ad a b
ad ad ad

هدوء العاصفة.. أطراف السودان تقتل الهدنة والحركات المسلحة تتأهب لتقسيم الكعكة

الأحد 28/مايو/2023 - 05:01 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة
يشهد السودان أخيرًا حالة من الهدوء النسبي، خاصة بعد وقف إطلاق النار الذي رتبت له كل من السعودية والولايات المتحدة بين الأطراف المتقاتلة «الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان من ناحية، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو من ناحية أخرى».

ورغم انخفاض حدة المواجهات العنيفة بين الطرفين، فإن الاشتباكات استمرت على نحو ليس بكبير في العديد من المناطق في العاصمة السودانية الخرطوم، بالإضافة إلى اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في منطقة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.

إلى ذلك، فإن السودان يزخر بعدد لا بأس به من الحركات المسلحة والجماعات المسلحة، وبشكل أو بآخر فإنها تعتبر من أهم أطراف الصراع الحالي في البلاد، ومن بين الحركات المسلحة الرئيسية في السودان: حركة تحرير السودان، وحركة العدل والمساواة، وحركة شمال السودان، وغيرها.

مواقف الحركات المسلحة
وتختلف مواقف الحركات المسلحة من الصراع الحالي في السودان، حيث تتراوح بين الدعوة للحوار والحل السياسي للصراع، وبين استخدام القوة المسلحة لتحقيق المطالب، وتعمل بعض الحركات المسلحة على الانضمام إلى الحكومة السودانية، في حين ترفض بعض الحركات المسلحة الانضمام إلى الحكومة وتطالب بتحقيق مطالبها من خلال المفاوضات والحوار.

ورغم أن السودان يتطلع إلى استقرار أمني وسياسي يمكن أن يساعد على تنمية البلاد ورفع مستوى الحياة للمواطنين، فإن أمام السودان سيناريوهات أكثر قتامة في حالة رفض الأطراف المتنازعة اللجوء إلى ما تم التوافق عليه في العام 2020 حينما جلست الأطراف السودانية على طاولة المفاوضات، وكان على رأسها البرهان وحميدتي، واتفقا على دمج القوات المسلحة المتفرقة في كيان واحد تحت مسمى الجيش السوداني.

إلى ذلك، قالت الدكتورة أميرة عبد الحليم، خبيرة الشؤون الإفريقية: إن السودان دخل فى دائرة مفرغة من العنف والاقتتال الذي يسمح بتفجير الأوضاع الأمنية في العديد من أقاليمه، في ظل ما تشهده هذه الأقاليم من تصاعد الصراع على السلطة دون الوطنية بين النخب السياسية المحلية المتنافسة والميليشيات.

وأوضحت في تصريح لـ"المرجع" أنه في السابق كانت هناك مواجهات بين الجيش الوطني السوداني وبعض الحركات المسلحة، كما أن قوات الدعم السريع حاربت بجوار الجيش أو بمفردها قبائل وحركات مسلحة في الكثير من المناطق، وهو ما يجعل مسألة الانضمام إلى اتفاق إطاري مثل الذي تم التوافق عليه في السابق أو اتفاق مماثل لاتفاق جوبا للسلام أمرًا صعبًا.

عقبات الجيش الموحد
ويقف أمام تأسيس جيش وطني موحد في السودان العديد من العقبات، من بينها:

1- الصعوبات الإدارية والتنظيمية: حيث يشكل تأسيس جيش وطني موحد في السودان تحديًا إداريًّا وتنظيميًّا كبيرًا، إذ يتطلب الأمر تنسيق جهود القوات المسلحة السودانية المختلفة وإعادة هيكلتها بما يتناسب مع الهدف المرجو من تأسيس الجيش الوطني الموحد.

2- الخلافات السياسية: يواجه السودان خلافات سياسية داخلية تمثل عقبة أمام تأسيس جيش وطني موحد، حيث تختلف الأحزاب السياسية والحركات المسلحة في السودان بشأن الدور الذي يجب أن يلعبه الجيش وطبيعة العلاقة بين الجيش والحكومة، ويجب على الأطراف المختلفة في السودان تحقيق التوافق السياسي حول الهدف المرجو من تأسيس الجيش الوطني الموحد ودوره في الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.

3- الخلافات العرقية والثقافية: يواجه السودان خلافات عرقية وثقافية داخلية تمثل عقبة أمام تأسيس جيش وطني موحد، حيث تختلف المجموعات العرقية والثقافية في السودان في الهوية والمصالح والتوجهات السياسية، ويجب على الأطراف المختلفة في السودان تحقيق التوافق والتعاون لتجاوز هذه الخلافات وبناء جيش وطني موحد يتمتع بالتمثيل العادل لجميع المجموعات العرقية والثقافية في البلاد.

4- النزاعات المسلحة المتفاوتة: يواجه السودان نزاعات مسلحة متفاوتة في عدد من المناطق، مما يجعل من الصعب تحقيق الاستقرار الأمني في البلاد وتأسيس جيش وطني موحد، ويتطلب هذا التحدي تعزيز الحوار والمفاوضات مع الأطراف المسلحة، وإيجاد حلول سياسية للنزاعات.

5- العجز المالي: تعاني الحكومة السودانية من العجز المالي وتحديات اقتصادمية أخرى، مما يجعل من الصعب تمويل تأسيس جيش وطني موحد في السودان، وتحتاج الحكومة السودانية إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتعزيز الاستثمارات، وتحسين المصادر الضريبية لتمويل هذا المشروع الضخم.
"