«قاسم لبوزة».. المرشح المحتمل لرئاسة الحكومة الحوثية الجديدة
بعد إعلان زعيم الميليشيا الانقلابية «عبدالملك الحوثي» أواخر سبتمبر 2023، إقالة الحكومة الحوثية برئاسة «عبدالعزيز بن حبتور» وتكليفها بتصريف الأعمال تحت مسمى «التغييرات الجذرية»؛ فقد أثارت بعض التكهنات حول رئيس الحكومة الانقلابية القادم، وبرز اسم «قاسم لبوزة» القيادي بحزب «المؤتمر الشعبي العام» جناح صنعاء على الساحة وتداوله عدد من الناشطين اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي، ولقد ظهرت إشارة بأن «لبوزة» قد يكون رئيس الوزراء الحوثي الجديد، وهي ظهور الأخير الذي لا يحمل أي صفة حتى الآن بجوار رئيس المجلس السياسي الأعلى الحوثي «مهدي المشاط» في العرض العسكري الذي نظمته الميليشا في محافظة البيضاء في 15 أكتوبر 2023.
من هو «لبوزة»؟
«قاسم محمد راجح لبوزة» من أبناء الجنوب من محافظة لحج الجنوبية، وقد تولي
منصب وكيل محافظة لحج في 2008، وقد تولى رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام فرع لحج
عقب تحالف الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" مع الحوثيين مطلع
2014، ويوصف بأنه من أبرز المقربين للرئيس الراحل "صالح"، وبعد أن فك
الأخير تحالفه مع الحوثيين في 2017، انقلب عليه «لبوزة» وانشق عنه وأعلن الولاء
الكامل للميليشيا الانقلابية.
تولى «لبوزة» في الفترة (2016-2017) منصب نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى
الحوثي وقتها «صالح الصماد»، ولكن تمت الإطاحة به في نوفمبر 2017، بناء على طلب من
الحزب المؤتمر الشعبي العام الخاضع لسيطرة الحوثيين، وعين بدلًا منه
«قاسم الكسادي»، وفي مايو 2019، انتخب «لبوزة» لتولي منصب النائب الثاني لرئيس حزب
المؤتمر «صادق أمين أبو راس»، وحاول
بعد ذلك تولي رئاسة حزب المؤتمر ولكنه
فشل.
الولاء للحوثيين
بين الحين والآخر، يخرج «لبوزة» ليعلن دعمه لأي خطوات تقوم بها الميليشيا
الحوثية، ويوجه انتقادات لدول التحالف العربي، وهو ما جاء في آخر تصريحات له في
يوليو الماضي، مطلقًا مزاعم مفادها أن دول التحالف العربي تسببت في قتل عشرات
الآلاف من أبناء الشعب اليمني، وأنهم يعملون لخدمة أمريكا وإسرائيل، وموجهًا
تحذيرات بأن القوات الحوثية ستواصل المقاومة في كل جبهات القتال ولن تستسلم.
اختيار صوري
كشف عدد من المصادر اليمنية المطلعة بأن «لبوزة» يفتقر للخبرة السياسية
والإدارية بجانب أنه "ضعيف الشخصية"، وأن المناصب التي تسلمها لا تؤهله
لقيادة الحكومة الحوثية، وهو ما دفع آخرين، للإشارة أن اختيار الحوثي وتحديدًا من
قبل رئيس المجلس السياسي الأعلى «مهدي المشاط»، هو مجرد "اختيار صوري"
وأن «لبوزة» ستكون صلاحياته منزوعة كرئيس الحكومة السابق، وأن القرارات ستكون إما
من قبل زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي» أو «المشاط»، وهو ما يريده الأخير،
للتحكم في مفاصل صنع القرار وعدم منح الفرصة للأجنحة الحوثية الأخرى للسيطرة وإبعاده
عن رئاسة السياسي الأعلى.
ومن جهة، فإن اختيار «لبوزة» تحديدًا
قد يكون محاولة حوثية لإرضاء المؤتمر الشعبي العام، وذلك بعدما برزت خلافات
مؤخرًا بين رئيس المؤتمر «صادق أبو رواس» و«المشاط» على خلفية أزمة الرواتب ورفض
الحوثيين دفعها للموظفين.
إضافة لما تقدم، فإنه في حال وقع الاختيار الحوثي على «لبوزة» وتم تعيينه
رئيسًا لحكومتها غير المعترف بها دوليًّا، فإن ذلك سيكون بسبب الانصياع المطلق الذي
يظهره «لبوزة» للجماعة الانقلابية وليس لقدرته على استعادة عمل مؤسسات الدولة
الحوثية نظرًا لأنه على غرار نظام المرشد في إيران، فإن جميع الصلاحيات في صنعاء
والمناطق الواقعة تحت السيطرة الانقلابية تكون بأيدي «عبد الملك الحوثي» الذي يقوم بدور
الولي الفقيه في اليمن.





