هل يبرئ النفي الأممي ساحة «باتيلي» من عرقلة الانتخابات الليبية؟
وصفت البعثة الأممية في ليبيا ما تداولته وسائل إعلام محلية وإقليمية عن اعتزام رئيسها، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الله باتيلي إعلان خارطة طريق للانتخابات، بأنه أمر مزيف ولا صحة له، مشيرة إلى أنه جزء من حملات التضليل المستمرة لخداع الليبيين، وصرف أنظارهم عن الاستحقاقات التي يطالبون بها.
اتفاق شامل وشفاف
وأكدت البعثة الأممية، أن باتيلي- خلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي، في يونيو الماضي- أعلن التزامه بتكثيف مساعيه الحميدة وجمع كل الأطراف والمؤسسات المعنية، بما فيها مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، للتوصل إلى اتفاق شامل وشفاف حول القضايا الخلافية في مشاريع القوانين الانتخابية التي أعدتها لجنة الـ 6+6، لضمان قابليتها للتطبيق تمهيدًا لإجراء انتخابات ناجحة.
من جهته، كشف المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، عن خطة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي خلال الفترة المقبلة؛ من أجل حشد اتفاق الجهات الفاعلة، إذ أكد أنه لا بديل عن الانتخابات، كما أنه يجب أن تكون هناك انتخابات من أجل إعادة توحيد البلاد، وإعادة إضفاء الشرعية على المؤسسات.
وقال "نورلاند" في تصريحات: "السؤال، كيف يمكنك تنظيم تلك الانتخابات بحيث تتم بشكل سلمي ولا يحرضون على مزيد من العنف ومتى يمكنك إجراء الانتخابات؟"، وهذا ما يركز عليه المبعوث الأممي عبد الله باتيلي من خلال الدبلوماسية المكوكية المكثفة التي سيطلقها قريبًا، والهدف اتفاق الجهات الفاعلة الرئيسية مع الدعم من العناصر الرئيسية للشعب على من الذي سيقود البلاد إلى الانتخابات.
حفظ ماء وجه باتيلي
يؤكد الباحث في الشأن الليبي، محمد قشوط أن ما تقوم به البعثة الأممية ومندوبها في ليبيا عبد الله باتيلي، هى مراوغة جديدة يكسب بها مزيدًا من الوقت ليستمر الوضع على ما هو عليه، لبقاء الصراع متواصل في الداخل الليبي، دون الوصول إلى الانتخابات لاستقرار الأوضاع في الداخل الليبي.
وأوضح الباحث في الشأن الليبي، في تصريحات خاصة لـ"المرجع"، أن نفي البعثة الأممية ما هو إلا محاولة منها لحفظ ماء وجه السيد باتيلي الذي أعلن عن خارطة طريق لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وتجميد عمل مجلسي الدولة والنواب، وتكليف المجلس الرئاسي بإصدار تشريعات ومراسيم الانتخابات.





