ad a b
ad ad ad

عملاء إيران «النجباء».. ميليشيات شيعية في العراق شعارها «الملالي أولًا»

الثلاثاء 06/أغسطس/2019 - 03:59 م
المرجع
علي رجب
طباعة

باتت الفصائل الشيعية في العراق، أكثر وضوحًا في مواقفها تجاه الأزمة الإيرانية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت تعلي المصلحة الإيرانية على مصلحة العراق.


المرشد علي خامنئي
المرشد علي خامنئي

وقد هدد المتحدث باسم حركة «النجباء» -إحدى فصائل الحشد الشعبي- بأن أي حكومة عراقية، تعمل ضد إيران، ستسقط في غضون أسابيع.


ومدح الشمري، خلال لقائه مع عضو مجلس الأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي في طهران، نظام الملالي معربًا عن سعادته، بإسقاط طائرة أمريكية مسيرة من قبل إيران، وإيقاف ناقلة نفط بريطانية.


وتابع الشمري: «الولايات المتحدة تعتبر قوات الحشد الشعبي تابعة لولاية الفقيه «المرشد علي خامنئي؛ بهدف تشويه صورة الحشد الشعبي، وفي رأينا، هذا شرف لنا».


كما أعلن المتحدث باسم حركة «النجباء» خلال لقائه مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، اللواء يحيى رحيم صفوي، أن الحركة تراقب جميع القواعد العسكرية الأمريكية على الأراضي العراقية، والتي يبلغ عددها 11 قاعدة.

 

«النجباء» في خدمة المرشد

حركة «النجباء» إحدى الفصائل المسلحة، التي تدين بالولاء لإيران وتنشط في العراق وسوريا، وتعرف نفسها بأنها إحدى «فصائل المقاومة الإسلامية» في العراق، وتزعم أنها تدافع عن «المقدسات» في العراق وسوريا، أسسها الإرهابي الطائفي أكرم الكعبي، عقب انشقاقه عن ميليشيا «عصائب أهل الحق»، المنشقة عن «جيش المهدي»، التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.


وترتبط ميليشيا «حركة النجباء» بنظام «ولاية الفقيه» في طهران؛ لتنفيذ للمخططات الإيرانية، التي تكرست بوضوح خلال الصراع السوري، وأظهرت بما لا يدع مجالًا للشك مدى التغول الإيراني في سوريا، فهي تعد من أوائل الميليشيات الطائفية التي انخرطت في القتال إلى جانب النظام السوري؛بذريعة حماية «الأماكن المقدسة»، وبرز اسم الحركة بعد معركة القصير؛ لتشارك بعد ذلك في عدة معارك في ريف دمشق، وريف حلب، وعملية فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، كما تدّعي الحركة، أنها كان لها الدور البارز في عملية فتح طريق حماة – حلب الذي يُعرف بطريق أثريا- خناصر، وما تلاه من استكمال الطوق حول مدينة حلب.


ويصف الباحث العراقي المتخصص شؤون الجماعات المتطرفة هشام الهاشمي، في تصريحات صحيفة، حركة النجباء بأنها من «أكبر الحركات العراقية داخل العمق السوري».


ومؤخرًا، أجرى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، زيارة تفقدية لمراكز حركة النجباء في مدينة البوكمال في محافظة دير الزور السورية.

 فراس إلياس
فراس إلياس

تمويل إيراني

ويتهم الكونجرس الأمريكي حركة النجباء، بأنها «ممولة» و«مدربة» من قبل الحرس الثوري الإيراني، بإشراف من تنظيم حزب الله اللبناني.


وفي مارس 2017، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على ميليشيا النجباء، التي تضم نحو 10 آلاف مقاتل، وعلى زعيمها أكرم الكعبي.


ويؤكد الأمريكيون، أن زعيم الحركة وقادتها، «يعلنون اتباعهم لأوامر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، كما أعلنوا في مارس تأييدهم لحزب الله».


تساؤلات حول طبيعة دور النجباء

من جانبه يقول أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في شؤون الأمن القومي والدراسات الإيرانية فراس إلياس: «هناك تساؤل حول طبيعة الدور الذي تقوم به ميليشيات النجباء بالشكل الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى جعلها جزءًا من سياسة التضييق على إيران في المنطقة، وحول طبيعة الهدف الاستراتيجي الذي تسعى وراءه الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إعادة انتشارها في الساحة العراقية، فضلًا عن حشدها العسكري الكبير في منطقة الخليج العربي، الذي جاء مترافقًا مع مطالب أمريكية قدمها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في زيارته الأخيرة للعراق، التي طالب من خلالها بضرورة حل أغلب المليشيات المسلحة القريبة من إيران، إلى جانب مطالبته بضرورة مغادرة قادة هذه المليشيات للساحة العراقية ».


وأضاف «إلياس»  في تصريح خاص لـ«المرجع»: «في سياق ما تقدم تدخل الميليشيات المسلحة اليوم على خط الأزمة المشتعلة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية من خلال أدوارها المتماهية مع التوجهات الإيرانية، فرغم عدم صدور مواقف صريحة منها، وذلك بسبب كونها جزءًا من هيكلية الدولة العراقية، ممثلة بتحالف الفتح الذي يقوده هادي العامري؛ لخشيتها من تعرضها لملاحقات أمنية وقانونية، فإنها بالمقابل لديها عنوان واسع تستطيع من خلاله التحرك بكل سهولة، والحديث هنا عن «المقاومة الإسلامية»، فهذا العنوان يقدمها على أنها جزء من مشروع إقليمي يقوده فيلق القدس الإيراني، ولهذا تستطيع التحرك بعيدًا عن الخيارات السيادية العراقية المعلنة، بضرورة الوقوف على الحياد في الصراع الحاليّ».

 


"