ad a b
ad ad ad

الأزمة الروسية الأوكرانية.. كييف تهاجم وموسكو تصحح أوضاعها

السبت 17/يونيو/2023 - 07:45 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة
بدأت قوات الجيش الأوكراني في شن هجوم مضاد على القوات الروسية في العديد من جبهات القتال، رافعة شعار استعادة الأراضي المحتلة، مستغلة الدعم غير المحدود الذي يصلها من حلفائها الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، سواء في المساعدات العسكرية أو المال، مما يجعل حلمها من الممكن تحقيقه.

هجوم  مضاد
الهجوم الأوكراني المضاد الذي شن مطلع شهر يونيو 2023، تركز على عدة جبهات بحسب إيجور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، الذي أكد أن القوات المسلحة الأوكرانية شنّت هجومًا على جنوب دونيتسك، بهدف اختراق قوات الجيش الروسي، فضلًا عن مقاطعة زاباروجيا، ومحاولة إنزال جوي في خيرسون، بالإضافة إلى قصف المناطق الحدودية في منطقة بيلغورود، باستخدام المدفعية، لتوفير الغطاء لمجموعتين من الميليشيات الموالية لأوكرانيا للسيطرة على قرية نوفايا تافوليانكا الروسية الحدودية، في محاولة منها لتشتيت الدفاعات الروسية، كما شنت هجمات مكثفة على سد محطة كاخوفسكايا للطاقة الكهرومائية، وهو ما عرض الصمامات والهياكل السطحية للدمار، مما أدى إلى رفع منسوب المياه في مدينة نوفايا كاخوفكا لـ10 أمتار، وإغراق جزء كبير من مرافق البنى التحتية في المدينة، وتهديد نحو 80 بلدة وقرية ومدينة على مجرى النهر، الأمر الذي يخرج الجيش الروسي عن تركيزه، مما يسهل مهمة كييف الصعبة لاستعادة المناطق التي احتلتها موسكو منذ بدء الحرب في 24 فبراير 2022.

أبعاد ودلالات
في هذا السياق أكد الباحث في الشؤون الروسية الدكتور باسل الحاج جاسم، أن الهجوم الأوكراني المضاد له العديد من الأبعاد والدلالات إذ إنه حتى الآن لم يحقق نتائجه المرجوة منها، إذ أحبطت القوات الروسية مخططات كييف في مهدها على عكس هجوم سبتمبر 2022، والذي تمكنت فيه أوكرانيا من استعادة مساحات واسعة في خاركيف عبر هجوم خاطف، وأكبر دليل على ذلك التصريحات التي خرجت عن ناتاليا جاليبارينكو، المندوبة الدائمة لأوكرانيا لدى الناتو، وطالبت فيها حلفاء كييف الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، إلى عدم تعليق آمال كبيرة على الهجوم المضاد، وعدم اعتباره مفصليًّا.

تصحيح أوضاع
وأضاف الخبير في الشؤون الروسية، أن موسكو تعلمت الدرس جيدًا وصححت الكثير من أوضاعها التي أدت إلى خسائرها الفادحة في خاركيف، إذ جعلت خطوطها الدفاعية، تمتد على مسافة تزيد عن 800 كيلومتر، هذا أحد أهم أسباب عدم تحقيق الهجوم الأوكراني لأهدافه المرجوة، بالقياس إلى حجم خسائرها في الجنود والمعدات، فوفقًا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، بلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية على جميع محاور القتال 3715 جنديًّا، في مقابل مقتل 71 جنديًّا روسيا، وإصابة 210 أثناء تلك العمليات، كما خسرت 52 دبابة في الهجوم المضاد، و207 مدرعات، و5 طائرات، ومروحيتين، و48 قطعة مدفعية ميدانية، و134 مركبة، و53 طائرة مسيرة. 

هجوم فاشل
وتوقع الدكتور باسل الحاج جاسم، أن دول حلف الناتو وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ستعمل خلال الفترة المقبلة على زيادة مساعدتها لدعم أوكرانيا رغم فشل هجومها المضاد، في محاولة منها لتغيير موازين القوى؛ لأنها تعلم جيدًا أن أي تسوية للحرب الروسية الأوكرانية حاليًّا تعني خسارة أجزاء كبيرة من أراضي كييف لصالح الدب الروسي، ولاسيما مع محاولات الشركاء الدوليين في طرح مبادرات لحلحلة الأزمة بصورة أكثر دعمًا لموسكو.

وأشار الحاج إلى مبادرة السلام الإندونيسية التي أعلنت عنها في 27 مايو 2023، ومن أبرز بنودها إنشاء منطقة عازلة بين الجيشين الروسي والأوكراني، وإجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة في الأراضي المتنازع عليها، في إشارة إلى الأراضي التي ضمتها روسيا بالقوة العسكرية من أوكرانيا، وهو ما يعني دعم وتأييد الموقف الروسي، كما طالبت البرازيل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الغربيين، بضرورة التوقف عن محاولة تحقيق النصر على روسيا؛ لأن ذلك يضر بمصالح العالم أجمع، ويطيل أمد الصراع، وينذر بتوسعه وامتداده إلى دول أخرى، مما يضر بأمن واستقرار العالم بأسره.

هدف غربي
وأكد الخبير في الشؤون الروسية، أنه بالنظر للمعطيات والمعلومات المتاحة وموازين القوى على الأرض حتى الآن الهجوم الأوكراني المضاد لن يتمكن من تحقيق أهدافه المرجوة، سواء المادية والمعنوية، حيث كانت تريد أوكرانيا وحلفاؤها من هذا الهجوم كسر عزيمة الروس على الانتصار في الحرب، وزعزعة روحهم المعنوية، بالإضافة إلى العودة إلى حدود 1991 المعترف بها دوليًّا لأوكرانيا بما يشمل شبه جزيرة القرم، وإخراج روسيا من معادلة القوى الدولية المهيمنة، وهو هدف يتلاقى والأمنيات الغربية، وبالتبعية تخفيف الهجمات الروسية على العاصمة كييف.
"