أخونة فرنسا.. تلميذ صفوت حجازي يمثل المسلمين لدى الحكومة
في مساء يوم الجمعة الموافق
9 سبتمبر 2011 (عام صعود وتنامي نفوذ الإخوان في مصر أعقاب ثورة يناير في العام ذاته)
انطلق الإخواني صفوت حجازي على منصة الندوات في إحدى قاعات معهد الامتياز بمدينة كورباي
إيسون في فرنسا، وراح- مدفوعًا ببشائر التمكين السياسي التي لاحت للجماعة في مصر تلك
الفترة- يدعو الحضور إلى الانضمام إلى الإخوان، زاعمًا أن عصر ازدهار الإخوان قد بدأ
للتو، وأن مستقبل فرنسا مرهون بثقلها في الشرق الأوسط، والأخير مصيره في يد الجماعة،
ثم لعب على وتر الهوية الإسلامية التي لا سبيل لحملها سوى الانصطنام للإخوان، على اعتبار
أن جماعته فقط هي من تمثل الدين.
ويبدو أن جدول أعمال
"حجازي" في ذلك اليوم كان مزدحمًا، ففي ظهيرة اليوم ذاته ألقى خطبة الجمعة
في أحد المساجد الفرنسية (مسجد كورباي ايسون) وأعقبها بإلقاء درس في مسجد آخر (مسجد
إيفري)، وحملت الخطبة والدرس والمحاضرة الرسالة ذاتها، تلك الرسالة التي ارتكزت على
ثلاثة محاور أولها تقوية عناصر الإخوان في فرنسا، ثانيها كسب ثقة عموم مسلمي فرنسا،
وآخرها كان يطمح ممثل الإخوان في تكوين ترابط اجتماعي بين الإخوان والفرنسيين.
صفوت حمودة حجازي رمضان من مواليد 21 إبريل 1963م بالورق، مركز سيدى سالم محافظة كفر الشيخ، درس بـجامعة ديجون في فرنسا.
وهو صاحب التهديد الشهير قبل ثورة 30 يونيو: "اللي هيرش مرسي بالمية
هنرشه بالدم"، ردد العبارة ذاتها في لقاء تليفزيوني على إحدى الفضائيات المصرية،
وكرره على منصة اعتصام رابعة المسلح، كما توعد حجازي المصريين وحذرهم من مغبة التظاهر
ضد جماعته أو السعي للإطاحة بـ"مرسيها" من الحكم، قائلا: "من يرغب في
النزول يتحمل مسؤولية ذلك ويخبط رأسه في الحيط"، وهو أيضًا صاحب عبارة:
"الرئاسة المصرية دونها الرقاب"، قالها وهو يمرر يده على رقبته كعلامة للذبح،
لإرهاب الشعب المصري، هذا هو صفوت حجازي، الأب الروحي لـ محمد باجارفيل، إمام مسجد
مدينة إيفري، وباجارفيل هذا هو الرجل الذي طرحه حكيم القروي في مذكرته التي قدمها للرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون، ليكون أحد ممثلي الإسلام في فرنسا في إطار إعادة تنظيم وضع
المسلمين هناك.
يقول هشام النجار الباحث في الحركات الإسلامية، في تصريح لـ"المرجع":
"للأسف بعض النخب الفرنسية- سواء السياسية أو الفكرية- متأثرة بفكر وطرح مغلوط
جدًا بشأن الإخوان، والإسلام السياسي بصفة عامة، وهم واقعون تحت وهم إمكانية التعايش
مع هذا التيار وإمكانية دمجه دون محاذير، ليس فقط في المجتمعات الغربية وفي فرنسا على
وجه الخصوص بل في دوائر صنع القرار وداخل مؤسسات الدولة!
وأضاف «النجار» أن غالبية الأوربيين- والفرنسيين بصفة خاصة- واقعون تحت
رغبة تفضيل مصلحتهم الخاصة، والهروب من تهمة التحريض ضد التنوع والتعددية والعيش المشترك،
وما يتبعها من مصاعب مهنية وقضائية والبعض منهم على علاقة مباشرة وغير مباشرة بالتنظيم
الدولي للإخوان ورموزه ومموليه، والبعض منهم يتلقى تمويلا "قذرا" من قوى
ودول داعمة وراعية للإخوان، خاصة قطر.
وأشار الباحث إلى أن أحد هؤلاء نفى في كتاباته مسؤولية الإخوان عن الإرهاب
والعنف في أوروبا، وفي فرنسا خوفا من اتهامه بالعنصرية، ومعاداة الإسلام، بل ان جيل
كيبيل الباحث المعروف زعم أن أوروبا الإسلام من قبل الجمعيات الإسلامية، في الغرب سيكون
بمثابة التجديد الذي يجب أن يتخذه كل العالم الإسلامي كمثل يحتذى به.
وأوضح «النجار» أن كل هذا وغيره ينم عن عجز معرفي واضح بهذا التيار، لدى
بعض الباحثين ممن يخفون عن الرأي العام، وصناع القرار كون أن التطرف الإسلامي وجماعة
الإخوان هي مفرخة ومنتجة للإرهاب، علاوة على إخفاء اهداف وبرامج هذا التيار النهائية
وهي أسلمة المجتمعات والدول الغربية.
ويذكر أن موقع "إسلاميزازيون" أو "الأسلمة" أحد المواقع
الفرنسية الشهيرة المتخصصة في الإسلام السياسي، فجر مفاجآت مدوية عن المقترحات التي
قدمها حكيم القروي لـ ماكرون حول تنظيم "الإسلام" في فرنسا خاصة فيما يتعلق
بالتمويلات الخارجية ودور العبادة الإسلامية وإعداد الأئمة والمسئولين عن المساجد والجمعيات
الإسلامية في فرنسا.
وتابع الموقع أنه من بين الشخصيات التي يريد "القروي" ضمها للجمعية
الإسلامية "محمد باجارفيل" إمام مدينة إيفري والذي يرحب بفكر طارق رمضان
وله علاقات ود مع علماء المجلس الأوروبي للفتوى ووصف الموقع بعض تصريحات "باجارفيل"
بالأصولية وقال الموقع الفرنسي إن إمام إيفري أعرب، على موقعه الرسمي، عن فخره بأنه
تعلم على يد صفوت حجازي والقرضاوي في مدرسة الإسلاميين الأصوليين.





