ad a b
ad ad ad

«القاعدة» في اليمن..تتظيم إرهابي يعاني الأزمات والضغوط داخليًّا وخارجيًّا

الإثنين 02/أكتوبر/2023 - 07:06 م
المرجع
آية عز
طباعة

 يواجه تنظيم القاعدة الإرهابي، في اليمن، خلال الفترة الحالية تحديات كبيرة تهز أسسه وتضعف من قوته، هذه التحديات تتمثل في ثلاث أزمات رئيسية وهي: خلافات قيادية، ضغوط أمنية وعسكرية، وأزمة مالية.

 

الخلافات القيادية

 

تنبع من وجود اختلافات في الرؤى والأهداف بين قادة التنظيم على مستوى المركز والفروع، فبعض قادة التنظيم يرون أنه يجب على التنظيم اتباع نهج مستقل وإعلان إقامة دولة في بعض المناطق التي يسيطر عليها، على غرار ما فعل تنظيم داعش في سوريا والعراق.

 

وهذا ما حاول تطبيقه بعض قادة التنظيم في محافظات أبين وشبوة والبيضاء، حيث أعلنوا عام 2015 عن تشكيل "إمارة شبوة"، و"إمارة أبين"، و"إمارة زنجبار"، كجزء من "ولاية حضرموت".

 

لكن هذا النهج لم يحظ بالقبول من قبل قادة آخرين في التنظيم، خاصة من المركز، الذي يرون أن هذا يخالف مبادئ التوحد والولاء للقاعدة المركزية، وأن هذا يضعف من قوة التنظيم وتأثيره، وأن هذا يجعله هدفًا سهلًا للضربات الجوية من قبل التحالف العربي والولايات المتحدة.

 

كما توجد خلافات حول موقف التنظيم من جماعة أنصار الله (الحوثيون)، التي تسيطر على معظم شمال البلاد. فبعض قادة التنظيم يرون أن هذه الجماعة هي عدو لا يمكن التفاوض معه أو التحالف معه، لأسباب دينية وسياسية.

 

فالحوثيون هم من طائفة الزيديين، وهي فرع من الشيعة، ولذلك، يعتبرهم التنظيم كفرة ومرتدين ويجب محاربتهم. وهذا ما يفعله التنظيم من خلال شن هجمات متكررة ضد الحوثيين في محافظات البيضاء والجوف ومأرب.

 

لكن هناك قادة آخرون في التنظيم يرون أن هذا الصراع مع الحوثيين لا يخدم مصالح التنظيم، بل يضر به.


فهو يستنزف قواه ويشتت اهتمامه عن العدو الأكبر بالنسبة لهم، وهو التحالف العربي والولايات المتحدة. ولذلك، يرون أن هناك إمكانية للتفاوض مع الحوثيين على أساس المصالح المشتركة.

 

وهذا ما حاول تطبيقه بعض قادة التنظيم في محافظة حضرموت، حيث أقاموا علاقات طيبة مع الحوثيين، وسمحوا لهم بالدخول إلى بعض المناطق التي يسيطرون عليها.

 

الضغوطات الأمنية والعسكرية

 

تأتي من قبل القوات الحكومية والتحالف العربي بقيادة السعودية والولايات المتحدة، التي تشكل تهديدًا كبيرًا للتنظيم.

 

فهذه القوات تشن حربًا شاملة ضد التنظيم منذ عام 2015، بهدف استعادة السلطة الشرعية في البلاد، وإعادة الأمن والاستقرار، والقضاء على التطرف والإرهاب.

 

ولذلك، تستخدم هذه القوات كل الوسائل المتاحة لها، من ضربات جوية وبرية وبحرية، إلى عمليات استخباراتية وإغاثية.

 

وقد أسفرت هذه الجهود عن تحقيق نجاحات كبيرة في دحر التنظيم من معظم المناطق التي كان يسيطر عليها، خاصة في جنوب البلاد.

 

فقد تمكنت هذه القوات من استعادة مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، في أبريل 2016، بعد أن كانت تحت سيطرة التنظيم لأكثر من عام.

 

كما تمكنت من استعادة مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، في أغسطس 2016، بعد أشهر من المعارك.

 

كذلك تمكنت من استعادة مدينة جعار، أكبر مدينة في محافظة شبوة، في فبراير 2017، بعد أسابيع من المواجهات.

 

أزمة مالية

 

ويعاني تنظيم القاعدة في اليمن من أزمة مالية حادة تؤثر على قدرته على تمويل عملياته وصرف رواتب لعناصره.

 

هذه الأزمة ناجمة عن عدة عوامل، منها انخفاض مصادر التبرعات من دول أو أفراد متعاطفين مع التنظيم، بسبب الحروب والأزمات في المنطقة، والضغوط الأمنية والسياسية على المانحين.


كما تضرر التنظيم من فقدان بعض مصادر دخله المحلية، مثل فرض الضرائب والغرامات على المواطنين والتجار في المناطق التي كان يسيطر عليها، أو اختطاف الأشخاص وطلب فديات لإطلاق سراحهم، أو سرقة المصارف والشركات.

 

كما تأثر التنظيم بارتفاع تكاليف الحروب والصراعات التي يخوضها ضد خصومه، سواء في شكل شراء الأسلحة والذخائر، أو دفع رشى للقبائل أو الميليشيات للحصول على حماية أو تسهيلات.

 

"