طلاب الكليات العلمية.. صيد «الإخوان» الثمين
الأربعاء 04/يوليو/2018 - 09:33 م
دعاء إمام
منذ أربعينيات القرن الماضي، دأب نَفرٌ من جماعة الإخوان، على تصنيع صنوف من المتفجرات المحلية وأنواع من البارود، إذْ عملت المجموعة التي اصطفاها مؤسس الجماعة، حسن البنّا، لتكوين ما سمّاه «النظام الخاص» عام 1940، على إنتاج قنابل تقليدية وتطوير الساعات العادية إلى ساعات زمنية؛ لتنفيذ عمليات نسف عن بُعد.
تعاملت «الإخوان» مع طلاب الكليات العلمية كصيد ثمين، سعت من ورائه إلى استغلالهم في تطوير صفوفها العسكرية، وغسل سمعة الجماعة مما طالها من حديث عن انضمام الفقراء وقليلي العلم إليها؛ ما يعني أن هؤلاء يسهل التأثير عليهم، فوجَّهَت ناشئي الجماعة إلى دخول كليات بعينها، في مقدمتها، الطب، والهندسة، والعلوم.
ومؤخرًا، ناشد الشاب المنتمي للجماعة، هيثم غنيم، طلاب الكليات العلمية بابتكار أسلحة لاستهداف من سمّاهم «القتَلة»، وقال عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «الآن قم لعلمك إن كنت دارسًا للهندسة أو الفيزياء أو الكيمياء أو الرياضيات أو غيرها، واغضب وزد من غضبك وأنت تفنيه في علمك هذا، وكلما أصابك يأس، ارجع وشاهد مأساة للمسلمين، فأشعل بها جمرة غضبك من جديد، حتى تُخرج لنا بعد خمس سنوات من الآن سلاحًا يُفني هؤلاء القتَلة بطائراتهم في الهواء، فلا يُصاب من أذاهم طفل ولا امرأة ولا شيخ مُسن ولا شاب».
أستاذ «الحربية» يصنع البارود
من بين الأسماء التي اختارها «البنّا»، لإنتاج وتطوير السلاح في النظام الخاص، شخص يُدعى علام محمد علام، كان أستاذًا للكيمياء بالكلية الحربية، ومشرفًا في الوقت ذاته على عمليات تصنيع قطن البارود لاستخدامه في تصنيع القنابل، وتمت تلك المهمة داخل مصنع بميدان السكاكيني بالقاهرة، كان ظاهريًّا لإنتاج البلاط، ويعرفه الناس بصفته تابعًا لشركة المعاملات الإسلامية، لكنه في حقيقة الأمر كان مقرًّا لإعداد المتفجرات، لا يعمل به سوى أعضاء النظام الخاص.
وثّق محمود الصبّاغ (مؤرخ النظام الخاص)، أهمية انضمام خريجي الكليات العلمية إلى النظام، لاسيما أن عمليات تصنيع المتفجرات والقنابل يصعب استيعابها لغير دارسي الكيمياء والهندسة ومثيلاتهما، إضافة إلى ما يمكن أن ينتج عن أي أخطاء، تصل إلى مقتل منفذ العملية قبل إتمام مهمته.
وقال في كتابه (حقيقة النظام الخاص ودوره في دعوة الإخوان المسلمين): إن صناعة قطن البارود بدأت على أساس تجریبي أولًا، بإشراف «علام» أستاذ الكيمياء، مشيرًا إلى مراحل تصنيع المتفجرات بواسطة مكبس يدوي، ثم آخر هيدروليكي وأسلاك وبطاريات.
مهندسون وأطباء.. بالأمر!
كشف سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، والعضو السابق بالإخوان، عن توجيه الجماعة لدخول الكليات العلمية، خاصة الهندسة والطب، والعلوم؛ حتى يضفوا نوعًا من الوجاهة الاجتماعية على الجماعة، ويُبعدوا عن أنفسهم شبهة استغلال جهل الأفراد ومن ثم استقطابهم.
وأكد «عيد» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الذين درسوا تخصصات مثل العلوم أو الهندسة أو الطب كانوا الأكثر تمثيلًا في الجماعة، ويرجع ذلك إلى نظام الأسر (مجموعة من 5 : 7 أفراد) المعمول به في الجماعة، إذ يُستقطب الفرد الإخواني منذ الصغر، ويصبح عليه الالتزام بتعليمات مشرف الأسرة، ومنها توجيهه لدراسة مجالات بعينها.
وأوضح «عيد»، أن دخول خريجي تلك الكليات إلى مجال صناعة السلاح كان في بدايات الجماعة، وفي عصر النظام الخاص، أما منذ سبعينيات القرن الماضي حتى 2011، كان الإخوان يسيرون في ظل النظام الحاكم، وأبرم الرئيس الأسبق حسني مبارك، اتفاقًا مع الجماعة يقضي بامتناعهم عن تصنيع وحمل السلاح، فكانت الفرصة الوحيدة للتدرب على السلاح خلال تلك الحقبة، هي الالتحاق بالجيش مع الالتزام بإخفاء أيديولوجيتهم حتى يتموا مهمتم مثلما يريدون.





