ad a b
ad ad ad

«إيكواس» والتدخل عسكريًّا في النيجر.. هل تنجح المهمة المعقدة؟

الأحد 13/أغسطس/2023 - 02:11 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

هدد قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، باستخدام القوة ضد المجلس العسكري في النيجر لاستعادة الديمقراطية الغائبة عن البلاد.

وناقش وزراء دفاع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» خلال اجتماعهم في العاصمة النيجيرية أبوجا، الخميس  10 أغسطس الجاري إمكانية التدخل العسكري في النيجر عقب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم، وذلك في حالة فشل الجهود الدبلوماسية لإعادته إلى السلطة.

وهددت «إيكواس» باستخدام القوة إذا لم يعيد قادة الانقلاب بازوم إلى السلطة بحلول الأحد المقبل.

وقال عبد الفتاح موسى، مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في «إيكواس»، إن قادة الدفاع في دول غرب أفريقيا وضعوا خطة لتدخل عسكري محتمل في النيجر للتصدي للانقلاب، وإن الخطة تتضمن كيفية وموعد نشر القوات.

أضاف موسى أن المجموعة لن تكشف لمدبري الانقلاب متى وأين ستكون الضربة، مضيفًا أن القرار سيتخذه رؤساء الدول.

وتواجه «إيكواس» إشكالية في احتواء التراجع الديمقراطي في منطقة غرب إفريقيا عقب سلسلة الانقلابات؛ حيث تعهدت بعدم التسامح مع أي انقلاب جديد عقب بعد الانقلابات العسكرية في ثلاث دول أعضاء في المجموعة وهي: مالي وبوركينا فاسو وغينيا خلال العامين الماضيين.

ولا يعد هذا التهديد الأول الذي تطلقه «إيكواس» التي تضم 15 دولة، إذ أصدرت تهديدات سابقة وقامت بتنفيذ وعيدها؛ حيث أرسلت عام 2017 قوات إلى جامبيا عندما رفض رئيس البلاد آنذاك يحيى جامح التنحي بعد خسارته الانتخابات.

واحتشد سبعة آلاف عنصر من «إيكواس» بقيادة السنغال على حدود جامبيا، ووافق جامع على الخروج من البلاد والعيش في المنفى بدولة غينيا الاستوائية.

ولا يزال حوالى 2500 جندي من السنغال وغانا ومالي وتوغو ونيجيريا يشاركون في عمليات حفظ السلام في جامبيا.

كذلك تمتلك إيكواس قوة عسكرية تتمركز في غينيا بيساو؛ حيث أعادت نشر حوالي ستمئة جندي من نيجيريا والسنغال وساحل العاج وغانا في أعقاب محاولة انقلاب شهدتها البلاد في فبراير 2022.

وكانت إيكواس قد شكلت قوة حفظ سلام لإعادة الحكم المُنتخب في ليبيريا وسيراليون، فيما نشرت قوات في ساحل العاج عام 2003.

مشهد معقد في النيجر

وسيكون أي تدخل عسكري من قبل إيكواس في النيجر، مختلفًا عن العملية العسكرية التي قادتها إيكواس في جامبيا؛ لأن الأخيرة تعد أصغر دولة غير جزرية في إفريقيا ولا تمتلك جيشًا قويًّا، في حين النيجر تُعد بلدًا كبير المساحة يقع في قلب منطقة الساحل، ويمتلك جيشها خبرة في القتال وحصل على تدريبات من الجيش الأمريكي الذي ينشر 1100 جندي في النيجر، فضلًا عن تمركز حوالي 1500 جندي فرنسي.

ويضاف إلى تعقيدات المشهد، إعلان مالي وبوركينا فاسو في بيان مشترك أن أي تدخل عسكري ضد قادة الانقلاب في النيجر سيعتبر إعلان حرب ضدهما.


عوائق جغرافية

من جانبها، قالت نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الإفريقي: إن هناك عوائق جغرافية أمام الإيكواس ربما ستكون هي السبب الأول للتراجع عن قرار الهجوم العسكري.

وأكدت في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن دول الجوار النيجري تعلم أن الحل العسكري لن تحمد عواقبه وسيجر خلفه أزمات لا تتحملها المنطقة؛ حيث تنفيذ أي تدخل عسكري في النيجر من قبل الإيكواس أو غيرهم سيقابله هجوم مضاد من مالي وبوركينا فاسو حسب بيانهم المشترك، مع تصريح رئيس مجموعه فاغنر الروسية حول جاهزية مجموعة لتقديم الدعم العسكري لقوات النيجر في أي وقت يصعب المهمة على ايكواس ويضعنا أمام حرب عالمية ثالثة بالإضافة إلى نيجيريا التي تشهد صراعات داخلية، كما أن أغلب مسلحيها من قبائل الهوسا والتي تشكل الأغلبية السكانية بالنيجر مما يجعل من الصعب بل المستحيل علي الإيكواس استخدام نيجيريا في تهديد النيجر عسكريًّا؛ حيث رفضت بالفعل السلطات في نيجيريا طلب الإيكواس بنشر قوات لها بالنيجر.

وأضافت الباحثة في الشأن الأفريقي، أن روسيا تزاحم الغرب وفرنسا في وجودها في إفريقيا وسط قبول أفريقي كبير للعلاقات الثنائية بين غرب أفريقيا والدب الروسي، ما يخلق مخاوف من المساعدات الروسية أن قامت الحرب في غرب القارة.

"