ad a b
ad ad ad

زهور في مستنقع.. أطفال اليمن يضطرون للعمل ويقعون في براثن الحوثي

الأحد 24/سبتمبر/2023 - 07:07 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

انتشرت ظاهرة عمل الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين إلى أكثر من أربعة أضعاف العدد الذي كان عليه قبل الانقلاب، وسط إقرار الجماعة بوجود 7.7 ملايين طفل يعملون في مختلف المهن.

بالتوازي مع تحذيرات أممية جديدة من أن 6 ملايين طفل يمني «على بعد خطوة واحدة فقط من المجاعة»، وأنهم في «حاجة ماسة إلى دعم عاجل».

ويعتبر استمرار التدهور الحاد والمتسارع لأوضاع اليمنيين المعيشية والاقتصادية أدى إلى تصاعد نسب ظاهرة عمالة الأطفال، حيث سجلت في الآونة الأخيرة في صنعاء وبقية مدن سيطرة الجماعة أرقامًا قياسية.

وفي حين اتهمت الحكومة اليمنية الميليشيا الإرهابية باستقطاب الأطفال وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة، وإرسالهم إلى معسكرات تدريب، خاصة بمسمى «مراكز صيفية»، أقرت الجماعة الانقلابية بتوسع ظاهرة عمالة الأطفال خلال فترة الحرب، وبلوغها نسبًا عالية تصل إلى أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل الانقلاب.

ووزعت الجماعة الحوثية إحصائية صادرة عما تسمى منظمة «انتصاف»، وهي منظمة أسستها الجماعة لغرض الاستحواذ على الدعم الأممي المخصص للمرأة والطفل بمناطق سيطرتها، حيث ذكرت أن عدد الأطفال اليمنيين العاملين بلغ 7.7 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عامًا، ويشكلون ما نسبته 34.3 % من إجمالي السكان.

الإحصائية الحوثية ذكرت أن معدل العمل أعلى عند الأطفال الأكبر سنًّا مقارنة مع الأصغر سنًّا، حيث يبلغ معدل الأطفال العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا 11في المائة يتوزعون بين 12.3في المائة للفتيات، مقارنة بحوالي 9.8 في المائة للذكور، وترتفع هذه النسبة إلى 28.5 في المائة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا، وإلى 39.1 في المائة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عامًا.

وعلى صعيد الاتهامات الموجهة للانقلابيين بتجنيد آلاف الأطفال بمناطق سطوتهم، والزج بهم إلى مختلف الجبهات، قالت الحكومة اليمنية إن ميليشيات الحوثي «تواصل استقطاب الأطفال وإرسالهم إلى معسكرات تدريب، خاصة تحت مسمى (مراكز صيفية)».

ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، قوله: «إن المشاهد المُسربة من معسكرات تدريب الأطفال التي أنشأتها الجماعة، تحت غطاء المراكز الصيفية، تعيد التذكير بإحدى أكبر عمليات تجنيد الأطفال في تاريخ البشرية».

وأضاف الوزير اليمني: «إن مئات الآلاف من الأطفال بعمر الزهور في مناطق سيطرة الميليشيات، باتوا ضحايا لمعامل تفخيخ العقول وغسل الأدمغة بالأفكار المتطرفة الإرهابية، وتعبئتهم بشعارات الموت والكراهية المستوردة من طهران»، وفق تعبيره.

قال أسامة الهتيمي، الباحث في الشأن الإيراني، إن عمالة الأطفال واحدة من أهم الظواهر التي تعكس إلى أي مدى وصل حد تدهور الأوضاع الاقتصادية في أي مجتمع إذ يفترض بهذه الفئة أن تكون في هذه المرحلة العمرية في المدارس لتلقي التعليم الأولى إلا أن ظروفهم المعيشية تضطرهم إلى ترك المدارس، والالتحاق بأية أعمال يمكن أن تدر عليهم دخلًا ماديًّا يمكن أن يقوتهم ويساهم في دعم أسرهم.

وأكد الهتيمي، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه فضلًا عن أن اليمن وقبيل العام 2014 يعد من البلدان الفقيرة التي كان يعيش نصف سكانها تقريبها تحت خط الفقر، فإن الحرب الأهلية ضاعفت بكل تأكيد من المعاناة الإنسانية التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث، وهو ما انعكس على الأرقام على أرض الواقع إذ يعاني نحو 80 % من السكان اليمنيين من تردي معيشي سيئ وفي حاجة ضرورية لمساعدات إنسانية عاجلة.

وأضاف الباحث في الشأن الإيراني، أنه قد دفعت ظروف الحرب وتداعياتها كالبطالة وانقطاع رواتب عدد كبير من الموظفين في مناطق الشمال والنزوح واللجوء، ووفاة أرباب الأسر وارتفاع الأسعار، وارتفاع معدل التضخم، أعدادًا كبيرة من الأطفال إلى العمل، وهم في سن دون الثامنة عشرة، قدرتهم بعض التقارير الدولية بنحو 1.7 مليون طفل يعمل نحو 50% في أعمال خطرة فيما أغلبهم لمشكلات أخرى تتعلق بأعمالهم منها الاستغلال في أعمال غير مشروعة.

وأشار إلى أن مثل هذه الظاهرة ليس من المرجح أن تتلاشى في القريب العاجل حتى لو نجحت جهود المصالحة والحوار القائم بين أطراف النزاع في اليمن، إذ تحتاج اليمن إلى مئات المليات من الدولارات حتى يمكنها تدارك النتائج الكارثية لحرب استمرت نحو ثماني سنوات.

"