ad a b
ad ad ad

استهداف الكلية الحربية في حمص.. من المتهم؟

الجمعة 20/أكتوبر/2023 - 08:42 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

الخميس 5 أكتوبر 2023، تعرضت الكلية الحربية في مدينة حمص السورية لهجوم عنيف أدى لسقوط عشرات القتلى والمصابين، وتحول حفل تخرج دفعة جديدة من العسكريين إلى بركة من الدماء اختلطت فيها أشلاء الخريجين بأشلاء ذويهم وأساتذتهم، وتبدلت الضحكات إلى صرخات، والصور التذكارية إلى صور تعبيرية على الموضوعات التي تبثها وكالات الأنباء، الجميع يركضون في كل اتجاه والجثث ملقاة على الأرض وأغلب من نجا فقد الوعي من هول الموقف، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم وهو ما يلقي بالعديد من الأسئلة حول الحادث ومرتكبيه.


الأحداث


بعد دقائق من انتهاء حفل التخرج الذي نظمته الكلية الحربية بحمص لخريجيها الجدد من العسكريين، تفاجأ المحتفلون بمسيرات مفخخة، حولت ساحة الاحتفال إلى بركة من الدماء، ونقل الجرحي إلى عدد من المستشفيات المجاورة منها المستشفى العسكري بحمص، ومسشفى الباسل، ومسشفى النهضة، ومسشفى الأهلية.


وأصدرت القيادة العامة للجيش السوري والقوات المسلحة بيانًا قالت فيه: "إمعانا في نهجها الإجرامي واستمرارها في سفك الدم السوري، قامت التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة ظهر الخميس باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة، وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء من مدنيين وعسكريين ووقوع عشرات الجرحى بينهم إصابات حرجة في صفوف الأهالي المدعوين من نساء وأطفال، إضافة إلى عدد من طلاب الكلية المشاركين في التخرج.


وأضاف البيان: إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تعتبر هذا العمل الإرهابي الجبان عملًا إجراميًّا غير مسبوق، وتؤكد أنها سترد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت، وتشدد على محاسبة المخططين والمنفذين لهذا العمل الإجرامي الذي سيدفعون ثمنه غاليًا".


وأصدرت وزارة الصحة- بدورها- بيانًا أكدت فيها مقتل نحو 90 شخصًا من العسكريين والمدنيين بينهم 31 من النساء و5 أطفال، وأشارت إلى أن عدد المصابين بلغ نحو 277.


وتداولت منصات إعلامية سورية تصريحات للعميد الركن غياث عاقل قال فيها: أُبلغنا بوجود طائرات مسيرة انطلقت من منطقة الوعر واقتربت من مبنى الكلية الحربية قبل نصف ساعة من وقوع الاستهداف، طلب السيد وزير الدفاع توضيحًا من ضباط الأمن في الكلية، بعد أقل من عشر دقائق جاء الرد من مكتب التنسيق العسكري بأن الطائرات المسيرة إيرانية وأن وجودها روتيني ويومي.


بعد تلقي الرد بدقائق وصلت توجيهات للسيد وزير الدفاع من جهات عليا بضرورة اختصار مراحل الاحتفال والإسراع بفض التجمع دون توضيح للأسباب، أعطى السيد الوزير تعليماته بهذا الخصوص وأوكل مهمة إلقاء كلمته لنائبه الثاني - ولم تلق الكلمة-  وغادر بشكل فوري مع موكبه المكان دون أن يحضر العرض النهائي، وبعد مغادرة السيد وزير الدفاع واللجنة العسكرية المرافقة له بـ22 دقيقة تمامًا حصل الاستهداف.


وفي الوقت نفسه أصدر الحرس الثوري الإيراني، السبت 7 أكتوبر، بيانًا أدان فيه الهجوم الإرهابي بطائرات مسيرة على حفل تخرج ضباط الكلية الحربية في محافظة حمص السورية".


وقال القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي،- حسب وكالة "فارس" الإيرانية- إن "منفذي هذه الجريمة وحماتهم سيتلقون ردًا مهولًا وانتقامًا مباغتًا من المجاهدين المؤمنين ومقاتلي المقاومة الإسلامية وسيدفعون ثمنًا باهظًا".


دلالات الهجوم


تعتبر المناطق العسكرية السورية من أكثر المناطق تأمينًا في البلاد وسط حالة الفوضى المنتشرة في أغلب المحافظات، ويعد هذا الهجوم تحولًا نوعيًّا في الصراع السوري، من حيث الهدف والتوقيت ونوعية السلاح المستخدم.


ويقول الدكتور محمد السيد الخبير في الشؤون الآسيوية إن الجيش يعتبر العمود الفقري الذي يعتمد عليه النظام السوري، وتمثل الكلية الحربية في حمص إحدى المراكز الأساسية التي تعمل على تنشئة وتدريب العسكريين الذي يعتبرون عماد النظام السوري نفسه الذي يعتمد عليهم في أغلب المناصب الحكومية.


وأشار إلى أن العملية حتى الآن لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن ارتكابها، في الوقت الذي جاء البيان الرسمي للنظام السوري مطاطًا فلم يتهم جهة بعينها وترك القوسين مفتوحين.


وأوضح أن العملية جاءت في وقت تستعد فيه الكثير من الفصائل المسلحة والثورية لإعادة إنتاج أجواء 2011 مرة أخرى عن طريق إحياء الحراك الثوري ضد الأسد في كثير من المناطق وهو ما يزيد المخاوف حول استهداف المناطق الحيوية والعسكرية التابعة للنظام.

 

"