«الإخوان تأكل نفسها».. قيادي يصف «منير وندا» بـ«كهنة الشيطان»
الخميس 05/يوليو/2018 - 05:20 م
منير وندا
حور سامح
قبل 5 أعوام، أو ما يزيد قليلًا، استجاب الرئيس عبدالفتاح السيسي -وزير الدفاع آنذاك- لرغبة المصريين في التخلص من حكم جماعة الإخوان (1928)، بقيادة محمد مرسي؛ من أجل إنقاذ مصر من حكم تلك الجماعة الذي كان قائمًا على الترهيب، والذي كان يسعى لإحداث فتنة بين مسلمي مصر ومسيحييها، فضلًا عن التآمر مع دول خارجية، على رأسها قطر؛ لبيع أراضي الدولة وتقسيمها، ونشر الفوضى والإرهاب في البلاد.
نجاح مصر في محاربة الإرهاب الذي خلفه الإخوان، لم يكن عسكريًّا فقط، بل إن مصر استطاعت أن تثبت للعالم أن تلك الجماعة تحمل أفكارًا إرهابية متطرفة، ما أدى إلى قفول نجم الجماعة، وتخلي الكثيرين عنها وإيقاف الدعم المقدم إليها.
وفي محاولة منه لتحسين صورة الجماعة، وأنها مازالت قائمة ولم تتأثر بما واجهته من صدمات خلال الفترة الماضية، ظهر إبراهيم منير أحمد، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، في لقاء تلفزيوني مع قناة «وطن» -إحدى الأذرع الإعلامية للجماعة- قال فيه: إن «شعبية الإخوان تتزايد، والهجوم على الجماعة لا يضعفها، وكل المحاولات للقضاء على الجماعة ستفشل».
وزعم «منير»، أن جماعة الإخوان لا تدعم المتطرفين كما يُروَّج، ولكنها تدعم الشرعية، وتسعى لنشر الإسلام، الذي يريد العديد محوه، والقضاء عليه، مضيفًا: «الحديث عن نهاية الإخوان وذهاب ريحهم جملة تتكرر منذ عهد عبدالناصر».
كهنة الشيطان
في ظل دفاع «منير» عن الجماعة، كان هناك من ينتقد تصرفاته، بل وصل الأمر إلى الهجوم على نائب المرشد، وعلى عدد آخر من قيادات الجماعة، والأمر المهم هنا أن هذا الهجوم جاء من عناصر إخوانية كانت تُسخر جهودها للدفاع عن الجماعة وأفكارها، إذ قال عماد أبو هاشم، رئيس محكمة المنصورة السابق، المعروف بدعمه للإخوان ودفاعه عنهم: إن «إبراهيم منير، ويوسف ندا، ومحمود حسين، هم كهنة الشيطان».
وأضاف «أبوهاشم» الهارب إلى تركيا، عبر صفحته على «فيس بوك»: «أنهم يشبهون حسن الصباح مؤسس دولة الحشاشين، وحمدان بن الأشعث زعيم القرامطة، وأن جميعهم وجوه لعملة واحدة، فهم كهنة الظلام، وحملة لاهوت الشيطان».
وتابع: إن «إبراهيم منير يتحدث من المريخ، وعندما لا تستوعب كلامه ستجد في اليوم التالي من يقول لك إنه لا يُمثل الجماعة، وعندما يُحدثك يوسف ندا من المشتري ستجد من يطمئنك بأنه رأيه الشخصي، ولا يُعبر عن الجماعة، وعندما تستمع لمحمود حسين من الزهرة، ستجد من لا يوافقه الرأي، ويقول إن الجماعة لا توافقه الرأي».
الإخواني الهارب إلى تركيا، وصف الجماعة بأنها تُدار بقوة غيبية في مكان ما وراء الطبيعة، مؤكدًا أن جماعة الإخوان تعمل على تضليل أتباعها وتدفع بهم للموت، موضحًا أن الفكرة الهلامية المُشفرة التي تسكن الجحور والسراديب وتسلك المتاهات والشعاب، وتمشي ليلًا والناس نيام وتتخفى في عالم الطلاسم والأسرار، وتقوم على الألغاز والأحاجي ويُماثل تأثيرها في العقول تأثير الأفيون المخدر، فتجعلك تحلق في جو السماء بلا جناحين، لن يأتي خيرٌ من ورائها أبدًا، فهي نتاج الظلام الذي يخشى نور الصباح.
انقسامات داخلية
ومن جانبه، قال الدكتور خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: إن تصريحات بعض القيادات تؤكد مدى الانقسام الذي تُعاني منه الجماعة، والاختلاف بين طرح عدد من أفكار التجديد لجذب الشباب وإرضائهم، وبين الإبقاء على نفس الأفكار القديمة التي لم تتغير، ومازالت تؤكد أنها الفئة الناجية، وأنهم إخوان الرسول وجماعته.
وأوضح «الزعفراني» في تصريح لـ«المرجع»، أن الجماعة لا تتخلى عن فكرة كونهم الإسلام والمدافع الأول عن الدين، في حين أنهم أساءوا للدين بشكل كبير، كما أن التنصل منهم في مصلحة الدين، مؤكدًا أن الجماعة في طريقها للإنتهاء؛ لأنها لم تطرح أفكارًا جديدة، ومازالت تتمسك بأفكار سيد قطب وحسن البنا، وتتسم بالجمود.
ولفت الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن الانقسام الذي تعاني منه الجماعة سببه اختلاف الآراء، وتكوين جبهات موازية للجماعة تستنزف الإخوان، وتقضى عليها تدريجيًّا، وبمرور الوقت ستندثر الجماعة وتنتهي.





