اتفقوا على رفضهم.. اللاجئون السوريون بين نار أوغلو ورحمة أردوغان
الإثنين 22/مايو/2023 - 03:29 م
اللاجئون السوريون
محمود محمدي
بعد منافسة قوية بين الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان الذي يمثل تحالف الجمهور، وكمال كليجدار أوغلو ممثل تحالف الشعب المعارض، لم ينجح أحدهما في حسم الانتخابات الرئاسية التركية لصالحه؛ حيث لم يحصل أي من المرشحين على نسبة الحسم.
وفي غضون أيام ستتم الجولة الثانية من الانتخابات، فيما يسعى كل طرف إلى حشد واستمالة باقي الشعب، وكذلك يقف كل طرف للآخر بالمرصاد ويسلط الضوء على نقاط ضعف خصمه.
وهنا يأتي الحديث عن اللاجئين السوريين الذي بات وجودهم أمرًا أساسيًّا من مكونات الشعب التركي، وكل مرشح من الاثنين يضع التعامل معهم ضمن خطته المستقبلية للحكم كبند أساسي.
موقف اللاجئين في تركيا
تعتبر تركيا واحدة من الدول التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، إذ تقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في تركيا بأكثر من 3.7 مليون لاجئ، ومع ذلك، فإن اللاجئين السوريين في تركيا يواجهون العديد من التحديات والصعوبات.
وأحد أكبر التحديات التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا هو الحصول على الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان، وعلى الرغم من أن الحكومة التركية قدمت دعمًا كبيرًا لللاجئين السوريين، فإن الطلب على الخدمات الأساسية يفوق بكثير العرض المتاح، ونتيجة لذلك، يواجه اللاجئون السوريون في تركيا ظروفًا سكنية سيئة وفقرًا مدقعًا.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه اللاجئون السوريون في تركيا صعوبات في العثور على فرص عمل، وبالرغم من أن الحكومة التركية قدمت بعض الدعم لللاجئين الراغبين في العمل، فإن ارتفاع معدل البطالة في تركيا يجعل من الصعب على اللاجئين العثور على فرص عمل.
وتواجه النساء اللاجئات السوريات في تركيا صعوبات إضافية، حيث يواجهن تحديات في الحصول على فرص العمل والحصول على الخدمات الصحية والتعليمية، وتتعرض النساء اللاجئات السوريات في تركيا لخطر العنف الأسري والاستغلال الجنسي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض اللاجئين السوريين في تركيا يواجهون صعوبات في الحصول على الإقامة القانونية، ويعاني البعض منهم من صعوبات في الوصول إلى المحامين والحصول على المساعدة القانونية.
على الرغم من هذه التحديات والصعوبات، فإن الحكومة التركية والمجتمع المحلي والمنظمات الدولية تعمل بجد لمساعدة اللاجئين السوريين في تركيا وتحسين أوضاعهم، ومع ذلك، فإن هذا المجهود يحتاج إلى دعم دولي أكبر لتحسين الوضع الإنساني للاجئين السوريين في تركيا.
موقف كمال كليجدار أوغلو
وفي حملته الانتخابية، قدم المرشح لرئاسة تركيا من أحزاب المعارضة كمال كليجدار أوغلو عددًا من الوعود التي قال إنه سيسعى لتنفيذها إذا نجح في الوصول لكرسي الحكم في تركيا.
وتضمنت تلك الوعود دخول المواطنين الأتراك الاتحاد الأوروبي بلا تأشيرة، والحصول على استثمارات بمبالغ طائلة تصل إلى 300 مليار دولار، فضلًا على إعادة السوريين والأفغان من تركيا إلى بلدانهم الأصلية، مؤكدًا أنه سينفذ هذا الوعد خلال سنتين فقط.
موقف أردوغان
أما الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، فقد أعلن نيته مسبقًا بأنه سوف يعمل على ترحيل نحو نصف مليون سوري من الأراضي التركية إلى بلادهم طواعية.
وقبل 11 شهرًا من انتخابات الرئاسة، كان حزب العدالة والتنمية الحاكم يحمي السوريين، حيث كان ينظر إليهم بأنهم قوى عمل رخيصة الثمن وتعود بالنفع على الاقتصاد التركي، وتحقق نوعًا من الرواج الاقتصادي في البلاد.
إلا أنه مع زيادة معدلات التضخم والفقر، وكذلك الأزمة الكبرى التي ضربت تركيا بعد زلزال 6 فبراير الأسود، انخفض القبول المجتمعي للسوريين المهاجرين، ما أدى إلى تغير معلن في سياسة حزب العدالة والتنمية تجاه هذه القضية.
تصاعد الأهمية
إلى ذلك، أوضح مراد أردوغان الباحث بجامعة أنقرة، أن أحزاب المعارضة في تركيا لاحظت مبكرًا مسألة الرفض المجتمعي من الشعب التركي لوجود اللاجئين السوريين في البلاد، وأن أحزاب المعارضة نجحت في الفوز بمقاعدها البرلمانية بعد أن عرجت على تلك القضية في ملفاتها الانتخابية.
وأكد أن الرئيس أردوغان هو الآخر أعلن عن خطة لإعادة السوريين الطوعية والآمنة إلى بلادهم سوريا، ويتباهى بهذا الأمر علانية خاصة أن الحزب الحاكم تمكن من تنسيق عمليات العودة لأعداد كبيرة من السوريين.
وأوضح أن قضية اللاجئين في تركيا تشهد ارتفاعًا من حيث الأهمية، وتأتي في المرتبة الثانية بعد ما تعانيه أنقرة من أزمة اقتصادية كبيرة.





