اليمين المتطرف يهدد الغرب بعمليات للذئاب المنفردة
تتصاعد موجة اليمين المتطرف في الغرب وتبقى المخاوف قائمة حول احتمالات تبني التيار لأساليب قتالية خطيرة أو مستمدة من التيار التكفيري بما يمثله من خطر رئيس على المنطقة.
خلقت موجة الكورونا بما فرضته من توقف وعزلة فرصًا لتبادل الخبرات بين المتطرفين، إذ لفتت صحيفة الجارديان في 28 مايو 2023 إلى معلومات حول تزايد نسب توجه اليمين المتطرف لإستراتيجية الذئاب المنفردة التي يتبناها التكفيريون.
اليمين المتطرف يطور هجماته
شهدت السنوات القليلة الماضية نموًا في تطور أساليب اليمين المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ففي نوفمبر 2022 هاجم شخص يُدعى أندرو ليك مركز دوفر للهجرة من خلال ثلاث قنابل حارقة ما خلف إصابات بين العاملين والموجودين بالمركز آنذاك.
وقتل أندرو نفسه في محيط الواقعة عقب التنفيذ مباشرة، ما يمثل في حد ذاته تغيرًا نوعيًّا في أسلوب هجمات اليمين المتطرف في أوروبا، وبات التيار يدعو أعضاءه لمشاهدة المقاطع المصورة لتنظيمي داعش والقاعدة والتي تحتوي على طرق تعليم صناعة القنابل والمتفجرات إلى جانب الهجمات المتفرقة للأفراد الذين يتعاطفون مع منهجية التيار دون تواصل رسمي مع القادة فيما يعرف بعمليات الذئاب المنفردة.
ومن التحديات الأمنية الكبرى في هذا الملف هو تورط بعض العاملين في الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخبارية في الانتماء لهذا التيار وتشكيل بؤر داخل جهات العمل لتنفيذ أجندته، وهو ما ظهر في ألمانيا.
أعلنت وزارة الداخلية بألمانيا في يونيو 2022 وجود 327 موظفًا ينتمون لليمين المتطرف داخل أجهزة الشرطة والقوات المسلحة، ما يؤثر على سير العدالة وجدية تطبيق القوانين، وفي فبراير 2022 أعادت السلطات الألمانية اعتقال ضابط الجيش فرانكو ايه البالغ من العمر 34 عامًا بعد تفتيش شخصي له بإحدى محطات القطار ووجد بحوزته مواد يُحتمل استخدامها في التطرف، ويخضع الضابط لقضية أخرى تتعلق بانتحال صفة لاجئ سوري لتشويه صورة اللاجئين من خلال تنفيذ هجوم إرهابي ثم نسبه لصالح الهوية السورية.
تشكل عمليات الذئاب المنفردة مخاطر أمنية واسعة إذ يصعب مراقبة تنفيذها وتتبع العلاقات بين الأفراد، لأن المتعاطفين ينفذون الهجمات دون تواصل محدد فالأبرز هو التوافق الأيديولوجي، وبالتالي فأن تزايد هذه العمليات يضع أجهزة الأمن والاستخبارات في اختبار.
اليمين المتطرف يتصاعد في الولايات المتحدة
يطور تيار اليمين المتطرف أدواته في الولايات المتحدة، التي شهدت أهم وأخطر هجوم للتيار عندما اقتحم أنصار اليمين المتطرف مقر الكابيتول هيل في 6 يناير 2021 ما خلف نحو 4 قتلى وعشرات الجرحى، وذلك اعتراضًا على نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي فاز بها جو بايدن ضد دونالد ترامب.
ضاعفت تلك الواقعة من وعي الإدارة الأمريكية تجاه مخاطر اليمين المتطرف ومدى الوجود الحقيقي له على أرض الواقع، ما دفع لاستحداث طرق حديثة لاستخلاص المعلومات حول التيار، ففي 11 مايو 2021 أعلنت وزارة الداخلية الأمريكية تأسيس قسم جديد في هيئة الاستخبارات التابعة لها لمكافحة الإرهاب الداخلي وتتبع أنشطة وعناصر اليمين المتطرف خوفًا من استفحاله بالمجتمع.





