ad a b
ad ad ad

التنافس الإرهابي على مالي ينذر بكارثة أمنية وإنسانية

الخميس 18/مايو/2023 - 06:01 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تعاني جمهورية مالي، غرب إفريقيا، من انتشار الجماعات الإرهابية، بما يخلفه ذلك من اضطرابات أمنية وفرص لتوغل جغرافي أكبر للتنظيمات المتطرفة المتنافسة على الثروات الأفريقية، إلى جانب هروب الاستثمارات الأجنبية وحلول الأطماع الدولية بدلًا منها، واستفحال المعارك الداخلية.


واستُهدفت البلاد في 22 أبريل الماضي بسلسلة انفجارات ضربت محيط مطار سيفاري بمنطقة موبتي وسط البلاد، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وثلاثة عسكريين، وإصابة ما لا يقل عن 88 شخصًا، بالإضافة إلى تضرر المباني المحيطة بموقع الانفجار.

التنافس الإرهابي
هجمات متتالية وخسائر في الأرواح والممتلكات

واستمرت الهجمات الإرهابية في ضرب استقرار البلاد خلال الأعوام القليلة الماضية، فبحسب مؤشر الإرهاب الدولي لعام 2023 تحتل مالي المركز الرابع عالميًّا من حيث نسب ضحايا العمليات الإرهابية، متقدمة ثلاثة مراكز عن العام السابق  للدراسة الأخيرة.

ويشير ذلك إلى تردي الأوضاع الأمنية بالبلاد وزيادة نشاط الجماعات الإرهابية بالمنطقة.

ففي 7 ديسمبر 2022 تبنى تنظيم داعش هجومًا بمنطقة جاوا راح ضحيته ما لا يقل عن مائة شخص، وفي 9 سبتمبر من العام نفسه نفذ داعش هجومًا بالمنطقة نفسها أسفر عن مقتل نحو 30 شخصًا.

وتأتي تلك العمليات ضمن أعنف 20 عملية إرهابية وقعت عالميًّا خلال 2022، إلى جانب عملية أخرى لم يتبناها أحد وقعت في جاوا في 7 أغسطس 2022 وخلفت 42 قتيًلا.
التنافس الإرهابي
توطين التطرف

ويشير وقوع العمليات الكبرى في مالي إلى قدرات أوسع بات يمتلكها الإرهابيون بالمنطقة مكنتهم من تنفيذ عمليات أكثر دموية، بما يخدم مصالحهم في توطين التطرف جغرافيًّا والتنافس فيما بينهم على المنطقة، إلى جانب استغلال الأوضاع إعلاميًّا عبر منصات التنظيمات المتطرفة لإعطاء صورة ذهنية متضخمة عن نفوذها بالمنطقة.

من جانبه يسعى تنظيم داعش لاستغلال صحيفة «النبأ» لهذا الغرض، إذ تمثل صحيفة «النبأ» الأسبوعية منصة لتوجهاته ورسائله.

ويركز التنظيم خلال الفترة الأخيرة على أنشطته في القارة الأفريقية، وقدراته على تنفيذ ضربات عنيفة للقوات الأمنية لدول المنطقة، كما يحرص على نشر صور عنيفة عن توغله في القارة وقدراته العسكرية.

 ومع توالي الهجمات الإرهابية في مالي تتباين الرؤى حول التأثيرات التي خلفها الانسحاب العسكري الفرنسي من البلاد، إذ يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور سعيد صادق لـ«المرجع» إن الدول الغربية وبالأخص باريس تسعى لمحاربة الإرهاب من  مناطق توطنه كمنهجية لدرء التطرف بعيدًا عن جغرافيتها، ومن ثم اشتركت في التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق، وهي كذلك تحارب الإرهاب في مالي.

وأشار إلى أن الحكومة الفرنسية تتعامل مع ملف الإرهاب وفقًا لمصالحها، فهي  تدافع عن استثماراتها في المنطقة، وفي الوقت ذاته يمثل انسحابها خدمة لأجندتها الخاصة بغض النظر عن ارتباطات الآخرين، مضيفًا أن الصراعات الداخلية بمالي وغيرها من الدول الإفريقية أنهكت قدراتها العسكرية والأمنية.

التنافس بين داعش والقاعدة على مالي

تمكن تنظيم داعش خلال السنوات القليلة الماضية من بناء معقل  قوي  له في غرب أفريقيا، وفي الوقت ذاته يحظى تنظيم القاعدة بانتشار واسع في مالي عبر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، ما يشعل التنافس الإرهابي بين التنظيمين ويزيد من رسائل الاستقطاب فيما بينهما.

وأصدرت الأمم المتحدة في 12 أبريل 2023 بيانًا حول مالي قائلة إن الصراع بين التنظيمات المسلحة في البلاد يهدد استقرارها ويزيد من نزوح السكان ويؤدي إلى كارثة إنسانية. 

الكلمات المفتاحية

"