ad a b
ad ad ad

بعد التبرئة الضمنية.. تضارب حول تصريحات «بايدن» بعدم وجود القاعدة في أفغانستان

السبت 15/يوليو/2023 - 02:04 م
المرجع
مصطفى محمد
طباعة

تضارب في الداخل الأفغاني، حول الوجود القاعدي في أفغانستان، بعد التبرئة الضمنية من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن لحركة "طالبان" الحاكمة في البلاد بعدم وجود التنظيم الإرهابي على أراضيها، فيما يؤكد تقرير صادر من قبل لجنة مراقبة العقوبات التابعة للأمم المتحدة، أنه لا يمكن إنكار وجود مقاتلي القاعدة في أفغانستان، حيث يشير مراقبون في الشأن الأفغاني إلى أنه مع عودة الحركة لحكم البلاد من جديد يتيح للجماعات المسلحة وعلى رأسهم القاعدة في إعادة ترسيخ حضورها في أفغانستان.

تضارب

وكشفت صحيفة "لونغ وور جورنال" الأمريكية، نقلاً عن تقرير الأمم المتحدة، أنه على عكس مزاعم الرئيس الأمريكي، فإن القاعدة في أفغانستان لديها "ملاذ آمن" وعلاقات وثيقة مع طالبان.

وقال "جو بايدن" إنه بالتعاون مع طالبان، لم تعد شبكة القاعدة موجودة في أفغانستان، مدعيًا أن الولايات المتحدة طلبت المساعدة من طالبان للقضاء على وجود هذه الشبكة في هذا البلد.

الصحيفة الأمريكية، أظهرت التضارب حول تصريحات جو بايدن، حيث أكدت أن تقرير فريق مراقبة عقوبات الأمم المتحدة يظهر أنه "مخطئ"، ولا يمكن إنكار وجود مقاتلي القاعدة في أفغانستان، بحسب تقرير لجنة مراقبة العقوبات التابعة للأمم المتحدة.

وكشف التقرير أن عددًا من كبار أعضاء شبكة القاعدة يعملون في حكومة طالبان، وتم تعيينهم في الهياكل الأمنية والإدارية لطالبان وتم تعيينهم في مناصب استشارية، مؤكدةً أن إحسان الله بريال ومحمد آغا حكيم محافظي طالبان في كابيسا ونورستان وتجمير جواد نائب إدارة المخابرات بهذه المجموعة، وجميعهم جهاديون مشهورون خدموا القاعدة.

وقدرت الأمم المتحدة في تقريرها أن ما لا يقل عن 400 من "مقاتلي القاعدة" موجودون في أفغانستان إلى جانب 2000 من أفراد عائلاتهم.

إقرار بالواقع

وعلّقت وزارة خارجية "طالبان" على تصريحات الرئيس الأمريكي، بشأن عدم وجود جماعات مسلحة في أفغانستان، معتبرة إياها إقرارًا بالواقع، وأن هذا يدحض التقرير الأخير لفريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة، والذي يزعم وجود ونشاط أكثر من عشرين جماعة مسلحة في أفغانستان.

وبحسب هذا التقرير، تقوم شبكة القاعدة حاليًّا بتدريب عناصر من حركة "طالبان" الباكستانية في ست مقاطعات هي هيلمند وزابول وننكرهار ونورستان وبادغيس وكونار، كما تدير "القاعدة" ملاذات آمنة في ولايات فرح وهلمند وهرات وكابول، بالإضافة إلى مركز للعمليات الإعلامية في هرات.

تضارب في الداخل الأفغاني

في الجهة المقابلة، أكد أحمد سيد أبو سليمة، الباحث في الشأن الأفغاني، أن هناك تضاربًا في الداخل الأفغاني حول تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأنه لا وجود لتنظيم القاعدة في أفغانستان، وهو ما يزيح الستار حول تعاون بلاده مع طالبان، وادعاء الأخيرة بأنها طردت المحتل من بلادها وتفتخر بذلك في تصريحات قادتها، إلا أنها تتعاون مع الولايات المتحدة في الخفاء، ودمرت أفغانستان بسبب تنظيم القاعدة والآن من أجل السلطة تقف ضد هذا التنظيم.

وأوضح الباحث في الشأن الأفغاني، في تصريحات خاصة لـ"المرجع"، أن التبرئة لم تأت إلا ضمنية وليست في تصريحات معلنة لتؤكد الأمر حول عدم الوجود القاعدي في أفغانستان، إلا أنه ومع عودة الحركة لحكم البلاد من جديد يتيح للجماعات المسلحة وعلى رأسهم القاعدة في إعادة ترسيخ حضورها في أفغانستان.

"