البقاء في النفق المظلم.. السودان يشهد المزيد من الانفلات والتصعيد العسكري
الإثنين 10/يوليو/2023 - 10:01 م
أحمد عادل
تصاعدت مؤخرًا الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، دون أن تلوح في الأفق أية بادرة حل لإنهاء الحرب سلميًّا، ما سيؤدي إلى دخول البلاد في النفق المظلم.
المزيد من الانفلات
وتصاعدت الاشتباكات بشكل كبير بعد أن انتقلت المعارك من أطراف السودان إلى أم درمان ثم إلى العاصمة الخرطوم، ما سيؤدي إلى مزيد من الانفلات الأمني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد.
وعلى الفور، ناشدت القوات المسلّحة السودانية في بيان «الشباب، وكلّ من يستطيع، مشاركة القوات المسلحة شرف الدفاع عن كيان وكرامة الأمّة السودانية».
كما أضاف الجيش في بيانه أنّه تمّ «توجيه قيادات الفرق والمناطق العسكرية باستقبال وتجهيز المقاتلين».
وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الجيش المواطنين إلى التطوّع في صفوفه منذ أن بدأت الحرب بينه وبين قوات الدعم السريع قبل حوالي ثلاثة أشهر، ولم تلق دعواته السابقة آذانًا صاغية من جانب المدنيين، لا سيّما أنّ الكثيرين منهم يرغبون في الفرار من مناطق المعارك.
محادثات جدة
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023، معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو المعروف بـ«حميدتي».
وكانت المحادثات التي استضافتها مدينة جدة برعاية الولايات المتحدة والسعودية قد عُلقت الشهر الماضي (يونيو ٢٠٢٣)، بينما انتقد الجيش محاولة وساطة من دول شرق إفريقيا واتهم دولة كينيا بالتحيز.
وأدّى النزاع إلى مقتل أكثر من 2800 شخص، ونزوح أكثر من 2,8 مليون شخص.
ولجأ أكثر من 600 ألف سوداني إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصًا إلى مصر شمالًا وتشاد غربًا.
وحتى قبل اندلاع الحرب، كان السودان يعدّ من أكثر دول العالم فقرًا، ويحتاج 25 مليون شخص في السودان، أي أكثر من نصف عدد السكان، لمساعدة إنسانية وحماية، بحسب الأمم المتحدة.
انهيار متوقع
من جانبها، قالت نورهان شرارة، الباحثة في الشأن الإفريقي: إن الأزمة في السودان الدائرة في الوقت الحالي ما زالت تأخذ الدولة نحو الانهيار، فبعد فشل كل الوساطات وكل محاولات الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين دون النظر إلى الجانب الحقوقي للشعب السوداني ودون النظر إلى مصلحة السودان يبرهن على صعوبة الوصول إلى حلول سياسية لحل الأزمة، مشيرًة إلى أن السودان يستطيع تفادي التظاهرات التي تطالب بالمشاركة ضد ميليشيات الدعم، واستجابة الجيش لمطالب المتظاهرين من خلال فتح الجيش باب التجنيد أمام الشباب، وهذا يؤدي بنا إلى عدة نتائج محمودة منها وأخرى كارثية على أقل تقدير.
وأكدت نورهان في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن نتائجها المحمودة هو مساهمة الشباب في الدفاع عن الأحياء وحماية المدنيين، أما عن جانبها السيئ فهو احتمالية وجود دعوات مضادة من جانب قوات الدعم ونشوب حرب أهلية بالسودان، ودخول السودان في نفق مظلم يصعب الخروج منه.
وأضافت الباحثة في الشأن الإفريقي، أن التعنت الواضح بين الطرفين منذ البداية يجعل الحلول السياسية والوساطة الدولية لا تجدي نفعًا، فسواء الجيش السوداني أو ميليشيات الدعم، كلاهما يريد حسم المعركة لنفسه دون النظر إلى الشعب السوداني والسودان الجريح، وهذا ما يضع الأزمة أمام حائط سد، ويجعل كلا الطرفين يلجأ دائمًا للتصعيد العسكري، واستخدام القوة دون النظر إلى عواقب الأزمة، موضحًة أن الوضع الراهن في السودان ينذر بمزيد من التصعيدات العسكرية، فمع التوازن بين القوى فيما بين طرفي النزاع يجعل من الصعب توقع لأي طرف تحسم المعركة.





