بروكسل تواجه الإرهاب.. تحليل للهجوم الأخير وسياسة الهجرة
قامخلال الأيام الماضية، رجلٌ مسلحٌ ببندقية رشاشة وأطلق النار على مجموعة من المشجعين السويديين في بروكسل، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين. وقالت الشرطة، إن المهاجم فر على دراجة نارية بعد ارتكاب جريمته، وأنه تم اعتقاله بعد مطاردة مكثفة في حي شيربيك في العاصمة البلجيكية.
وأضافت الشرطة، أن المشتبه به من أصول تونسية، وأنه يقيم في بلجيكا بشكل غير قانوني.
وأدان رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الهجوم، ووصفه بـ"الاعتداء الجبان"، داعيًا مواطنيه إلى وحدة الصف "في مكافحة الإرهاب".
وقال دي كرو في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا) إنه قدم تعازيه لرئيس الوزراء السويدي على إثر "الهجوم المروع على مواطنين سويديين في بروكسل".
وأعرب عن تضامنه مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، مشددًا على أن مكافحة الإرهاب عمل مشترك.
وفي تسجيل فيديو بالعربية نشر على منصات التواصل الاجتماعي، يعلن رجل مسؤوليته عن الهجوم، ويقول إنه "استوحاه من تنظيم داعش" بحسب المدعين.
وقال المتحدث باسم الادعاء العام الفيدرالي إريك فان دويس، إن عناصر من الشرطة "أطلقوا النار" لدى اعتقال المشتبه به، وأنه أصيب بجروح ونقل إلى المستشفى.
وأضاف، أن المشتبه به طالب لجوء، وكان مدانًا في تونس بـ"جرائم تتعلق بالقانون العام"، لكن لم يبلغ عنه بوصفه يمثل خطرًا إرهابيًّا.
وحصل إطلاق النار قرب ساحة سانكتيليت في الأحياء الشمالية للعاصمة البلجيكية، قبيل مباراة كرة قدم بين منتخبي بلجيكا والسويد ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2024.
وتوقفت المباراة بين الشوطين إذ رفض اللاعبون السويديون استئنافها بعد الاستراحة، وفق قناة "آر تي بي إف" الفرنكوفونية.
وبحسب وسائل إعلام عدة، فإن ضحيتي إطلاق النار هما مشجعان سويديان.
معلومات عن المتهم
والمشتبه به هو رجل من أصول تونسية، يقيم في بلجيكا بشكل غير قانوني، ومعروف لدى أجهزة المخابرات البلجيكية بسبب آرائه المتطرفة.
كما أن المشتبه به أعلن في تسجيل فيديو بالعربية مسؤوليته عن الهجوم، وقال إنه "استوحاه من تنظيم داعش".
والمشتبه به هاجم مشجعي كرة القدم السويديين، وقد يكون اختار هذا الهدف لأسباب سياسية أو دينية أو عرقية.
فالسويد هي إحدى دول التحالف الدولي ضد داعش، وتضم نسبة كبيرة من المسلمين واللاجئين في سكانها.
النتائج المترتبة
ووفقا للوضع الحالي في بروكسل، هناك بعض الآثار المترتبة على الهجوم وهي كما يلي:
- تعزيز إجراءات الأمن والتفتيش في بروكسل وبقية أنحاء بلجيكا، ورفع مستوى التهديد إلى 4 في منطقة العاصمة و3 في باقي البلاد.
- إظهار تضامن وتعاطف من قادة أوروبيين مع ضحايا الهجوم وذويهم، وإدانة للعنف والإرهاب.
- تأثير سلبي على السياحة والاقتصاد في بروكسل، التي تعاني من تداعيات جائحة كورونا.
- زيادة التوتر والخوف بين المجتمعات المختلفة في بلجيكا، خاصة المسلمين واللاجئين، الذين قد يتعرضون للتمييز أو الاستهداف من قبل جماعات متطرفة أو عنصرية.
كيف تتعامل بروكسل مع ملف الإرهاب في بلادها؟
تتعامل مع ملف الإرهاب في بلادها بطرق مختلفة، منها:
-تعزيز الأمن والتفتيش في المطارات والمحطات والأماكن العامة، ورفع مستوى التهديد الإرهابي عند الضرورة
- تشكيل لجان تحقيق نيابية أو قضائية للكشف عن تفاصيل ومسؤوليات الاعتداءات الإرهابية، ومحاسبة المقصرين أو المتورطين.
- التعاون مع الدول والمنظمات الدولية في تبادل المعلومات والخبرات والموارد لمكافحة الإرهاب، والمشاركة في الجهود السياسية والعسكرية للقضاء على التنظيمات الإرهابية.
- تنفيذ عمليات أمنية واستخباراتية لتعقب واعتقال المشتبه بهم أو المطلوبين في قضايا إرهابية، وتفكيك خلايا أو شبكات إرهابية.
- مواجهة الدعاية والتأثير الإلكتروني للتنظيمات الإرهابية، وإطلاق حملات توعية وتثقيف للحد من التطرف والانغرار بالأفكار المتشددة.
عدد اللاجئين والمهاجرين في بلجيكا
سجلت بلجيكا خلال عام 2022 أعلى عدد من طالبي اللجوء والمهاجرين في تاريخها، حيث تقدم نحو (37) ألف شخص للحصول على الحماية الدولية، وشهدت توافد نحو (63) ألف نازح من أوكرانيا، ليصل إجمالي عدد الوافدين الجدد إلى أكثر من (100) ألف أجنبي.
كما زاد عدد القاصرين غير المصحوبين بذويهم إلى (3615) شخص، معظمهم من أفغانستان.
وفي الربع الأول من عام 2023، رحلت بلجيكا (959) شخصًا كانوا يقيمون بشكل غير قانوني، ورصدت وجود (3000) لاجئ ومهاجر يقيمون في شوارع بروكسل.
-تأثير اللاجئين والمهاجرين على التطرف في بلجيكا
لا يمكن إنكار أن هناك صلة بين ظاهرة الهجرة غير الشرعية وظهور التطرف في بعض الحالات.
فقد كان منفذ اعتداء بروكسل في 18 أكتوبر 2023، الذي قتل مشجعي كرة قدم سويديين، مهاجرًا تونسيًّا مقيمًا بشكل غير قانوني في بلجيكا.
كما تشير بعض التقارير إلى أن جزءًا من المهاجرين غير الشرعيين يتبعون أفكارًا متطرفة أو يتأثرون بها خلال رحلتهم إلى أوروبا.
وقد استغلت التنظيمات المتطرفة مثل داعش و القاعدة ، هذه الظروف لتجنيد عدد كبير منهم .
موقف الحكومة من اللاجئين والمهاجرين
تسعى الحكومة البلجيكية إلى تطبيق سياسة صارمة ومتزنة في مجال الهجرة واللجوء.
فهي تحترم حق المهاجر في طلب الحماية الدولية، وتمنحه لأولئك الذين يستحقونه، خصوصًا من سورية وأفغانستان وأريتريا وفلسطين.
وفي الوقت نفسه، تعمل على تعزيز حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وتشديد تدابير طرد المهاجرين في أوضاع غير قانونية.
كما تطالب بإجراء إصلاحات في قوانين الهجرة واللجوء على المستوى الأوروبي، لمواجهة الضغط المتزايد على نظام الاستقبال.





