ad a b
ad ad ad

بعد هجوم كركوك.. ما مدى قدرة «داعش» على شن عمليات في العراق؟

السبت 17/يونيو/2023 - 06:44 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

مثّل هجوم تنظيم داعش الإرهابي في كركوك العراقية تحولًا في سلوك التنظيم الذي يتعرض لضربات متتالة من جانب القوات العراقية مؤخرًا، ما يطرح تساؤلات بشأن مدى احتفاظ التنظيم بقدرته في العراق ومدى قدرته أيضًا على شن هجمات، خاصة أن الحكومة العراقية أعلنت في عام 2017 انتصارها على داعش.


وتسبب الهجوم الأخير في مقتل 4 أفراد من عناصر الجيش العراقي بينهم 3 ضباط ومنتسب فارق الحياة بسبب جروحه البليغة، واعتبرت خلية الإعلام الأمني العراقية في بيان لها أن هذه الهجمات تأتي بعد الضربات الموجعة والعمليات النوعية التي نفذتها قواتنا المسلحة البطلة ضمن قواطع المسؤولية والتي كبدت عناصر عصابات داعش خسائر كبيرة بالأرواح وقتل مجموعة كبيرة من قياداتها، وتحاول هذه العصابات المنهزمة إثبات وجودها الذي لم ولن يعود من جديد بفضل الشجعان في الأجهزة العسكرية والأمنية".


وعن تفاصيل الهجوم أوضح بيان الخلية أن عناصر إرهابية تابعة للتنظيم أقدمت على التعرض بواسطة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة على نقطة تابعة إلى اللواء 32 بالفرقة 8 في الجيش العراقي قرب قرية تل الورد بناحية الملتقى في قضاء الدبس ضمن محافظة كركوك".

 

أهداف العملية


وعن الأهداف التي أراد التنظيم تحقيقها من هذه العملية يرى الأكاديمي والباحث العراقي الدكتور أنمار الدروبي في تصريحات خاصة لـ"المرجع" أن هذه الأهداف تتمثل في عدة جوانب، الجانب الأول يتمثل في رغبة التنظيم في إرسال رسالة إلى النظام السياسي في العراق بأن التنظيم ما زال موجودًا على الأرض ويمثل تهديدًا حقيقيًّا ويمكن أن يلحق خسائر بالقوات.


أما الهدف الثاني فيتمثل في رغبة التنظيم في خلق حالة من عدم الاستقرار الأمني في المناطق التي ينتشر بها التنظيم، خاصة في ظل محاولات القوات العراقية لتطوير أدواتها للوصول للملاذات الآمنة للتنظيم، وهي التحركات التي تمثل خطورة على بقايا التنظيم، خاصة في مناطق جبال حمرين وديالي.


أما الجانب الثالث فهو يتعلق بطبيعة التنظيم التي تميل إلى العنف والرغبة في الإبقاء على نشاطه العملياتي، وعدم الظهور في صورة المهزوم رغم العمليات المكثفة التي يتم تنفيذها ضده، وفقدانه للكثير من جوانب القوة التي يتمتع بها في السابق، كما أن سيكولوجية التنظيم في الأساس تتسم بـ"العدائية".

 

عوامل القوة


يرى الأكاديمي العراقي، أنه  فيما يخص قدرة التنظيم على شن هجمات في العراق عمومًا يتوقف على عدة عوامل أبرزها، الحاضنة التي يستمد منها التنظيم قدرته على الاختفاء والظهور وكذلك انطلاق عملياته الإرهابية منها، وكذلك ضعف المعلومات الاستخبارية لدى الأجهزة  الأمنية العراقية حول التنظيم، إضافة إلى العامل الجيوبولتيكي الذي يمثل اهم العوامل التي يعتمد عليه التنظيم.

ووفقًا لما تقدم فإن قدرة التنظيم على الاستمرار في القيام بعملياته الإرهابية تتوقف على العوامل المذكورة آنفًا، لاسيما أن مدينة كركوك قريبة جدًّا على مدينة العظيم التابعة لمحافظة ديالى والتي كانت أحد معاقل التنظيم المهمة، كما أن العوامل المذكورة ليست كلها متوافرة، ولكن نؤكد هنا أن الحاضنة هذه متوافرة وبالتأكيد الحاضنة لداعش معناها (باعث أيديولوجي)، وفي السياق ذاته التظيم بلاشك قد تأثر بالضربات والحملات السابقة ضده.

"