسعى إلى وضع نفسه مرة أخرى في إطار الصورة العالمية، خاصة بعد تواتر التقارير حول انتهائه ودحره نهائيًّا.

وبيَّنَ صادق أن «داعش» وظف العملية لخدمة أهدافه، فهو استغل عدم إعلان أي فصيل لمسؤوليته عن الحادث، ثم أعلن تبنيه متأخرًا، ما يشير إلى أنه يسعى للحصول على تمويلات ومتعاطفين جدد، بالإضافة إلى تشكيل ضغط على الدول الغربية حتى لا يخرج من المعركة خالي الوفاض.
جدل كندي حول تورط
يُذكر أن الحي اليوناني بتورنتو بالدولة الكندية، قد شهد يوم الأحد الموافق 22 يوليو 2018، حادث إطلاق نار على المقاهي والمطاعم المكتظة؛ ما أدى إلى مقتل اثنين والمنفذ، وعشرات الإصابات.
"