زلزال هيرات.. هل تستطيع طالبان السيطرة على الوضع؟
بينما ينشغل العالم بأحداثه السياسية المضطربة شرقا وغربا وقع زلزال مدمر بدرجة 6.4 على مقياس ريختر للزلازل في منطقة هيرات الأفغانية، ما أدى إلى اختفاء قرى بأكمها وسط ضعف الإمكانات التي تعاني منها البلاد في ظل وجود حكومة طالبان التي تنشغل هي الأخرى عن الشعب الأفغاني واحتياجاته بأمورها الداخلية وسط عجز تام عن إيصال المساعدات الإنسانية الملائمة للكوارث الطبيعية.
زلزال هرات
استيقظ المواطنون في أفغانستان صباح السبت السابع من أكتوبر الجاري على كارثة إنسانية جديدة تضاف إلى معاناة الشعب الأفغاني، إذ ضرب زلزال عنيف منطقة هيرات بدرجة 6.4 على مقياس ريختر، وذكرت التقديرات الأولية أن عدد الضحايا وصل لأكثر من ألفى قتيل ومئات الجرحى، وأكدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن مركز الزلزال يبعد نحو 30 كيلومترًا شمال مدينة هرات.
وأعلن المركز الأمريكي لرصد الزلازل أن هزة أرضية أخرى ضربت المنطقة صباح الأربعاء التالي، وكانت بالقوة نفسها ليرتفع عدد الضحايا إلى 2025 قتيلًا.
وأكدت الأمم المتحدة، الخميس 12 أكتوبر أن أكثر من 90% من ضحايا الزلزال الذي ضرب غرب البلاد من النساء والأطفال، فيما قالت منظمة اليونيسيف في هرات أن النساء والأطفال يشكلون القسم الأكبر من الضحايا في الزلزال الأول الذي بلغت درجته 6.4 صباح السبت 7 أكتوبر الماضي، والذي أعقبه زلزال آخر بلغت قوته أيضا 6.4 وأدى لابتلاع قرى بأكملها وتهدمت المنازل المبنية بالطوب اللبن على السكان، وأشارت اليونيسيف إلى أن الزلازل أدى إلى تدمير عدد من المدارس والعيادات والمرافق القروية.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الأفغاني عن تدمير 12 قرية في مقاطعة هيرات، بما في ذلك زندا جان وغوريان.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حكومة طالبان إن الزلزال أعقبه 8 هزات ارتدادية قوية.. موضحًا أنه تم تدمير 1320 منزلًا بالكامل.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه تم تدمير أكثر من 600 منزل، أو تضررت جزئيًّا، في 12 قرية على الأقل في ولاية "هيرات" الواقعة غربي البلاد قرب الحدود الإيرانية، وفي المجمل تضرر 4200 شخص بشكل أو بآخر من الزلزال.
عجز طالبان
تتعرض أفغانستان بصورة مستمرة لهزات أرضية متقطعة إذا تقع البلاد داخل حزام الزلازل، ورغم إعلان المتحدث باسم وزارة الكوارث الطبيعية المولوي جانان سايق استمرار عمليات الإنقاذ والإغاثة من أجل العثور على الناجين تحت الأنقاض، وأعداد الخيام اللازمة للمضارين ومحاولة توصيل المساعدات الطبية والغذاء ومياه الشرب إليها، إضافة إلى الإسعافات الأولية إلى مكان الحادث. فإن الأمر يخرج عن إمكانيات الحكومة المؤقتة الأمر الذي يستلزم أن تستعين بالمنظمات الإغاثية العالمية للمساعدة.
وقال محمد عبدالرزاق الخبير في الشؤون الأسيوية في تصريح خاص لـ«المرجع» إن أفغانستان تعاني منذ عقود طويلة من مشاكل اقتصادية متوارثة أدت إلى فقر عام في البلاد، وأغلب القرى مبانيها من المواد البدائية وتعتمد في الأساس على الطوب اللبن الذي لا يصمد أمام الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والسيول والأمطار، وهو الأمر الذي يزيد من عدد الضحايا في مثل هذه الأحداث.
وأشار إلى أن حركة طالبان بطبيعة الحال ورثت هذه المشكلة القديمة وتقف بالفعل عاجزة أمامها، وقد وجهت نداءات للمنظمات الإنسانية قبل ذلك في أحداث شبيهة منها أول زلزال ضرب البلاد بعد استيلائها على السلطة، والذي اعترفت وقتها بالعجز أمام الكارثة.
وأضاف: إن الوضع مع حركة طالبان حاليًا يزداد سوءًا إذ إن تصرفات الحركة مع المنظمات الدولية وتعنتها في التعاون معها يؤدي إلى العديد من المشكلات التي تحول دون عمل تلك المنظمات بالصورة المطلوبة في مثل هذه الأحوال مما يزيد معاناة الشعب الأفغاني فوق معاناته.





