زيارة رئيسي لدمشق.. نظام الملالي يبحث عن نصيب في كعكة إعادة إعمار سوريا
للمرة الأولى يجرى رئيس إيراني زيارة إلى الأراضي السورية تلبية لدعوة رسمية، حيث لبى إبراهيم رئيسي في الثالث من مايو الجاري، دعوة للزيارة من نظيره السوري بشار الأسد، كانت الزيارة مقررة منذ العام الماضي، لكن تطورات الأوضاع في المنطقة حالت دون اتمامها إلا فى موعدها الحالي.
وتعكس الزيارة بحسب مراقبين رغبة نظام الملالي في التأكيد على استمرار وفاعلية الوجود الإيراني في سوريا، خاصة أن طهران منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية 2011، استمرت في تقديم مختلف وسائل الدعم للنظام السوري، ما ساهم في تقوية العلاقات الإيرانية السورية.
وأجرى الرئيس السوري بشار الأسد زيارتين إلى الأراضي الإيرانية، الأولي في فبراير 2019، والثانية في مايو 2022.
تطورات إقليمية
تاتى زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، بالتزامن مع عدد من التغييرات فى العلاقات الخارجية لكلا البلدين، فبالنسبة لسوريا، أعادت السعودية العلاقات مع دمشق واتفقت الدولتان على إعادة فتح السفارات والقنصليات بعد قطع العلاقات لأكثر من عقد، كما بذل عدد من دول المنطقة العربية على رأسها مصر، والإمارات والسعودية بالإضافة للجزائر خلال الفترة الأخيرة، جهودًا لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، لحضور القمة العربية المرتقبة المزمع انعقادها في المملكة السعودية في 19 مايو الجاري، وبالفعل نجحت تلك الجهود وتبني وزراء الخارجية العرب قرارًا في السابع من مايو الجاري يقضي بإعادة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة بعد غياب دام 12 عامًا.
أما إيران، فمن أبرز تطورات علاقاتها الخارجية، فكانت إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية برعاية صينية في العاشر من مارس الماضي، بعد قطيعة دامت سبع سنوات.
وبعد الاتفاق السعودي ــ الإيراني، توقع عدد من الخبراء والمحللين السياسيين أن تشكل عودة العلاقات الإيرانية السعودية انعكاسًا إيجابيًّا على الأوضاع في المنطقة خاصة في دول الأزمات وتحديدًا اليمن، وسوريا.
زيارة مهمة
وحول زيارة زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، والتي استغرقت يومين، واصطحب فيها وفدًا يضم وزراء النفط والدفاع والشؤون الخارجية والاتصالات والطرق، قال «رئيسي» في تصريحات صحفية لوسائل إعلام سورية رسمية: «الرحلة من شأنها أن تعزز وتطور العلاقات مع سوريا وحلفاء آخرين».
وكشفت وسائل إعلام سورية، أن الزيارة سينجم عنها توقيع عدد من الاتفاقيات، يأتي من أبرزها الاتفاق على مرحلة إعادة إعمار سوريا، وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي مساء الأول من مايو الجاري، قائلًا: «سوريا دخلت مرحلة إعادة التعمير، وإيران جاهزة لتكون مع الحكومة السورية في هذه المرحلة أيضًا».
دلالات الزيارة
يوضح الدكتور مسعود إبراهيم حسن الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن الزيارة مهمة وتأتي في توقيت حساس، خاصة أن إيران من الدول القريبة في علاقاتها مع النظام السوري، وسبق وقدمت ما يقرب من 20 مليار دولار له خلال السنوات الماضية، بجانب الدعم اللوجسيتي، ولذلك فهي تريد أن تحصل على نصيبها من «الكعكة» مقابل الأموال التي دفعتها.
ولفت « حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى
أن طهران تبحث أن يكون لها النصيب الأكبر في
عملية إعادة إعمار سوريا من خلال دخول شركات للمشاركة في هذه العملية بما ينعكس بشكل
إيجابي على اقتصاد نظام الملالي، بالإضافة إلى رغبتها في تموضع إستراتيجي جديد في الداخل
السوري، وذلك بعد أن سحبت روسيا جزءًا كبيرًا من قواتها من سوريا بسبب حربها في أوكرانيا، الأمر
الذي قد ترى فيه إيران فرصة خاصة في مواجهة إسرائيل.





