ورقة حوثية.. إرهاب القاعدة يعود في جنوب اليمن
في خضم الدعوات الإقليمية والدولية لأطراف الصراع في اليمن لحلحلة الأزمة اليمنية، والتي دخلت عامها التاسع، والتوصل إلى تسوية سياسية تضع حدًا للحرب الدائرة؛ فقد عاد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مرة أخرى إلى شن هجمات في الأراضي اليمنية وتحديدًا بالمحافظات الجنوبية، وذلك بالتزامن مع أمرين أولهما، توقف المفاوضات بين الحوثي والسعودية برعاية عمانية بشكل مؤقت، وآخرهما، هو عودة الميليشيا الحوثية إلى التصعيد رغم دعوات بوقف أية أعمال تصعيدية، وهو ما يكشف عن وجود تنسيق حوثي قاعدي لاستهداف القوات التابعة للحكومة الشرعية.
أعمال إرهابية
وتجدر الإشارة إلى ان تنظيم القاعدة لم يتوقف عن شن هجمات بالأراضي اليمنية منذ مطلع العام 2023، لكنه يهدأ أحيانًا ويعود للتصعيد مرة أخرى، وقد شهد شهر أبريل الماضي، هجومين للتنظيم الإرهابي، الأول وقع 27 أبريل الماضي، استهدف مسلحي القاعدة دورية لـ «فوزي شايف البكري» الضابط في قوات مكافحة الإرهاب بالحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في بلدة "البقيرة" في وادي عومران شرقي مديرية مودية، شرقي محافظة أبين جنوبي اليمن، ونجم عن هذا الهجوم، مقتل «البكري» الذي لعب دورًا خلال السنوات الماضية في إحباط عدة عمليات إرهابية لتنظيمي «القاعدة» و«الحوثي».
أما الهجوم الثاني، فقد وقع مطلع أبريل 2023، إذ نصبت عناصر إرهابية من القاعدة في "بلدة البقيرة " شرقي محافظة أبين أيضًا، كمينًا مسلحًا وشنوا هجومًا على عدد من القوات الجنوبية بهذه المنطقة، وهو ما نجم عنه مقتل 3 جنود يتبعون المجلس الانتقالي في المحافظة الجنوبية، وقد أعلن «القاعدة» في بيان له في 1 مايو 2023، مسؤوليته عن هذه العملية.
وفي هذا الإطار فقد كشفت وسائل إعلام يمنية أن تنظيم القاعدة، شن خلال الثلث الأول من العام 2023، ما يقرب من 11 عملية إرهابية، جميعها في محافظة أبين الجنوبية، وهو ما نجم عنها وقوع أكثر من 50 قتيلًا وجريحًا جميعهم من القوات الجنوبية ومحور أبين، ويرجع السبب في ذلك أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد وجه قواته خلال النصف الثاني من العام الماضي وتحديدًا في أغسطس 2022 لتطهير البلاد من الإرهابيين؛ وخاصة القابعين بمحافظتي شبوة وأبين، وأعلن على ضوء ذلك عمليتي "سهام الشرق" و"سهام الجنوب" بهذه المحافظات، ولذلك كانت القوات الجنوبية محل استهداف من قبل الحوثي والقاعدة.
وسيلة حوثية
ويبقي التساؤل عن سبب تصاعد هجمات تنظيم القاعدة مع تعثر المفاوضات بين الحوثي والسعودية، هل للميليشيا المتمردة دخل في هذا الأعمال الإرهابية؟، وهو ما أجاب عنه المحلل السياسي اليمني «محمود الطاهر» مبينًا أن هذه الهجمات الإرهابية وسيلة حوثية للضغط وزعزعة الاستقرار، خاصة أنه عندما يكون هناك حرب متواصلة نجد أن العمليات الإرهابية فقط تستهدف قيادات في الشرعية، وعندما تتوقف الحرب وتكون هناك مفاوضات، نجد هجمات تستهدف المواطنين وكل شيء.
ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن اختيار محافظتي أبين والبيضاء مكانًا لانطلاق العمليات الإرهابية، نتيجة لتشابه وعورة التضاريس، وقرب المحافظتين من بعضهما بحيث لو تم مطاردة الإرهاب من أبين، تعود إلى البيضاء تحت حماية الحوثي، ومن ثم لملمة صفوفها للعودة مجددًا.
وأضاف أن اليمن بسبب الحرب يمثل بيئة مناسبة للجماعات الإرهابية سواء القاعدة أو الحوثي، وأنه في 2011 عندما دخل اليمن في دوامة الصراع السياسي، استطاع الحوثيون الوصول إلى صنعاء والسيطرة عليها، وفي الجانب الآخر كان تنظيم القاعدة يتوسع في محافظة أبين جنوبي اليمن، مستغلًا الوضع السياسي والأمني المتردي حين ذاك، ومع بداية الحرب في اليمن، ودعم إيران غير المحدود لتنظيمي الحوثي والقاعدة، خلقت هناك شراكة بين الجماعتين، وكونا غرفة عمليات مشتركة لإدارة العمليات الإرهابية في المناطق المحررة، نتج عنها الكثير من العمليات الإرهابية، سعيًا منهما لإرباك الوضع الأمني في المناطق المحررة.





