ad a b
ad ad ad

حدود توتر العلاقات بين بكين وواشنطن بعد اتفاق الولايات المتحدة وتايوان

الأربعاء 05/يوليو/2023 - 10:10 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة

تشهد الحقبة الحالية توترات غير مسبوقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الصين، لا سيما بعد إصرار واشنطن على التدخل على خط الأزمة الصينية ــ التايوانية، وكان آخر تلك التواترات توقيع اتفاقية تجارية بين واشنطن وتايبيه في الأول من يونيو الجاري، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.

تزايد حدة الصراع

الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين تايوان، تأتي في وقت تتزايد فيه حدة الصراع بين بكين وواشنطن، وتتزامن مع إعلان وزارة الدفاع التايوانية، رصد أربع طائرات عسكرية وثلاث  سفن حربية صينية في محيط تايوان، إضافة إلى رصد عبور ثلاث سفن صينية من بينها حاملة الطائرات شاندونغ، مضيق تايوان.

وردًّا على ذلك أرسل الجيش التايواني طائرات دورية قتالية، وسفنًا للرد على التصعيد الصيني، بالإضافة إلى نشر أنظمة صواريخ لمراقبة تحركات الطائرات الصينية، فضلًا عن التسلح بالمسيرات لتكون بمثابة نظام دفاعي متقدم في وجه أي هجمات صينية مُحتملة.

وتتنوع قدرات المسيرات التي باتت تايوان تمتلكها ما بين مسيرات للهجوم وأخرى للتجسس والمراقبة، وللإنذار المبكر، وكذا المضادة للغواصات، حيث تعول تايبيه على المسيرات لكسر أي حصار بحري صيني لها.

تداعيات الاتفاق

يؤكد محمود الأفندي، الباحث المختص في العلاقات الدولية، أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وبين تايوان له العديد من التداعيات، إذ عبرت الصين عن قلقها من مبادرة القرن الحادي والعشرين التجارية مع تايوان، كما طالبت الولايات المتحدة بوقف المبادلات الرسمية والامتناع عن إبرام اتفاقات مع الجانب التايواني من شأنها دعم استقلال تايبيه تحت ستار التجارة.

وأشار الباحث في تصريح خاص لـ"المرجع" إلى أن الصين ترى الإصرار الأمريكي على التقارب مع تايوان والتدخل في شؤونها "مخلب قط" لإزعاج بكين بشكل مستمر، وتحجيم نفوذها في المنطقة، لذا كانت رسالة وزير الدفاع الصيني لي شانغ فو، في منتدى شانغريلا، شديدة اللهجة إذ أكد أن جيش بلاده لن يتخلى عن استخدام القوة في تايوان، ولن يتم التسامح مع الحزب التقدمي الديمقراطي التايواني الذي يسعى للحصول على دعم الدول الأخرى لاستقلال البلاد، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الأخرى أعلنت التحدي والتصعيد بإعلانها عدم التراجع عن دعم تايوان، ومنحتها مقاتلات حربية أمريكية الصنع في رسالة ضمنية بأنها لن تتخلى عنها، كما حذرت من محاولات ضم تايوان بالقوة لأن هذه الخطوة ستكون نتائجها مدمرة.

تعزيز التحالفات العسكرية

وأضاف الباحث المختص في العلاقات الدولية، أن المرحلة المقبلة ستشهد محاولات مكثفة للصين والولايات المتحدة لتعزيز تحالفاتهما العسكرية كل على حدة، إذ تنسق واشنطن مع اليابان وأستراليا، لحماية تايوان من أي هجوم صيني مفاجئ، كما تقوم بكين بإجراء تدريبات ومناورات عسكرية موسعة مع كل من كمبوديا ولاوس وماليزيا وتايلاند وفيتنام في إطار جهود تعزيز الدبلوماسية العسكرية الصينية بمنطقة جنوب شرق آسيا، لتعزيز السلم والأمن وبالتركيز على مختلف التهديدات التقليدية وغير التقليدية، والأهم من ذلك كله تعاونها العسكري مع الدب الروسي عبر القيام بطلعات جوية دورية مع روسيا.

وأكد "الأفندي" أن المعطيات السابق ذكرها تنذر بتصاعد الصراع بين واشنطن والصين، وإن كانت لن تصل حدة التوتر إلى درجة الصراع المسلح، فالقوتان تعلمان جيدًا أن الحرب تكاليفها كبيرة على العالم بأسره، ولن يكون فيها فائز مهما طالت، فالكاسب فيها سيكون أيضًا خاسرًا.

"