تأثير اشتباكات طرابلس الأخيرة على مستقبل ليبيا
الثلاثاء 05/سبتمبر/2023 - 04:45 م
محمود البتاكوشي
شهدت العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات دامية، في الأيام القليلة الماضية، كشفت عن عمق الأزمة التي يعاني منها بلد المختار، وسيطرة الميليشيات الإرهابية على المشهد الليبي، بصورة تجعل قيادات ومؤسسات الدولة عاجزة عن فرض الأمن والاستقرار.
كابوس الإرهاب
في هذا السياق، أكد الخبير في العلاقات الدولية، جمال عبد الحميد، أن ما يحدث على الأراضي الليبية من مواجهات واشتباكات عنيفة من شأنها إعادة الزخم الدولي والإقليمي للملف الليبي، لوضع ترتيبات جديدة تحول دون انزلاق البلاد نحو حرب أهلية جديدة، ولاسيما أن الاشتباكات الأخيرة راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح.
وأوضح أن الاشتباكات طرابلس أثارت قلقًا دوليًّا وإقليميًّا متزايدًا، لذا بادرت البعثة الأممية لدى ليبيا بالدعوة إلى ضرورة الوقف الفوري للعنف، ووضع حد للاشتباكات العنيفة بين طرفي النزاع، كما طالبت سفارات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا في طرابلس بوقف الاشتباكات فورا، والحفاظ على مكتسبات الفترة الماضية وحالة الاستقرار القائمة.
وأكد الخبير في الشؤون الدولية، أن هذه الاشتباكات ليست الأولى بين الطرفين، ولن تكون الأخيرة، فقد اندلعت مواجهات سابقة بينهما، كان آخرها في مايو 2023، عندما اعتقل جهاز الردع أحد قيادات اللواء 444، وإن كانت هي الأعنف منذ بداية عام 2023، إذ استخدمت العناصر المسلحة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مما يدحض تصريحات عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، حول قدرته على بسط سيطرته على المشهد الليبي، كما كشفت هذه المواجهات عن مدى هشاشة حالة الاستقرار التي يشهدها الداخل الليبي خلال الأشهر الأخيرة، وأن سيناريو العودة للاقتتال لا يزال قائمًا بقوة.
كما كشفت هذه الاشتباكات، عن تصدع التحالف الذي تم إجراؤه بين قوات جهاز الردع واللواء 444، فقد تحالفت المجموعتان سابقًا لدعم حكومة الدبيبة، في مواجهة المحاولات المتكررة للرئيس السابق لحكومة الاستقرار المُكلفة من قبل البرلمان، فتحي باشاغا، لدخول العاصمة طرابلس، كما تعكس التنافس الشديد، بين المعسكرين على السلطة والنفوذ بين الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس.
وتوقع عبد الحميد أن تتكرر هذه الاشتباكات مرة أخرى رغم الهدنة ووقف إطلاق النار، الذي تم بعد التوصل إلى اتفاق مع آمر جهاز الردع، عبد الرؤوف كارة، يفضي إلى تسليم آمر اللواء 444، محمود حمزة، إلى جهة محايدة، هي جهاز دعم الاستقرار؛ حيث قام الأخير بالإفراج عن حمزة لاحقًا، وإنهاء المواجهات المسلحة في طرابلس، مشيرًا إلى أن عمليات الحشد العسكري تتم في كلا المعسكرين على قدم وساق، مما يعكس حالة من الترقب والاستنفار من قبل الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا، واحتمالية استئناف المواجهات العنيفة مرة أخرى.
رجح الخبير الدولي، أن يشهد الملف الليبي في المرحلة المقبلة ترتيبات جديدة قد تفرض خارطة طريقة أخرى وتغيير في موازين القوى السياسية والعسكرية، عبر تحالفات جديدة، ولا سيما أن ذلك ليس غريبًا على الشأن الليبي، فقد سبق انتخاب محمد تكالة رئيسًا جديدًا للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بدلًا من لخالد المشري، ومن الممكن الإطاحة بالدبيبة، بالإضافة إلى التحركات التي تستهدف ضمان التوزيع العادل لعائدات النفط، لتجنب أي تصعيد عسكري غير محسوب.
كانت ليبيا شهدت اشتباكات دامية بين قوات جهاز الردع الخاصة، برئاسة عبد الرؤوف كارة، واللواء 444، في 14 أغسطس 2023، عقب اعتقال قائد اللواء 444 محمود حمزة، في مطار معيتيقة، مما أدى إلى حشد عسكري مكثف من قبل المجموعتين العسكريتين في محيط المطار، وانتشار لافت للآليات العسكرية الثقيلة على طريق الشط المؤدي للمطار، فضلًا عن وقوع اشتباكات بين الطرفين في منطقة "عين زارة"، جنوب العاصمة طرابلس.
جدير بالذكر أن جهاز الردع واللواء 444، هما أكبر قوتين في العاصمة الليبية، ويتبع الأول المجلس الرئاسي الليبي، برئاسة محمد المنفي، ويسيطر على غالبية المناطق بشرق ووسط طرابلس، وقاعدة معيتيقة العسكرية ومطارها، والذي يُعد المطار المدني الوحيد بغرب ليبيا، كما يتبع اللواء 444 وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ويسيطر على جنوب طرابلس، بالإضافة عدة مدن رئيسة، أبرزها ترهونة وبني وليد، فضلًا عن سيطرته على الطريق الرئيس بين طرابلس وجنوب البلاد.
وتوقع عبد الحميد أن تتكرر هذه الاشتباكات مرة أخرى رغم الهدنة ووقف إطلاق النار، الذي تم بعد التوصل إلى اتفاق مع آمر جهاز الردع، عبد الرؤوف كارة، يفضي إلى تسليم آمر اللواء 444، محمود حمزة، إلى جهة محايدة، هي جهاز دعم الاستقرار؛ حيث قام الأخير بالإفراج عن حمزة لاحقًا، وإنهاء المواجهات المسلحة في طرابلس، مشيرًا إلى أن عمليات الحشد العسكري تتم في كلا المعسكرين على قدم وساق، مما يعكس حالة من الترقب والاستنفار من قبل الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا، واحتمالية استئناف المواجهات العنيفة مرة أخرى.
رجح الخبير الدولي، أن يشهد الملف الليبي في المرحلة المقبلة ترتيبات جديدة قد تفرض خارطة طريقة أخرى وتغيير في موازين القوى السياسية والعسكرية، عبر تحالفات جديدة، ولا سيما أن ذلك ليس غريبًا على الشأن الليبي، فقد سبق انتخاب محمد تكالة رئيسًا جديدًا للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، بدلًا من لخالد المشري، ومن الممكن الإطاحة بالدبيبة، بالإضافة إلى التحركات التي تستهدف ضمان التوزيع العادل لعائدات النفط، لتجنب أي تصعيد عسكري غير محسوب.
كانت ليبيا شهدت اشتباكات دامية بين قوات جهاز الردع الخاصة، برئاسة عبد الرؤوف كارة، واللواء 444، في 14 أغسطس 2023، عقب اعتقال قائد اللواء 444 محمود حمزة، في مطار معيتيقة، مما أدى إلى حشد عسكري مكثف من قبل المجموعتين العسكريتين في محيط المطار، وانتشار لافت للآليات العسكرية الثقيلة على طريق الشط المؤدي للمطار، فضلًا عن وقوع اشتباكات بين الطرفين في منطقة "عين زارة"، جنوب العاصمة طرابلس.
جدير بالذكر أن جهاز الردع واللواء 444، هما أكبر قوتين في العاصمة الليبية، ويتبع الأول المجلس الرئاسي الليبي، برئاسة محمد المنفي، ويسيطر على غالبية المناطق بشرق ووسط طرابلس، وقاعدة معيتيقة العسكرية ومطارها، والذي يُعد المطار المدني الوحيد بغرب ليبيا، كما يتبع اللواء 444 وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، ويسيطر على جنوب طرابلس، بالإضافة عدة مدن رئيسة، أبرزها ترهونة وبني وليد، فضلًا عن سيطرته على الطريق الرئيس بين طرابلس وجنوب البلاد.





