منعًا لإحراج أردوغان.. تركيا تطالب قيادات حماس بمغادرة أراضيها
يشوب الغموض مصير العلاقات بين تركيا وحركة حماس، على خلفية الحرب القائمة في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إذ نشرت تقارير غربية تفيد بمطالبة السلطات التركية لقيادات حماس بمغادرة تركيا، بعد ما اسمته بـ"إحراج" تركيا على خلفية سقوط مدنيين إسرائيليين في عملة "طوفان الأقصى".
وتقيم قيادات حماس ومنهم خالد مشعل في تركيا، وفقًا لاتفاق تلتزم فيه حماس بممارسة عملها السياسي فقط من أنقرة، وليس عملها العسكري. وهو ما يتعارض مع العملية العسكرية التي تمت في السابع من أكتوبر وأسفرت عن أسر أكثر من 200 إسرائيلي. وفي خضم الهجمة الضخمة التي شنتها حكومات غربية على حماس بعد عملية الطوفان، انتشرت أخبار عن خروج قيادات حماس من تركيا بناء على طلب تركي.
نفي يحمل ملامح التأكيد
بدورها نفت تركيا من خلال "مركز مكافحة التضليل"، التابع لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية، المعلومات المنتشرة، عبر موقع "إكس"، إذ قال في تويتة بالعربية فقط، مساء الإثنين إن "الادعاءات بأن الرئيس رجب طيب أردوغان أمر كبار المسؤولين في (حماس) بمغادرة تركيا على الفور عارية تمامًا عن الصحة".
لازم هذا النفي انتشار خبر في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن سفينة محملة بالخضراوات التركية متوجهة من تركيا إلى إسرائيل كنوع من المساعدات، ورغم نفي أنقرة هذا الخبر كذلك إلا أنه ينضم إلى باقي الشواهد الدالة على توتر في العلاقات بين أنقرة وحماس.
وسارت تركيا في خطوات متقدمة نحو إعادة العلاقات مع إسرائيل، حتى أن الرئيس التركي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، سبتمبر الماضي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
شواهد التوتر
يعتمد مؤيدو سيناريو توتر العلاقات بين حماس وتركيا على مبرارت أهمها تقارب العلاقات بين إسرائيل وتركيا ورغبة تركيا في تصفير مشاكلها في المنطقة مع كل الأطراف التي نشبت بينها وبينهم عداوة في وقت سابق.
وكانت تركيا وعدت إسرائيل بأن نشاط حماس من أرضها سيقتصر على العمل السياسي لا العسكري، وهو ما لم يحدث في 7 أكتوبر.
الأمر كذلك يمتد إلى ممارسة ضغوط على تركيا بعد العداء الغربي الواضح والهجوم على حماس ووصفها بـ"داعش"، إذ باتت تركيا بهذا الوضع تستضيف الدواعش وتدعمهم. ولا يتوقف الأمر على ذلك إذ قد يمتد الأمر إلى فرض عقوبات اقتصادية على الكيانات التركية المتعاونة مع حماس المصنفة إرهابية في العديد من الدول الغربية.
يشار إلى أن توتر العلاقات بين أنقرة وحماس لها جذور إذ كانت هناك أصوات في تركيا ومن قبل الحرب الحالية في تركيا تحذر أردوغان من علاقة حماس بإيران وسوريا، مشيرًا إلى أن التقارب واستضافة حماس يأتي على حساب المصالح الوطنية التركية.
بدوره استبعد المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون وجود تباعد بين حماس وتركيا، مدللًا على ذلك بخطاب الرئيس التركي الذي رفض توصيف حماس بالإرهابية، قائلًا إنها حركة مقاومة وتحرر وطني تدافع عن شعبها. ووصف المدهون في رسالة منه لـ«المرجع» حديث أردوغان بـ"لطمة في وجه العدوان الأمريكي الإسرائيلي على غزة".
واعتبره "بداية تصحيح المسار وحشد الأحرار في وجه العدوان وحرب الإبادة"، متابعًا نقدر الموقف التركي ونطالبه بالمزيد وبخطوات عملية لإسناد شعبنا في غزة".
ورغم تأكيد أهمية الدور التركي، لكنه أكد أن تركيا من قبل حديث أردوغان الأخير كانت تلتزم الصمت أو الحياد، قائلًا "لا نقبل صمتها".





