التحالف المتوقع.. اتفاق دفاعي إفريقي مشترك يهدد بقاء «إيكواس»
شكلت كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو تحالفًا عسكريًّا، واتفاقًا للدفاع المشترك في مواجهة الضغوط الإفريقية والأوروبية، في منطقة الساحل الإفريقي.
تحالف ثلاثي
ووقعت الدول الثلاث على الاتفاقية، وأطلقت عليها «تحالف دول الساحل»، والذي يقضي إلى إنشاء هيكل للدفاع المشترك، والدعم المتبادل بين الأطراف الموقعة عليه، وذلك بعد أن شهدت الدول الثلاث انقلابات عسكرية كان آخرها في النيجر خلال يوليو الماضي.
ويشبه الحلف الجديد "الفيدرالية الإفريقية" بغرب إفريقيا، والذي يأتي في أعقاب انحياز المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" إيكواس" للموقف الفرنسي، كما يمهد لأوضاع جديدة في تلك المنطقة، لكن استمراره مرهون بالقوة العسكرية لتلك البلدان ومدى صمودها في وجه العقوبات الاقتصادية.
وتبذل الدول الثلاث جهودًا لاحتواء العناصر الإرهابية، والذي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، وكذلك توتر العلاقة بين الدول المجاورة والشركاء الدوليين، بسبب الانقلابات الأخيرة.
وسبَّب انقلاب يوليو 2023، في النيجر، شرخًا بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو وقوات إيكواس وهي «المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا»، والتي هدَّدَت باستخدام العنف لعودة الحكم الدستوري في البلاد مرة أخرى، فيما تعهدت الدول الثلاث بتقديم المساعدة للنيجر إذا تعرضت لهجوم.
ميثاق دول الساحل
ونص ميثاق تحالف دول الساحل، على أن أي اعتداء على سيادة وسلامة أراضي طرف أو أكثر من الأطراف الموقعة، سيُعتبر عدوانًا على الأطراف الأخرى، وأن الدولتين الأخريين ستقدمان المساعدة بشكل فردي أو جماعي، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة.
ويعد الجيش المالي في المرتبة الثالثة بالنسبة لجيوش إيكواس، والـ110 بين أضخم 145 جيشًا، بحجم إنفاق دفاعي 591 مليون دولار، وعدد جنود 20 ألفًا، بينهم 18 قوات عاملة، كما يضم العتاد العسكري لمالي، 39 طائرة حربية، و50 دبابة، و1294 مركبة عسكرية، و45 راجمة صواريخ.
أما جيش النيجر فيأتي في المرتبة الرابعة بين جيوش إيكواس، والمرتبة، 119 بين أضخم 145 جيشًا، بحجم إنفاق دفاعي يقدر بـ287 مليون دولار و13 ألف جندي، بينهم 10 آلاف قوات عاملة والباقي قوات شبه عسكرية، ويضم العتاد العسكري 16 طائرة حربية، و728 مدرعة.
وأخيرًا يأتي جيش بوركينا فاسو، في المرتبة الخامسة بين جيوش إيكواس، وبحجم إنفاق دفاعي، 434 مليون دولار، ونحو 17 ألف جندي بينهم 12 ألفًا ضمن القوات العاملة، وعتاد عسكري يشمل 20 طائرة حربية، و1112 مدرعة، و12 مدفعًا متطورًا و5 راجمات صواريخ.
تحالف متوقع
ومن جانبها، قالت الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الإفريقي: إن هذا التحالف متوقع، وبعد الانقلاب في البلدان الثلاث شعرت تلك المجالس العسكرية بضرورة التعاون العسكري والثقافي والاقتصادي بينهم لمواجهة الضغوط الخارجية والعقوبات الغربية ودول إيكواس، وقد يكون التحالف الجديد دعاية أو مناورة سياسية أكثر منه تحالفًا عسكريًّا فعليًّا، وإن كان وجوده يهدد "إيكواس" ويثير الشك حول استمرار بقائها.
وأكدت "شرارة"، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الموقف الموحد في الدول الثلاث تجاه تهديدات مجموعة إيكواس بتنفيذ عمل عسكري محتمل في النيجر عقب الانقلاب الأخير، يثير المزيد من القلق والمخاوف من احتمال تفكك وانهيار إيكواس بعد الانقسامات الأخيرة بين أعضاء المجموعة حول التدخل العسكري من عدمه لأن ذلك يهز ثقة الدول الأعضاء بالمنظمة الإقليمية.
وأضافت الباحثة في الشأن الإفريقي، أن أي تدخل عسكري في تلك البلدان سيثير الاضطرابات في المنطقة، ويساعد تنظيمات الإرهابية والحركات الانفصالية على التمدد والظهور.





