(صناع الملاحم 7).. دلالات توقيت إصدار «داعش» الجديد عن سوريا والعراق
بث تنظيم «داعش» الإرهابي إصدارًا مرئيًّا جديدًا عن عملياته في سوريا، في إطار سلسلة إصدارته المعنونة بـ «صناع الملاحم»، جاء ترتيبه السابع بين تلك السلسلة، وتركزت أحداث الإصدار الأخير في عدد من المحافظات السورية خاصة دير الزور ودرعا، رغم تراجع عملياته بصورة ملحوظة في نطاق مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في محاولة من التنظيم لإثبات استمرار نشاطه في تلك المناطق، وهو ما يلقي التساؤلات حول توقيت الإصدار والهدف من التركيز على قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري.
تفاصيل الإصدار
تضمن الإصدار الذي بثه تنظيم "داعش" الإرهابي عبر منابره الإعلامية على شبكة التواصل "تليجرام" الأحد 25 يونيه 2023م استعراض عدد من العمليات التي نفذها في سوريا، والتي تمثلت في اقتحام مقرات عسكرية لكل من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والجيش العربي السوري باستخدام الأسلحة الخفيفة والعبوات الناسفة، استهدفت أفرادًا وآليات عسكرية في محيط محافظتى درعا ودير الزور.
وانتقل الإصدار إلى تنفيذ عمليات انتقامية من الموالين لقسد والنظام السوري، إضافة لعدد من الموالين للفصائل المرتبطة بإيران، الذين اعتبرهم التنظيم جواسيس لدى أعدائها، ما استوجب تصفيتهم باستخدام أساليب الذبح أو إطلاق النار على الرأس مباشرة بعد الضغط على الضحايا لاستخراج اعترافات منهم بصورة قسرية لتكون آخر كلماتهم الندم على التعاون مع أعداء التنظيم الإرهابي قبل ذبحهم أو إطلاق النار على رؤوسهم، كما شمل الإصدار عمليات إعدام أربعة أشخاص تابعين للطائفة العلوية في ريف حماة الشرقي.
غياب القيادات
والملاحظ خلال إصدار "صناع الملاحم 7"، التعليق الصوتي للمتحدثين باسم التنظيم سواء المتحدث الحالي الذي لم تعرف بعد هويته حتى الآن، ولا هوية زعيم التنظيم بعد إعلان تركيا مقتل الزعيم الرابع لداعش نهاية أبريل الماضي، كما غاب عن الإصدار الاستعانة بكلمات زعماء وقيادات التنظيم السابقين، الأمر الذي يثير التساؤلات حول هذا التغير في إخراج الإصدارات المرئية، والذي جاء هذه المرة في صورة أضعف.
ويأتي الإصدار في ظل ضعف وتيرة عمليات التنظيم بصورة ملحوظة منذ مطلع العام الجاري وسط تضييق الخناق عليه سواء من جانب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والتي تمتد أيضًا إلى داخل العراق، أو من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
دلالات ومؤشرات
يعيش تنظيم "داعش" مؤخرًا حالة انعدام اتزان بعد الضربات الموجعة التي طالته ومقتل أربعة من زعمائه في أربعة أعوام بينهم ثلاثة في أقل من عامين آخرهم الزعيم الرابع الذي لم يستمر في موقعه أكثر من خمسة أشهر.
وبدأت تلك الحالة منذ مقتل الزعيم الأول للتنظيم «أبو بكر البغدادي» في عام 2018م على يد القوات الأمريكية، ومحاولة التنظيم إخفاء الهوية الحقيقية لزعمائه الثلاثة التاليين باستخدام أسماء حركية رغبة من التنظيم في حماية الزعيم، لكن هذه المحاولات باتت لا تفيد التنظيم كثيرًا في ظل عدم جدواها، ووقوع داعش في موقف حرج في حال محاولة نفي استهداف قادة التنظيم وصموده أمام الضربات المتوالية.
وباتت القيادة المركزية للتنظيم مجرد حالة رمزية حاليًا، حتى أعضاء مجلس شورى التنظيم لم يعد لهم وجود مؤثر في ظل انعدام معرفة هويتهم أو أشخاصهم.
وبالتالي حلت القيادات غير المركزية في الولايات المختلفة محل القيادة المركزية التي باتت تشكل صورة رمزية فقط لعناصر التنظيم الذين وقعوا في مأزق شديد يحاول قيادات التنظيم إخفاءها أو تبريرها وهي بيعة مجهول الحال إذ لا يعرف أغلب عناصر التنظيم شخصية الزعيم على وجه الدقة منذ مقتل البغدادي في 2018.
ويحاول التنظيم بهذا الإصدار الضعيف إثبات أنه لا يزال يملك التأثير ولا يزال نشطًا في مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري، وفي الوقت نفسه لا يمكن إغفال استخدام كلمات القيادات التاريخية للتنظيم في الإصدار، وعدم وجود كلمة للمتحدث الرسمي لداعش، وهي صورة جديدة لم تكن معهودة في الإصدارات السابقة، وهو ما يوحي أن هناك جيلًا جديدًا من عناصر التنظيم الإرهابي، إضافة إلى عدم الاتفاق على قيادات الصف الثاني داخله بينهم اسم وشخصية المتحدث الرسمي باسمه والذي يعتبر الرجل الثاني بعد الزعيم منذ تأسيسه.





