ad a b
ad ad ad

الحشد الشعبي.. النسخة العراقية من الحرس الثوري الإيراني

السبت 24/يونيو/2023 - 08:31 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

خلال الفترة الأخيرة ظهرت على الساحة العراقية أسماء جماعات جديدة غير معروفة تعلن مناهضتها للولايات المتحدة الأمريكية، في ظل توقف ميليشيات الحشد الشعبي عن مهاجمة مصالح الولايات المتحدة في العراق.

أهل الكهف

ومع العزوف الظاهري لميليشيات الحشد الشعبي الموالية لطهران عن استهداف القوات الأمريكية، ظهرت أسماء جماعات مثل "أهل الكهف"، وأصدرت عبر قنوات تابعة لها على تطبيق "تيليجرام" تهديدات ضد الوجود الأمريكي في العراق، وهددت بشنّ هجمات بالقنابل المزروعة على جوانب الطرق، متحدثة عن بداية حقبة جديدة في العراق.

وتبنت أهل الكهف هجمات بعبوات ناسفة منذ مارس 2020، وهجومًا صاروخيًّا على السفارة الأمريكية، في نوفمبر 2020، وأعلنت مؤخرًا، مسؤوليتها عن مقتل مواطن أمريكي وسط بغداد، وذكرت في بيان لها أن عملية قتل الأمريكي جاءت انتقامًا لمقتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي الموالي لطهران (اغتيلا فى عملية أمريكية قرب مطار بغداد في يناير 2020).

وتركزت غالبية هجمات الفصائل الموالية لإيران فى العراق على قوافل تابعة للقوات الأمريكية، حتى في أثناء نقل معداتها من أجل الانسحاب من العراق.

وسبق أن نسبت هجمات إلى فصائل غير معروفة، لكن تم اكتشاف أنها تتبع فصائل في الحشد الشعبي مثل "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله".

وافتضِح هذا الترابط حين انضمت جماعة "أهل الكهف" إلى حملة للإفراج عن أحد عناصر ميليشيات العصائب، وأكدت استعدادها للنزول إلى الشارع إذا أمرت عصائب أهل الحق، كما ظهرت ثلاثة أسماء جديدة لميليشيات غير معروفة أيضًا، وهي: "كتائب الصابرين" و"كتائب كربلاء" و"كتائب سيف الله"، لم تشن أية هجمات أو أعلنت عن وجودها في نطاق جغرافي معين، إلا أن القاسم المشترك بينها جميعًا كان انتقادها لفشل الحكومة العراقية في تحديد جدول زمني للانسحاب الأمريكي من أراضي العراق.

كما أعلنت أيضًا "كتائب حزب الله" على نطاق واسع على الإنترنت، عن جماعة رابعة لم تُسمَّ بعد قد تكشف عن مفاجأة من شأنها "طرد المحتلين"ـ حسب وصف بيان كتائب حزب الله.

انفصال وهمي عن الحشد الشعبي

وجدير بالذكر أن أبرز وسائل الإعلام التابعة للميليشيات المدعومة من إيران مثل "صابرين نيوز"، التي كانت تدعم بقوة جماعات الحشد الشعبي لم تقدم أي دعم يذكر للكتائب الثلاث الجديدة المذكورة، وقد يعني ذلك الحرص على إعطاء انطباع بانفصالها عن الحشد الشعبي التي تتبع اسميًّا للحكومة العراقية رغم ولائها المعروف للحرس الثوري الإيراني.

وتخشى جماعات الحشد الشعبي الموالية لطهران انتقامًا أمريكيًّا على غرار الهجمات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على قواعدها قبل ذلك في سوريا والعراق عقب تنفيذها هجمات على المصالح الأمريكية، ولذلك تلجأ إلى الاستتار خلف واجهات جديدة تتبنى خطابها، وتعلن عن سعيها إلى تحقيق نفس أهدافها، وتتهرب من المسؤولية من خلال إلقائها على عاتق الجماعات المسلحة الجديدة المعلن عنها، والمشكوك في وجودها من الأساس.

نسخة عراقية من الحرس الثوري

ويُشير الاحتفاء الرسمي الكبير بالذكرى التاسعة لتأسيس الحشد الشعبي الشيعي في العراق مؤخرًا، واختزال معظم الانتصارات على تنظيم داعش في جهود رجال الحشد دون أن تحظى القوات العراقية المسلحة بالثناء ذاته، إلى أن الحشد بدأ في التحول إلى نسخة جديدة من الحرس الثوري الإيراني ببنيته العقائدية والعسكرية واستقلاليته المالية وحتى القضائية، حيث يبدو كقوة مستقلة عن الجيش وأكثر منه قوة بدلًا مما قيل إنه جرى إدماجه في القوات النظامية.

كما يشير قرار نقل فصائل الحشد إلى معسكرات خارج المدن مع المديح والثناء على دور هذه الميليشيات الموالية لإيران، ربما إلى خشية حكومية من نفوذ وتغول هذه الميليشيات، وهي التي تحولت في الحرب على تنظيم داعش إلى قوة مدججة بالسلاح تحظى بالغطاء السياسي، وبدعم من إيران، وبالتالي لا تستطيع بغداد فرض سيطرتها عليها.

"