ad a b
ad ad ad

المهاجرون غير الشرعيين يضعون تونس في حيرة أخلاقية.. وقيس سعيد يمسك العصا من المنتصف

الأحد 18/يونيو/2023 - 03:50 م
المرجع
سارة الحارث
طباعة
بجانب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها، تعيش تونس حيرة أخلاقية أساسها الدور الذي ترغب الدول الأوروبية منها أن تلعبه مقابل انتشالها من محنتها الاقتصادية.

مقابل المنحة

 وكان وفد أوروبي ترأسه رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قد زار تونس الأحد الماضي، وأعلن استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم ما يصل إلى 900 مليون يورو لدعم الاقتصاد التونسي، بالإضافة إلى 150 مليون يورو إضافية ستقدم بشكل فوري لدعم الميزانية، مقابل جهودها للحد من الهجرة غير الشرعية.
 
وشهدت معدلات الهجرة غير الشرعية قفزات لافتة أدت لتضاعف الأعداد وتراكم الجثث على الشواطئ التونسية، فضلًا عن وصول أعداد ضخمة من المهاجرين إلى الدول الأوروبية، خلال العام الأخير.

ويعود سبب تضاعف أعداد المهاجرين إلى الأوضاع غير الآمنة والأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تضرب دول القارة الإفريقية، مع انتشار الجماعات المتطرفة.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، خلال زياراتها إن الاتحاد الأوروبي مستعد أيضًا لتزويد تونس بـ 100 مليون يورو لإدارة الحدود، ودعم عمليات البحث والإنقاذ وإجراءات مكافحة التهريب والتركيز مرة أخرى على معالجة قضية الهجرة.

تعامل غير اخلاقي

على جانب آخر، يلقى التعامل الأوروبي مع ملف الهجرة انتقادات حقوقية، إذ يتهمه نشطاء من مختلفي الجنسيات بالتعامل العنصري وغير الأخلاقي مع اللاجئين لدرجة تجعل بعض الدول الأوروبية لوضع المقبوض عليهم من المهاجرين غير الشرعيين في قوارب وإعادتهم للبحر يلقون مصيرهم.

  ووصلت هذه الانتقادات إلى تونس، إذ يرفض سياسيون وحقوقيون تحويل تونس لحارس الحدود الأوروبية أو مشاركتها في طرق التعامل غير الأخلاقي مع المهاجرين، وعليه تكون الحكومة التونسية في حيرة بين إنقاذ اقتصادها وتسديد الديون المنتظر دفعها خلال العام الجاري بحصولها على الدعم الأوروبي المشروط، أو النأي بنفسها عن الشبهات الأخلاقية المحاطة بملف اللاجئين.

وجهة نظر 

وكحل وسط تحاول تونس وضع تصورها فيما يخص ملف الهجرة غير الشرعية، من خلال الدعوة التي أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيد لمؤتمر يجمع كل الأطراف المعنية بملف الهجرة سواء من الدول المستقبلة أوالدول المصدرة لها.

 واعتمد سعيد في طرحه للتعامل مع الأزمة بعيدًا عن عنصرية طرف على آخر، وبعيدًا عن الحلول الأمنية التي تنتهي بتعامل غير آدمي مع المهاجرين.

ويعلق الكاتب السياسي التونسي، نزار الجليدي، في تصريح لـ «المرجع»، إنه في ظل فشل أوروبا في معالجة الهجرة غير الشرعية واختيارها للحل الأمني، فإن المقترح ملائم في الظرف الحالي بعد حالة سيلان في الهجرة غير الشرعية وتضاعف الأعداد، مشيرًا إلى أن اللحظة تستدعي الحوار بين ضفتىّ المتوسط.

وشدد على أن تونس رغبت من هذا المقترح التأكيد على أنها تراقب بشكل مهم هذه الظاهرة، ولا يمكن أن تكون وحيدة أو تقبل بأن تكون سجنًا مفتوحًا، لافتًا إلى أن المؤتمر المقترح يأتي تحت شعارات إيجاد حلول بناءة أولًا، الندية في التعامل ثانيًا، لا للإملاءات ثالثًا، والتنمية هي الشعار وليس عنصرية شمال المتوسط على الدول المصدرة للهجرة.


للمزيد.. معركة التحرير الوطني.. تونس توقف سياسيين ورجل أعمال بتهم فساد


 

 

 

"