يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«حزب الله» وخليته المصريَّة.. اللعب على أوتار المقاومة

الخميس 12/أبريل/2018 - 06:10 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
تظل واقعة «خلية حزب الله في مصر» عالقة في الأذهان، رغم مرور تسع سنوات على اكتشافها، إذ أماطت تلك الحادثة اللثام عن النوايا الإيرانية في اختراق مصر، ومخططات حكومة طهران لتجنيد شباب مصريين لخدمة أجندة حزب الله، الذراع الإيرانية في العالم العربي، تحت زعم المقاومة والنضال، وهو الزعم الذي يعد بمثابة الوتر الأخلاقي والديني، الذي يجيد الحزب اللعب عليه لتمرير مخططاته، وتسويق أعماله بين الجماهير العربية المناصرة للقضية الفلسطينية.
وتعود أحداث القصة إلى 2009 حين أُلقيَ القبض على عشرات الأشخاص في مصر، فيما عرف إعلاميَّا بـ«خلية حزب الله»، ووجهت للمتهمين اتهامات بالتجسس، وحفر أنفاق على الحدود، وشراء عقارات تطل على قناة السويس؛ لرصد حركة الملاحة واستهداف المصالح الأجنبية.
وكان ضابط الاستخبارات في حزب الله اللبناني محمد منصور، المعروف بـ«سامي شهاب»، قائد المجموعة التي ضمت أيضًا 18 مصريًّا أبرزهم حسن المناخلي، وحوكم الجميع (22 شخصًا و4 هاربين) أمام محكمة أمن الدولة العليا، وفي أبريل 2010 عوقبوا بأحكام تراوحت بين السجن مدى الحياة، والسجن ستة أشهر، وأودعوا سجن المرج.
ومما جاء في حيثيات الحكم على المتهمين: «إن المحكمة ترى أن ما اقترفه حزب الله اللبناني من أفعال، بواسطة ممثليه، لا صلة لها بدعم المقاومة الفلسطينية».
وتساءل قاضي المنصة قائلًا: «هل كل ذلك الدعم يكون من خلال جمع المعلومات عن القُرى والمدن والطرق الرئيسية بمحافظتي شمال وجنوب سيناء؟! هل مناصرة فلسطين تكون بأن يشمل هذا الدعم رصد وتحديد الأفواج السياحيَّة المترددة على مناطق جنوب سيناء، واستئجار بعض العقارات المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس لاستغلالها لرصد السفن العابرة بالقناة؟!".
ورد «حزب الله» على تلك الاتهامات قائلا: إن شهاب كان يقدم إمدادات عسكرية لقطاع غزة بمساعدة عشرة أشخاص آخرين، نافيًا أن يكون ذلك استهدافًا لمصر، ووصف الأمين العام للحزب حسن نصر الله الأحكام بأنها «وسام شرف»، مؤكدًا أن ما فعلوه مجرد «تقديم مساعدة لوجستية» لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة المحاصر.
لم يكمل المتهمون عامًا واحدًا في السجن بعد صدور الحكم، ففي 25 يناير 2011، قامت الثورة في مصر ضد نظام الرئيس محمد حسني مبارك، وتم اقتحام السجون، ومن بينها سجن المرج، وهرب جميع السجناء.
بعدها بأيام ظهر سامي شهاب على قناة المنار- التابعة لحزب الله- في استقبال شعبي حاشد، حضره زعيم الحزب حسن نصر الله ببلدة حداثا اللبنانية، وخاطب نصر الله المصريين ممسكًا شهاب في يده قائلا: «نشكركم كل الشكر على تحرير هؤلاء الأسرى»، وتبين فيما بعد أن شهاب سافر إلى السودان ثم إلى بيروت، بجواز سفر إيراني مزور، أو سوري حسبما تذكر رواية أخرى.
بينما ظل المناخلي مختبئًا إلى نهاية العام عندما قرر إنهاء حالة هروبه ليظهر على إحدى الفضائيات، طالبًا التضامن الشعبي معه، وقال إنه يقيم في مكان آمن بمصر، ولديه فرصة كبيرة للهروب خارجها، غير أنه سيسلم نفسه للجيش «احترامًا للقانون المصري وقضائه، وتقديرًا لمبدأ سيادة دولة القانون»، ولم يكد يخرج من مدينة الإنتاج الإعلامي حتى ألقت الشرطة القبض عليه، وأودع السجن ليكمل مدة حبسه البالغة عشر سنوات.
وفي 2013 قررت محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية مخاطبة الإنتربول الدولي للقبض على سامي شهاب لاستكمال العقوبة، وهو ما لم يحدث، فأصدرت محكمة جنايات القاهرة في يونيو 2015 حكمًا إضافيًا عليه بالحبس مع الشغل لمدة عامين، بسبب هروبه.
"