ad a b
ad ad ad

مخاوف من زيادة العنف في أفغانستان بعد قرار طالبان بإغلاق مدارس هلمند وقندهار

الأربعاء 03/مايو/2023 - 11:49 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

عانت أفغانستان لعقود طويلة من العنف والحروب الأهلية التي لا تنتهي أسبابها، وتزداد دواعيها يومًا بعد يوم في ظل حكومة طالبان الحالية التي تمارس الكثير من الاستفزازات ضد المواطنين في العديد من الملفات، وعلى رأسها ملف التعليم، سواء كان تعليم البنات أو البنين، والتضييق على المدارس للحد الذي أدى إلى ظهور مدارس سرية في مناطق كثيرة.

اشتعال هلمند وقندهار

تعتبر قندهار المركز الرئيس لحركة طالبان، فالقيادة المركزية لها مازالت موجودة في قندهار رغم وجود المؤسسات الرسمية للدولة في العاصمة الأفغانية كابول، ولا تزال الأوامر والتعليمات تصدر من هناك، حيث يستقر الملا هيبة الله أخوندزاده زعم الحركة، وخلال الأسبوع الثاني من أبريل الجاري فرضت الحركة مجموعة من القيود الصارمة على جميع مراكز التعليم المحلية في ولايتي قندهار وهلمند جنوبي البلاد.

وأكدت وسائل إعلام محلية أن الملا ندا محمد نديم  وزير التعليم في طالبان أصدر تعميمًا لجميع قطاعات التعليم في الولايتين بإغلاق جميع المركز التعليمية لحين الانتهاء من دراسة أنشطتها، وقالت الوزارة إنها شكلت لجنة لدراسة أنشطة هذه المراكز التي أغلقت لأجل غير مسمى.

وأشارت الوزارة- وفقًا لصحيفة (8 الصبح) الأفغانية- أن اللجنة ستقدم تقريرها إلى الوزارة، ومن ثم سيرفع إلى الملا هيبة الله أخوندزاده زعيم الحركة.

وكانت منظمات أممية أنشأت هذه المراكز التعليمية قبل نحو عامين لتعويض أزمة التعليم في أفغانستان بعد وصول طالبان إلى السلطة، وتهدف إلى معالجة مشاكل تسرب الأطفال من التعليم بكل من ولايتي هلمند وقندهار.

تعنت مستمر

تضع حركة طالبان ملف التعليم على قائمة أنشطتها، وتعمل على إحداث تغيير جذري في المناهج التعليمية، وفي تكوين المدارس وعلى رأسها منع الفتيات من التعليم، فقد صرح وزير التعليم الحالي في حركة طالبان الملا محمد نديم بأنه يرفض استكمال الفتيات لتعليمهن الجامعي

وأشار إلى أن الحركة لن تقبل بهذا حتى لو تعرضت أفغانستان لهجوم بالقنابل النووية، فلن تتراجع عن ذلك، وأنهم على استعداد لأي عقوبات من المجتمع الدولي مقابل عدم تخليهم عن هذا المبدأ.
ويمر الآن ما يقرب من عامين على منع استكمال الطالبات تعليمهن ممن تجاوزن الصف السادس.

وفي مقابل مراكز هلمند وقندهار انتشرت أيضًا مدارس سرية في ولايات أخرى من أفغانستان لتعويض هذه المشكلة، وتشير تقارير محلية إلى أن الحركة تلاحق هذه المدارس أيضًا لمنع تعليم الفتيات بصورة نهائية في تحدٍّ للجميع.

والغريب أن تقارير محلية أخرى أفادت أن قيادات في طالبان يخالفون تعاليم الحركة من أجل استكمال تعليم بناتهن في تلك المدارس السرية.

توقعات بزيادة العنف

ويحذر المراقبون من زيادة العنف في الإقليمين وفي غيرهما من أقاليم أفغانستان بعد القرارات الأخيرة التي وصلت إلى منع البنين أيضًا من استكمال تعليمهن.

ويقول محمد عبادي، الباحث في الشؤون الدولية: إن التعليم يعتبر من أهم الآليات التي تعمل على الوقاية من العنف، وأن حركة طالبان بهذه الصورة تخلق أشكالًا جديدة من التيارات العنيفة في البلاد.

وأشار عبادي في تصريحات خاصة لـ"المرجع": إلى أن تلك القرارات تخلق نوعين من الأزمات في أفغانستان، النوع الأول: هو خلق عداء لحركة طالبان نفسها، ومن ثم فمن السهولة أن يحدث ردود أفعال ليست في صالح طالبان، وتجعل الشباب فريسة سهلة للانضمام إلى الجماعات المسلحة المناوئة للحركة.

وأكد أن النوع الثاني من تلك الأزمات هو ظهور كيانات جديدة تتبنى العنف ضد الحركة وضد المجتمع ككل، فالتعليم والثقافة هما حائط الصد الأول ضد مواجهة الأفكار العنيفة والمتطرفة.


"