اليمن.. عام دراسي جديد برعاية المخربين الحوثيين
بعد ثلاث سنوات من التوقف بسبب جائحة كورونا، عادت المدارس اليمنية إلى استقبال الطلاب بداية من أول سبتمبر الجاري، لكن بشروط صعبة ومحفوفة بالمخاطر، إذ يواجه الطلاب تحديات بسبب نقص الموارد والبنية التحتية والأمن والصحة.
وتعد أحد أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب وأولياء الأمور في اليمن هي ارتفاع تكاليف التعليم، خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي، وانخفاض قيمة العملة المحلية، إذ ارتفعت أسعار المستلزمات المدرسية، بنسبة تصل إلى 300% مقارنة بالعام الماضي، كما ارتفعت رسوم التسجيل والانتقال والزي المدرسي، ما يجعل من الصعب على الأسر ذات الدخل المحدود تحمل هذه المصاريف.
ووفقًا لتقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن مليوني وثلاثمائة طفل يمني لا يذهبون إلى المدارس بسبب عدم قدرة أولياء أمورهم على تغطية تكاليف الدراسة.
وأضاف التقرير أن 75% من المعلمين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما يؤثر على جودة التعليم والتحفيز.
وإلى جانب التكاليف المرتفعة، يعاني الطلاب أيضًا من انخفاض جودة التعليم، نتيجة ضعف البنية التحتية، وانعدام الأمن وانتشار الأمراض، فالحرب الدائرة في البلاد منذ ثماني سنوات أدت إلى تدمير أو إغلاق أكثر من ألفي مدرسة، ما يجبر الطلاب على التزاحم في فصول ضيقة أو دراسة في خيام أو ملاجئ مؤقتة.
كما تشهد بعض المناطق اشتباكات مسلحة أو هجمات جوية أو ألغام أرضية، ما يهدد حياة الطلاب والمعلمين، ويخلق حالة من الخوف والقلق.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ حيث يحتاج 80% من سكانه إلى مساعدة إنسانية، ويواجه خطر المجاعة والكوليرا والحصبة.
وتحذر المنظمات الدولية من أن جيلًا كاملاً من الأطفال اليمنيين مهدد بالضياع، إذا لم يتم توفير التعليم الجيد والآمن والشامل لهم.
ويقول فهمي الزبيري، مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة اليمنية صنعاء، إن التعليم في اليمن أصبح صعبًا للغاية، ولا يمكن أن يكون في وضع طبيعي، بسبب الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي في حق أطفال اليمن ومدارسهم، التي حولتها إلي ثكنات عسكرية ومعسكرات تدريب ومراكز صيفية لبث الفكر المتطرف.
وأوضح الزبيري في تصريح خاص لـ"المرجع"، أن أغلبية الطلاب في الوقت الحالي أصبحوا يتلقون دروسهم في الخيام وفي بعض الغرف المتهالكة؛ حيث إن 90٪ من المدارس تم تدميرها، فضلًا عن التكدس في ظل تفشي الأوبئة والأمراض.





