الذئاب المنفردة تهاجم بروكسل
تجددت هجمات الذئاب المنفردة في أوروبا عبر إطلاق نار نفذه مهاجر تونسي غير شرعي في العاصمة البلجيكية بروكسل، راح ضحيته سويديان، ما لفت الأنظار إلى عودة الإرهاب إلى أوروبا.
وذكر موقع العربية في 17 أكتوبر الجاري أن هناك فيديو منتشرًا باللغة العربية على شبكات التواصل الاجتماعي، تبنى خلاله المهاجم المسؤولية عن الحادث، لافتًا إلى أنه نفذه تأثرًا بأفكار وأيديولوجية تنظيم داعش.
الذئاب المنفردة في أوروبا
وقتلت الشرطة منفذ العملية خلال مطاردة لإلقاء القبض عليه، وهو ما أكدته وزيرة الداخلية البلجيكية، أنيليس فيرليندنو في خطاب حول ملابسات الحادث، فيما لفتت السلطات إلى أن المهاجم من أصول تونسية ويقيم في البلاد بشكل غير قانوني.
ووقع الهجوم بالقرب من ساحة سانكتيليت في شمال العاصمة البلجيكية بروكسل، قبل مباراة بين منتخبي بلجيكا والسويد ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2024 لكرة القدم، أقيمت في استاد الملك بودوين، والذي يقع على بعد 5 كيلومترات من موقع الهجوم، ما دفع اللاعبين لعدم استكمال المباراة ومن ثم إلغائها.
كما أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في 17 أكتوبر بيانًا حول الواقعة عبر موقعه الرسمي، معلنًا الوقوف دقيقة صمت قبل انطلاق المباريات الأخرى من التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا لكرة القدم 2024، حدادًا على أرواح المشجعين السويديين اللذين قتلا في الهجوم.
وتنتقي التنظيمات الإرهابية المواقف التي تتجمع فيها الحشود لتنفيذ عمليات مؤثرة تُحدث ضحايا بأعداد أكبر، وتعد الملاعب ومحيطها من أبرز الأماكن التي توجد بها تجمعات، فخلال سلسلة هجمات باريس 2015 والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 130 شخصًا، تم الهجوم على بوابات ملعب استاد دو فرانس أثناء مباراة ودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا بحضور الرئيس السابق فرانسوا هولاند.
وإلى جانب كون المباريات مركزًا للتجمعات البشرية فأنها فرصة لمزيد من تسليط الضوء على الوقائع نظرًا لأنها تحظى بتغطية إعلامية كبيرة ستحقق أهداف الجماعات في الانتشار والحشد، وهو ما يبرر حرص التنظيمات الإرهابية على تهديد البطولات الكبرى.
إشكاليات التواصل بين عناصر الجماعات الإرهابية
ويسلط هجوم بروكسل الأخير الضوء على إشكالية التواصل في الجماعات الإرهابية، إذ لا تزال العناصر قادرة على الوصول لتعليمات القيادات سواء عن طريق مباشر عبر أوامر تسلسلية من الطبقات العليا للحكم إلى الطبقات الأدنى، أو عبر عمليات منفردة تنفذ على أسس إيديىلوجية.
ولا تزال معتقدات التكفيريين تصل إلى المتعاطفين حتى في المناطق التي تحظى بإجراءات أمنية مشددة، وعلى الرغم من الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي وما يدون عليها، فإن محتويات التطرف العنيف تنتشر بشكل واسع على شبكة الإنترنت.
واستغلت التنظيمات المتطرفة فترة انتشار جائحة كورونا لبث مواد أكثر تأثيرًا حول الطرق المتنوعة لتنفيذ هجمات الذئاب المفردة، إلى جانب مقاطع فيديو عن صناعة المتفجرات والأساليب التي تجعل من العمليات فرصًا لحصد أكبر عدد من الأرواح البشرية.
وعلى الرغم من ذلك تحاول أوروبا تقييد انتشار المحتوى المتطرف عبر الانترنت، إذ اجتمع مسؤولو اليوروبول مع مسؤولي تطبيقات التواصل الاجتماعي وبالأخص التيك توك خلال الشهر الجاري لمراجعة ضوابط تقييد انتشار المحتوى المتطرف.





