دعاية انتخابية.. «أردوغان» يلعب بورقة العراق وسوريا قبل السباق الرئاسي
في خضم استعداد تركيا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو الجاري، التي يتنافس كل من حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة الرئيس الحالي «رجب طيب أردوغان» ورئيس حزب الشعب الجمهوري «كيليتشدار أوغلو» يسعى كل طرف لإثبات نفسه وحشد أكبر قدر ممكن من الدعم الشعبي، ويطلق تصريحات حول أنه الأجدر بحكم البلاد، والتأكيد على امتلاكه للأدوات اللازمة لحل جميع المشاكل التي تواجهها الدولة على جميع المناحي السياسية، والاقتصادية، إضافة للأمنية.
تجفيف الإرهاب
وفي هذا الإطار، فقد خرج الرئيس التركي «أردوغان» في 9 مايو 2023، خلال مراسم حفل تعيين 45 ألف معلم في قطاع التعليم بمركز خليج للمؤتمرات في إسطنبول، ليعلن عزم الدولة القضاء على الإرهاب شمالي العراق وسوريا، قائلًا: "سنواصل بحزم معركتنا ضد التنظيمات الإرهابية والقوى التي تقف وراءها.. وسنجفف مستنقع الإرهاب بالكامل شمالي العراق وسوريا، كما أوشكنا على تجفيفه داخل أراضينا".
وبجانب ذلك فإن المسؤولين في حكومة «أردوغان» بدأوا يطلقون التصريح ذاته بقوة هذه الأيام وفي أي مناسبة، منهم وزير الخارجية التركي «مولود جاوش أوغلو» الذي شدد خلال كلمة له في ملتقى مع ممثلي المنظمات المدنية بولاية أنطاليا في 11 مايو الحالي، أن بلاده مصرة على تجفيف مستنقعات الإرهاب في سوريا، وهو ما سبق وأكده أيضًا وزير الدفاع التركي "خلوصي أكار" في أواخر أبريل الماضي.
وتجدر الإشارة الي أن التحذيرات التركية جاءت بعد إعلان الجيش التركي في 22 أبريل المنصرم، قتل 21 شخصًا قالت إنهم "إرهابيون" في سوريا والعراق، إذ لطالما وجهت أنقرة اتهامات إلى «حزب العمال الكردستاني» المتمركز بشمال العراق وسوريا بشن هجمات لاستهداف أمن واستقرار تركيا، ورغم ذلك لم تنجح الأخيرة حتى الآن في دحر الإرهاب الذي تواجهه منذ ما يقرب من 40 عامًا.
دعاية انتخابية
وحول دلالة إطلاق «أردوغان» ومسؤوليه هذه التصريحات بشكل متواصل وفي أي مناسبة، أوضح «هشام النجار» الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن هذه التصريحات لا تخلو من شق دعائي واضح هدفه التوظيف الانتخابي بالنظر لموقف النظام الحالي ورئيسه الصعب في الانتخابات المقبلة التي قرب انعقادها، وهذه التصريحات موظفة بشكل واضح لإحراز مكاسب انتخابية عبر بعث رسائل للناخبين القوميين.
ولفت «النجار» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن توصيف ونظرة النظام التركي للإرهاب مختلفة، فهو لا يحارب في المقام الأول منظمات إرهابية متطرفة كـ «داعش أو الإخوان أو القاعدة» إنما يحارب المكونات الكردية ويصنفها كإرهابية متخذًا ملاحقة امتداداتها في الداخل العراقي والسوري ذريعة للتدخل والتمدد خارج الحدود التركية، واستقطاع أراض من هذه الدول وضمها للسيادة التركية.
وأضاف أن هذه النظرة التركية أثرت سلبيًا بشكل كبير على مسار مكافحة الارهاب الحقيقي المتمثل في جماعات كداعش والقاعدة، بالنظر إلى أن اضعاف التشكيلات الكردية يصب في مصلحة داعش نظرًا للدور الكبير الذي لعبه ويلعبه الأكراد في مكافحة داعش، وفي تنفيذ أصعب المهمات في سياق التحالف الدولي لمكافحة «داعش».





