اقتحام السجون وتهريب العناصر.. أولوية «داعش» للعودة الفعلية على الأرض
منذ أن تمكنت قوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش" في عام 2019، من طرد التنظيم الإرهابي من أراضي العراق وسوريا، يحاول التنظيم العودة مجددًا، مستغلا حالة الفراغ الأمني التي تشهدها بعض البلدان العربية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد 18 يونيو الجاري، هروب 25 سجينًا من جنسيات مختلفة، جميعهم ينتمون لتنظيم «داعش» الإرهابي من سجن في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا، ويتبع هذا السجن ما تسمى بالشرطة العسكرية التابعة للفصائل التركمانية الخاضعة للجيش التركي، في مدينة رأس العين شمالي محافظة الحسكة، وأفادت مصادر محلية أنه من المتوقع توجه الإرهابيين داخل الأراضي التركية، عبر المعبر الحدودي في رأس العين.
وجدير بالذكر أن تكثيف تنظيم "داعش" الإرهابي تحركاته من أجل تهريب عناصره من السجون، يأتي بعد أيام قليلة من اجتماع وزراء التحالف الدولي لمحاربة داعش، الذي عقد بالمملكة العربية السعودية في الثامن من يونيو 2023، وخلال الاجتماع شدد الحاضرون على ضرورة القضاء على داعش، كما كشف وزير الخارجية الأمريكي «انتوني بلينكن» عن تخصيص بلاده مبلغ 148.7 مليون دولار لمساعدة المناطق المحررة من التنظيم الإرهابي في تحسين أوضاعها الإنسانية بكل من سوريا والعراق.
إعادة بناء التنظيم
يوضح هشام النجار، الباحث المختص في شؤون الجماعات الإسلاموية، أن «داعش» يركز بشكل رئيسي كأولوية خلال المرحلة الحالية على اقتحام السجون وتهريب سجنائه وعناصره كداعم لخطة إعادة بناء التنظيم بتعزيز صفوفه بعناصر جاهزة ومدربة، ولها باع سابق وخبرات متراكمة، وبين الحين والآخر تقع حادثة مشابهة تعكس مخطط مدروس جرى التدبير له على مراحل، والهدف إضعاف قبضة القوات الكردية على مراكز وسجون تضم وراء جدرانها قادة وعناصر«داعش» وتفكيك التحصينات واكتساب خبرات من خلال معاودة وتكرار محاولات التهريب أكثر من مرة، وصولًا الى تحقيق إنجاز بتهريب سجناء فعليًّا.
ولفت «النجار» في تصريح خاص لـ«المرجع» الى أن نجاح التنظيم الإرهابي مرة يشجعه فيما بعد وبشكل عملي على تكرار المحاولة مرارًا، وداعش في هذا السياق لديه تصور بناء على ضعف قدراته التجنيدية والإعلامية والدعائية بالمقارنة بالسابق بحيث لم يعد قادرًا على تجنيد عناصر جديدة، لذا يعتمد بشكل رئيسي على استعادة عناصره وتهريبهم من السجون.





