ad a b
ad ad ad

دراسة تحذر من خطورة إرهاب اليمين المتطرف على الغرب

الأحد 29/أكتوبر/2023 - 04:09 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة

تتحمل حركات اليمين المتطرف والحركات العنصرية وحركات تمييز العرق، مسؤولية الغالبية العظمى من القتلى في الهجمات الإرهابية لتلك التيارات، ورغم ذلك فلا تزال الجهات الحكومية الغربية تركز على محاربة التنظيمات المتطرفة الأخرى، والتي في أغلب الأحيان موجودة خارج بلدانهم.

خطورة إرهاب اليمين المتطرف

وفي هذا الصدد أعد مرصد الأزهر الشريف لمكافحة الإرهاب، دراسة تناولت خطورة إرهاب اليمين المتطرف على الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، في الوقت الراهن الذي يشهد تصاعد في جرائم الإرهاب اليميني المتطرف، كونه الخطر الرئيسي الذي يهدد المجتمعات الغربية.

وقالت الدراسة إنه وعلى مدى العقود الأخيرة تم الترويج للإرهاب باسم الدين الإسلامي من جانب الصحافة العالمية، وتصدر على أنه الخطر الرئيسي على الأمن في العالم، ولكن الواقع يشير إلى أن العنف الذي يجتاح الولايات المتحدة، وأوروبا، وينمو مؤخرًا هو الإرهاب اليميني المتطرف، والعنصري القائم على كراهية الأجانب، والترويج للنازية الجديدة والفاشية.

وأشار المرصد إلى وجود ارتفاع ملحوظ في مستوى العنف اليميني المتطرف في البلدان الأوروبية، مثل: ألمانيا، وفرنسا، والنرويج، والمملكة المتحدة، وقد تم تنفيذ هجمات إرهابية من جانب عناصر يمينية متطرفة في تلك البلدان؛ مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة.

تغيير تكتيكي

كما دابت العناصر الإرهابية من تيارات اليمين المتطرف، على نشر أفكارهم المتعددة، والمتناقضة حول العديد من الموضوعات، والأيديولوجيات، وغالبًا ما ينشرون هذه الأفكار عبر الإنترنت، ومع التطور التكنولوجي أصبح التغيير التكتيكي، والاستراتيجي لهذه التنظيمات أكثر خطورة؛ إذ إنها تصبح أكثر انتشارًا، وتعمل في العالم الحقيقي، والآخر الافتراضي، وتجذب عناصر جديدة.

وخلال العقد الأخير أظهرت التنظيمات المتطرفة سواء من اليمين المتطرف، أو الجماعات الأخرى التي تدعي الدفاع عن الدين قدرتها على استقطاب الأفراد لارتكاب هجمات إرهابية باسمها دون وجود صلات تنظيمية فيما بينها؛ فمرتكبو بعض الهجمات اليمينية المتطرفة من "الذئاب المنفردة" في "كيبيك" 2017م، و"بيتسبرغ" 2018م، و"كرايستشيرش" 2019م، و"بواي"، و"إل باسو"، و"هاناو" 2020م –استلهموا أفكارهم من شخصيات مرجعية عالمية مثل "أندرس بريفيك"، مرتكب مذبحة "أوتويا" في النرويج ٢٠١١م، أي إنهم أفراد غير نظاميين، ولا ينتمون إلى حركة بعينها، ولكنهم ينجرفون وراء الفكرة، وينفذونها.

حالة الإرهاب واتجاهاته ‏‏لعام ٢٠٢٢

وأشارت الدارسة إلى تقرير وكالة "اليوروبول" بالاتحاد الأوروبي عن حالة الإرهاب واتجاهاته ‏‏لعام ٢٠٢٢م، والذي ضم فصلًا حول "الإرهاب اليميني"، الذي يرتكبه أفراد ‏ومجموعات يمينية متطرفة عنيفة تحرض على العنف، وتهدد أمن المجتمعات، وتعمل على نشر ‏الكراهية، وتعزيز أهدافها السياسية، أو الأيديولوجية، وتبيَّن أن إرهاب اليمين المتطرف يسعى إلى ‏تحويل النظام السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي بأكمله إلى نموذج سلطوي، وأن تهديدات النازيين الجدد، والفاشيين قد تفاقمت ابتداءً من عام 2015م، الذي شهد فيه الاتحاد الأوروبي موجات هجرة قوية مع تعرضه في الوقت نفسه لهجمات إرهابية في "فرنسا"، و"بلجيكا".

وتشير الأرقام أيضًا إلى وقوع 29 هجومًا من أصل 32 هجومًا من اليمين المتطرف ما بين ناجح، وفاشل في أوروبا بين عامي 2010م، و2022م، وتحديدًا بعد عام 2025م.

وطالبت الدراسة الحكومات الغربية بضرورة مواجهة إرهاب اليمين المتطرف بسنِّ التشريعات، والقوانين التي تحد من انتشار هذا الفكر المتطرف، الذي أودى بحياة مئات الضحايا في العقديْن الأخيريْن، مع ضرورة التوعية، والتثقيف بخطورة الإرهاب اليميني المتطرف، وتأثيره السلبي على المجتمعات.

وأكدت أنه مع هذه الزيادة في التأثير، والانتشار الذي يحققه الإرهاب اليميني المتطرف، يجب أن تكون مكافحته ضمن الأولويات العالمية، وهو ما يستوجب تعاونًا فاعلًا بين الحكومات، والمؤسسات الدولية، والمجتمع المدني لمكافحة الإرهاب، ونشر قيم التسامح، والتعايش السلمي.

"