هل تغير صواريخ كروز مصير الحرب لصالح أوكرانيا؟

تحاول الجبهة الأوكرانية في حربها الدائرة مع روسيا، بشتى السبل تغيير قواعد اللعبة، وهي الحرب التي بدأت بتفوق روسي كاسح، ولكن سرعان ما تحولت الأمور إلى كر وفر وضربة هنا وأخرى هناك.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي، يريد استغلال تراجع الحالة المعنوية للجيش الروسي، جراء الضربات التى حدثت في قلب موسكو وكان آخرها محاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر طائرتين مسيرتين، وضرب مخازن وإمدادات الجيش وقطع خطوط الإمداد.

ففي اليوم التالي لاستهداف الكرملين وبعد تفجير مستودعات وقود القرم، تلقى الجيش الروسي ضربة مؤلمة للإمدادت بمقاطعة ستافروبول شمال القوقاز والتي تبعد عن مسرح العمليات الأوكراني بمسافة 470 كيلو مترًا حيث تم تدمير مستودع وقود ضخم.

ويحاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي، الضغط بقوة على الدول الغربية للحصول على أسلحة وذخائر بعيدة المدى قادرة على تهديد الأمن القومي الروسي، ويبدو أنه وجد ضالته المنشودة في صواريخ كروز ستورم شادو التي يبلغ مداها نحو 300 كيلو متر، ما يجعل سماء روسيا تحت رحمة أوكرانيا.

نقلة نوعية

يرى باسل الحاج، جاسم الباحث في الشؤون الروسية، أن نجاح أوكرانيا في الحصول على صواريخ كروز ستورم شادو التي تطلق من الجو، من شأنه إحداث نقلة نوعية في مسار الحرب الروسية الأوكرانية لصالح كييف التي تحملت على مدار الخمس عشر شهرًا الماضية ضربات روسيا الموجعة، إذ سيصبح الداخل الروسي وقلب موسكو تحت رحمة صواريخ كروز بعيدة المدى في تجاوز صريح لخطوط روسيا الحمراء، ما يضع الدب الروسي في موقف بالغ الحرج.

إنهاء الصراع

ويؤكد باسل الحاج في تصريح لـ"المرجع" أن الحرب الروسية الأوكرانية أنهكت اقتصاد الدول الأوروبية التي تضررت من العقوبات الاقتصادية التي تم فرضها على روسيا، وباتت تريد إنهاء الصراع في أسرع وقت ممكن ولعل الأسلحة بعيدة المدى توفر الحل الناجع للأزمة، وأكبر دليل على ذلك تصريحات أوليكسي ريزنيكوف وزير الدفاع الأوكراني، التي أكد فيها أنه إذا تمكنت أوكرانيا من الضرب على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر فلن يكون الجيش الروسي قادرًا على توفير الدفاع وسيضطر إلى الخسارة.

وأضاف الخبير في الشؤون الروسية، أن محاولات أوكرانيا المكثفة للحصول على صواريخ كروز بعيدة المدى تأتي بالتزامن مع اتهامات روسيا للجانب الأوكراني باستخدام طائرات دون طيار بعيدة المدى في هجمات متفرقة في عمق روسيا، وهو ما بررته الأخيرة بأن القانون الدولي يكفل لها ضرب أهداف روسية داخلية بأسلحتها الخاصة.

وأكد "الحاج" أن محاولات أوكرانيا المكثفة للحصول على صواريخ كروز بعيدة المدى تقلق الولايات المتحدة الأمريكية، إذ سبق ورفضت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المطالب الأوكرانية بمنحها أسلحة وذخائر بعيدة المدى، حيث تعلم واشنطن جيدًا أن أي تهديد حقيقي للداخل الروسي سيكون له عواقب وخيمة قد تعصف بأمن واستقرار العالم بأسره وتهدد بقاء الجنس البشري في نهاية المطاف، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبق وأن هدد باستخدام الأسلحة النووية حال تهديد الأمن القومي الروسي.

ضربات قوية فى العمق الروسي

وأوضح الباحث في الشؤون الروسية، أن صواريخ كروز بعيدة المدى حال نجحت أوكرانيا في الحصول عليها، سيصل مداها إلى مراكز القيادة الروسية وخطوط الإمداد والذخيرة، كما ستكون قادرة على توجيه ضربات قوية بعيدة خلف الخطوط الأمامية للجيش الروسي، إذ يمكن تركيب الصواريخ على طائرات أوكرانيا السوفييتية الصنع والوصول إلى عمق الأراضي الروسية، فضلًا عن ضرب مستودعات الوقود والدعم في عمق شبه جزيرة القرم والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الشرق الأوكراني، والعمل على تمهيد الطريق للدبابات وقوات المشاة مع استعداد كييف لهجوم مضاد موسع خلال الأسابيع المقبلة، كل ذلك لن تسمح روسيا بحدوثه مهما كلفها الأمر إذ أنه تهديد مباشر لبقاء الدولة الروسية.