ad a b
ad ad ad

مقابلة المسيح بأمعاء خاوية.. قس كيني يقتل الفقراء جوعًا ويزعم إحياءهم بعد الموت

الأربعاء 21/يونيو/2023 - 07:05 م
المرجع
آية عز
طباعة
في غابة شاكاهولا شرق كينيا، عثرت السلطات على جثث 90 شخصًا على الأقل، يُعتقد أنهم من أتباع طائفة دينية اختاروا الصوم حتى الموت من أجل مقابلة المسيح.

خطب وعظية مروعة

وقد تم اعتقال زعيم الطائفة، القس «بول نثينجي ماكنزي»، وهو يواجه تهمة القتل، ووفقًا لشهود عيان وأعضاء سابقين في الكنيسة، كان القس ماكنزي يلقي خطبًا وعظية ومروعة على أتباعه، ويحثهم على التضحية بكل شيء من أجل يسوع.

وكان يزعم أن التعليم والطب والسياسة هي أدوات للشيطان، وأن نهاية الزمان قد اقتربت، وكان يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لنشر رسائله، وخصوصًا للأطفال الذين كان يطلق عليهم «أطفال نهاية الزمان».

لمقابلة المسيح

وبحسب التحقيقات الأولية، فإن الضحايا كانوا يعيشون في خيام في المزرعة التي يمتلكها القس ماكنزي، وكانوا يرفضون تناول أي طعام أو شراب، وقد تم دفن بعضهم في مقابر جماعية، بينما ترك آخرون على سطح الأرض. وقد تدهورت حالة بعض الجثث بشدة بسبب حرارة الشمس والحشرات.

وقالت الشرطة الكينية، إنه تم العثور على المزيد من المقابر الضحلة في أرض تابعة للجماعة، والتي تسمى «جود نيوز إنترناشيونال تشرتش».
وأضافت، أن عمليات البحث ستستمر للكشف عن أي جثث أخرى مدفونة في المنطقة.

وكانت السلطات قد اعتقلت ماكينزي في 14 أبريل، بعد مداهمة ممتلكاته في ماليندي، حيث عثروا على 15 شخصًا هزيلًا وضعفاء، بمن فيهم أربعة توفوا لاحقًا.

وقال الأتباع إنهم كانوا يتضورون جوعًا بناءً على تعليمات القس لمقابلة يسوع.

أثارت هذه الحادثة صدمة وغضبًا في كينيا، التي تشهد انتشارًا للطوائف الدينية في ظل غالبية مسيحية، وفي سياق متصل، قال حسن موسى، المسؤول في الصليب الأحمر الكيني، إنه تم الإبلاغ عن اختفاء 311 شخصًا بينهم 150 قاصرًا» في ماليندي.

وأضاف، « أن هؤلاء هم أشخاص معظمهم من كينيا لكن بينهم مواطنون من تنزانيا ونيجيريا»، مشيرًا إلى أن «بعضهم فقدوا منذ سنوات».

ممنوعون من التواصل مع عائلاتهم

وأشارت تقارير محلية كينية، إلى أن ماكينزي كان يستغل الفقر والجهل والأزمات الاقتصادية والصحية لجذب الناس إلى جماعته.

وكان يدعي أنه يملك قوى علاجية، وأنه يتحدث مع الله. وكان يمنع أتباعه من التواصل مع عائلاتهم أو الخروج من المجمع الديني.

وطالبت بعض الجمعيات الحقوقية بإجراء تحقيق دولي في هذه القضية، محذرة من أن هناك آلاف الأشخاص المتضررين من هذه الطوائف في كينيا ودول أخرى، ودعت إلى تشديد الرقابة على النشاطات الدينية والتثقيف لمواجهة التطرف والخرافات.

 الموت جوعًا

ووفقا للشهود والناجين بحسب ما نشر في الصحف المحلية، كانت طائفة «الجوع حتى الموت» تمارس صيامًا شديدًا، لا يسمح فيه بتناول أي طعام أو شراب، ولا حتى الماء.

وكانت تحرم أيضًا أعضاءها من الاتصال بالعالم الخارجي، وتمنعهم من استخدام الهواتف أو الإنترنت.

وكانت تفرض عليهم قراءة الكتاب المقدس والصلاة بشكل مستمر، وتهددهم بالعقاب إذا خالفوا تعاليم نثينجي.

وكان نثينجي يزعم أنه يتلقى رسائل من الله، وأنه يستطيع شفاء المرضى وإحياء الموتى.

وكان يطلب من أتباعه التبرع بأموالهم وممتلكاتهم للكنيسة، ويزوج بناتهم لأشخاص من اختياره.

تاريخ نثينجي وكنيسته

نثينجي هو رجل في الستينيات من عمره، ولد في مقاطعة كيلفي، وعمل سابقًا كمعلم ومحامٍ.

وفقا لصحيفة «الأمة الكينية»، بدأ نثينجي نشاطه الدعوي في عام 2003، عندما أسس كنيسة «جود نيوز إنترناشيونال» مع زوجته جويس مويكامبا، كمركز إنجيلي صغير في مدينة ماليندي.

وسرعان ما اكتسب شعبية بين السكان المحليين، خاصة الفقراء والمرضى، الذين كان يزعم أنه يستطيع شفاءهم بقوة الصلاة.

وانتشرت كنيسته في مختلف مناطق كينيا، وأطلق على أتباعه اسم «مجموعة ماليندي»، وكان يستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية والإنترنت لبث خطبه وإظهار عجائبه.

ولكن نثينجي أثار أيضًا جدلًا وانتقادات من قبل بعض الزعماء الدينيين والحكوميين، الذين اتهموه بالخداع والابتزاز والانحراف عن التعاليم المسيحية.

وواجه نثينجي عدة قضايا قانونية، من بينها تشجيع الأطفال على ترك التعليم، والضلوع في وفاة طفلين كان والداهما قد انضما إلى كنيسته.
"