ad a b
ad ad ad

دوافع استهداف «المقاومة الإسلامية» للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا؟

الأربعاء 01/نوفمبر/2023 - 02:29 م
القواعد الأمريكية
القواعد الأمريكية في سوريا
نورا بنداري
طباعة

خلال الأيام القليلة الماضية، تزايدت عمليات استهداف القواعد الأمريكية في الأراضي العراقية والسورية ولا تزال مستمرة على أيدي فصيل عراقي مسلح يطلق على نفسه اسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، وتتم عمليات الاستهداف إما بالصواريخ أو الطائرات المسيرة، وهي في غالبية الأمر أسلحة مقدمة من إيران، وهو ما يعني رغبة إيرانية في دفع فصائلها المسلحة لتوجيه خسائر للقوات الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، وإجبارها لسحب أي قوات لها من المنطقة.


استهداف متواصل


وكان آخر العمليات التي شنها الفصيل المسلح في 24 أكتوبر 2023، حيث استهدفت وفقًا لبيان صادر عن المقاومة بموقع التليجرام، محيط قاعدة "عين الأسد"  في الأنبار غربي العراق، التي تضم قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا، بصاروخين، مؤكدة في بيانها أن "استهداف قاعدة عين الأسد حقق أهدافه بشكل مباشر ودقيق"، وجاء هذا الهجوم بعد أقل من 24 ساعة، على استهداف الجماعة المسلحة ذاتها قاعدتين أمريكيتين في سوريا، هما: "حقل العمر" النفطي شرقي دير الزور و"الشدادي" النفطي بمحافظة الحسكة بواسطة طائرات مسيرة.

 

تجدر الإشارة إلى أنه بالاستهداف الأخير على القاعدتين الأمريكيتين في سوريا، يكون بذلك عدد العمليات التي نفذها الفصيل العراقي المسلح المدعوم من إيران، في أقل من يومين 6 عمليات ضد القواعد الأمريكية في الأراضي السورية، هذا بالتزامن مع الاستهداف المتواصل الذي تعرضت له أهداف أمريكية على يد الفصيل المسلح في الأراضي العراقية.

 

ومن الجدير بالذكر، أنه خلال الأعوام الماضية، كانت الجماعات المسلحة خاصة الموالية لإيران في بلاد الرافدين، تستهدف بشكل متكرر القوات الأمريكية بالعراق، ولكن خلال العام 2022 ومع مطلع العام 2023، هدأت هذه العمليات، إلا أنها عادت مرة أخرى وبشكل متكرر منذ  إطلاق «كتائب القسام» (الجناح العسكري المسلح لحركة حماس الفلسطينية) عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، كما سبقها أيضًا تهديد أطلقه هذا الفصيل وكان موجهًا إلى أمريكا بالاستهداف المتواصل في حال لم تغادر منطقة الشرق الأوسط، وذلك على خلفية دعم واشنطن لإسرائيل في الحرب مع حماس.

 

تحرك أمريكي وعراقي


عقب هذه الهجمات التي شنتها فصائل المقاومة المسلحة المدعومة من إيران، فقد أعلنت القوات الأمنية العراقية رفضها لهذه الهجمات وإجرائها تحقيقات لمعرفة مرتكبيها، وفي الوقت ذاته قامت -وفقًا لما أعلنته مصادر أمنية عراقية لوسائل الإعلام- بـ"إغلاق مداخل ومخارج محافظة الأنبار بشكل مؤقت لإجراء عملية تفتيش عن  الفصيل المسلح الذي استهدف قاعدة "عين الأسد".

 

وبالنسبة لأمريكا، فقد سبق وأبدت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس «جو بايدن» تخوفها من أن تستغل إيران ما يحدث بالأراضي الفلسطينية وتدفع بفصائلها للدخول على الخط واستهداف القوات الأمريكية بالمنطقة، وهو ما دفع واشنطن لرفع جهوزيتها العسكرية، بإرسال مزيد من أنظمة الدفاع الجوي إلى منطقة الشرق الأوسط.

 

أهداف إيرانية


وحول ما هية "المقاومة الإسلامية في العراق"، فقد كشف عدد من الخبراء العراقيين بأن هذا "اسم عام" لا يحمل أي شعار، إنما يستخدم للدلالة على وحدة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في العراق وسوريا، والهدف من عدم تحديد اسم بعينه أو تبني فصيل محدد للعمليات التي تحدث ضد القوات الأمريكية، هو تجنب تعرض هذه الفصائل للمساءلة الأمريكية، وهي إستراتيجية اتبعها النظام الإيراني ووكلاؤه بالمنطقة منذ عام 2019، وفي الوقت ذاته، فإن استخدام هذه الفصائل للصواريخ والطائرات المسيرة ونجاحها في توجيه الأهداف بدقة، كشف عن دورا لـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني في دعم هذه المقاومة، بالمال والأسلحة والتدريب أيضًا.

 

إضافة لما تقدم، فإن هذه العمليات هي رسالة من قبل النظام الإيراني إلى أمريكا، مفادها أنه قادر على تحريك وكلائه في المنطقة ودفعهم لتنفيذ عمليات عسكرية حركية عابرة للحدود وذات فعالية في استهداف الأهداف الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك ردًا على الدور الأمريكي في الأحداث التي تشهدها غزة، وإعلان «بايدن» عن تقديم الدعم الكامل لإسرائيل.

دوافع استهداف «المقاومة
"