بإستراتيجية القتال الجوي.. الأجهزة العراقية تلاحق بقايا داعش
تواصل القوات العراقية حربها المستمرة ضد بقايا تنظيم داعش الإرهابي، معتمدة في ذلك على إستراتيجية شاملة للقضاء على التنظيم بشكل تام، من خلال استهداف الأوكار والملاذات الآمنة للتنظيم، إضافة إلى استهداف قياداته سواء بالاعتقال أو التصفية، فضلًا عن تنفيذ ضربات استباقية لشل قدراته العملياتية.
وشهدت الأشهر الأخيرة ضربات متوالية لتنظيم "داعش" في الأماكن التي كان يصعب الوصول إليها والتي اختارت عناصر التنظيم الاختباء بها نظرًا لطبيعتها الوعرة، لكن القوات العراقية طورت أدواتها في مواجهة فلول التنظيم الذي يفقد قوته مع استمرار تلك الضربات، فضلًا عن الاعتماد على الضربات الجوية التي توجهها الحكومة العراقية لأوكار داعش.
تدمير الأوكار
مؤخرًا أعلنت قيادة العمليات المشتركة، تدمير كهوف ومضافات لداعش وقتل من فيها بضربة جوية ضمن قاطع عمليات طوزخورماتو؛ حيث ذكرت قيادة العمليات المشتركة في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن الضربات الموجعة تستمر على بقايا عصابات داعش الإرهابية على يد الشجعان من قطعاتنا الأمنية.
وأضاف البيان، أنه وفقًا لمعلومات دقيقة لجهاز المخابرات الوطني العراقي وبإشراف وتخطيط خلية الاستهداف/ قيادة العمليات المشتركة نفذت قيادة القوة الجوية طائرات F16 ضربة جوية استهدفت كهوف ومضافات توجد بداخلها عناصر من عصابات داعش الإرهابية المنهزمة في جبال قرج ضمن قاطع عمليات طوزخورماتو.
وأضاف البيان أنه تم تدمير الكهوف والمضافات وقتل من بداخلها، مبينة أن القوات المسلحة بالمرصاد لمن يحاول العبث بأمن المواطنين وسيبقى العراق بلدًا آمنا بهمة فرسانه وعزيمة قواته الأمنية.
كما ذكر بيان لجهاز المخابرات، تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن أبطال جهاز المخابرات الوطني العراقي وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة وبإسناد قيادة القوة الجوية، تمكنوا من استهداف أحد أهم أوكار داعش الإرهابي في محافظة صلاح الدين.
وأوضح البيان، أن العملية تمت بناء على معلومات استخبارية دقيقة وتتبع ميداني وفني لعناصر داعش الموجودين في إحدى المضافات الواقعة في جبال قضاء طوز خورماتو؛ حيث تم توجيه ضربة جوية دقيقة أعقبتها عملية إنزال من قبل جهاز مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن العملية أسفرت عن "تدمير المضافة وقتل جميع من فيها والاستيلاء على وثائق ومعدات مهمة خاصة بالعصابات الإرهابية.
إستراتيجية القتال الجوي
الخبير العراقي، الدكتور أنمار الدروبي، قال في تصريحات خاصة لـ"المرجع"، إنه بلا شك كان لطائرات من طراز f16 تأثيرات كبيرة على واقع العمليات العسكرية في محاربة وقتال تنظيم "داعش" الإرهابي، إذ نجحت إستراتيجية القتال الجوي في الإطاحة بعدد من أفراد التنظيم وشل حركته الميدانية.
ووفق الخبير العراقي، فإن السلاح الجوي يقوم في الوقت نفسه بعمليات استطلاع وتحديد أهدافٍ محتملة، ومنذ بداية عمليات تحرير المحافظات والمدن العراقية من تنظيم "داعش" كان للسلاح الجوي مهمة كبيرة في عمليات الاستطلاع الجوي والقتال ضد أفراد التنظيم، وبعد ذلك استمر بل زاد الاعتماد على السلاح الجوي بالطائرات طراز F16 في ملاحقة الإرهابيين الموجودين على الأراضي العراقية، وكذلك على الحدود العراقية السورية.
وأضاف الدروبي، أن الولايات المتحدة الامريكية بدأت منذ السنوات الماضية في دعم سلاح الجو العراقي وتزويد القوة الجوية العراقية بطائرات F16، وينسجم الاعتماد المتزايد على الطائرات F16 مع الإستراتيجية العسكرية العراقية، التي تسعى للحدِ من قُدرات الإرهابيين دون التورط في خوض اشتباكات مباشرة معهم على أراضيهم، خاصة إذا لجأ أفراد التنظيم إلى مناطق جبلية وعرة التضاريس يصعب الوصول إليها عسكريًّا حتى مع استخدام عناصر من القوات الخاصة.
واختتم الخبير العراقي تصريحاته لـ"المرجع" بالقول، إن طائرات F16 أثبتت كفاءة كبيرة في تعطيل عمل تنظيم "داعش" الإرهابي، لأنها تحد وتقيد من حركة أفراد التنظيم، وكذلك تقطع أو تقلل اتصالاتهم وإغلاق معسكراتهم التدريبية خوفًا من استهدافهم.





