ad a b
ad ad ad

قمع مُسبق.. لماذا تتجه أذرع الملالي لتدشين «مدينة الحجاب»؟

الأربعاء 06/سبتمبر/2023 - 10:06 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

لم يبق سوى أيام قليلة وتحل الذكرى الأولى لمقتل الشابة الكردية «مهسا أميني» في 16 سبتمبر 2022، على يد شرطة الأخلاق الإيرانية لعدم التزامها بقواعد لباس الحجاب التي نص عليها الدستور الإيراني، وهو الأمر الذي نجم عنه احتجاجات عارمة في مختلف أنحاء الجمهورية الإيرانية لعدة أشهر، إلا أن قوات الملالي أخمدتها في نهاية الأمر، ورغم إعلانها في وقت سابق "حل شرطة الأخلاق" المسؤولة عن مراقبة مدى التزام النساء باللباس الصحيح للحجاب من خلال دوريتها المنتشرة بالشوارع الإيرانية، كوسيلة لإخماد حراك الإيرانيين، إلا أنها عادت مرة أخرى واستأنفت دوريتها في يوليو الماضي، وهو ما يؤكد أن نظام الوالي الفقيه لن يتراجع عن محاولته لفرض الحجاب الإيراني، وهذه المرة من خلال تحركات تقودها "قوات الباسيج" (منظمة تعبئة المستضعفين) لتدشين ما أسمته بـ"مدينة الحجاب"، الأمر الذي قد يُنذر بعودة الاحتجاجات للشارع الإيراني مرة أخرى.

قمع مُسبق.. لماذا
مدينة الحجاب

يأتي هذا في سياق إعلان رئيس باسيج النقابات والتجار والنشطاء الاقتصاديين في إيران «غلام رضا حسن بور» في 21 أغسطس 2023، عن إنشاء مراكز تُسمى "مدينة الحجاب" في العاصمة طهران ومحافظة أصفهان في المستقبل القريب، قائلًا: إن "مدينة الحجاب تعمل على إدخال أنماط ومنتجات الحجاب في طهران وأصفهان"، وفقًا للموقع الإيراني المعارض من الخارج «إيران إنترناشونال».

والإعلان عن هذه المدينة، يأتي بالتزامن مع حملة تشنها الشرطة الإيرانية في مختلف أنحاء البلاد لإغلاق الأماكن التي لم تلتزم فيها المرأة بارتداء الحجاب؛ حيث أغلقت الشرطة في 20 أغسطس الماضي، مكتبة "فرهنكان فرشته" بالعاصمة طهران، وعدد من الفنادق بمدينة مهاباد، ووحدة للسياحة البيئية بمدينة قزوين، قالت إن هذه الأماكن لم تلتزم النساء العاملة بها بقواعد الحجاب الإجباري، وقد كشفت مكتبة أخرى بالعاصمة الإيرانية "مكتبة ديدآور" أن قوات الشرطة أغلقت المكتبة بسبب بيع الكتب لعميلاتها غير المحجبات"، يأتي ذلك بالإضافة لما كشفته مكتبة "روباه قرمز" بطهران، في أبريل الماضي، والمخصصة لبيع كتب الأطفال، إغلاقها من قبل عناصر الشرطة الإيرانية بسبب رفض الزبونات ارتداء الحجاب الإجباري.

وبجانب ما تقدم، يمكن القول إن السلطات الإيرانية لم تكتف بإغلاق المكاتب والمؤسسات والهيئات المختلفة لعدم التزام العاملات بها بالحجاب، بل الأمر أوسع من ذلك؛ حيث اشتمل عمليات اعتقال وقمع وتعذيب للنساء الإيرانيات اللائي ترفضن ارتداء الحجاب أو الالتزام بقواعد اللباس الصحيح.

وفي ضوء ما تقدم، دفعت سلطات الملالي بقوات الباسيج كي تنتشر في الشوارع مجددًا، وتعمل على تدشين ما أسمته "مدينة الحجاب" في محاولة منها لإجبار الإيرانيات على ارتداء الحجاب وبالطريقة المنصوص عليها بالدستور إلإيراني، ويأتي هذا الإعلان لاستباق ما يشهده الشارع الإيراني من احتجاجات خاصة خلال سبتمبر المقبل.
قمع مُسبق.. لماذا
تصدٍ مبكر

وحول "مدينة الحجاب"، يقول الدكتور «محمد عبادي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، يمكن فهم هذه الخطوة التي أقدم عليها الباسيج في سياقين، أولهما، تحدي الشباب الإيراني الذي انتفض بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، وما جرى من حالة استهداف الحجاب من قبل قطاع من الشباب الإيراني، ما اضطر النظام الإيراني إلى المناورة وإصدار قرارات يُفهم منها حل جهاز شرطة الأخلاق، وبعد أن هدأت الأوضاع عاد النظام ليتحدى الشباب بإنشاء مثل هذه المدن.

وأفاد «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن السياق الثاني، يكمن في حالة تصدٍ مبكر لأي احتجاجات مرتقبة، ويمكن لهذا المراكز التي انشأها "الباسيج" أن تعمل كنقاط استخبارات لجمع المعلومات، والترصد للشباب والناشطين، والتنسيق مع بقية الأجهزة الأمنية للتعامل معهم.
"